تكذيب حديث: فاطمة احصنت فرجها والجواب عنه











تکذيب حديث: فاطمة احصنت فرجها والجواب عنه



ألحديث الذي ذکر (العلامة) عن النبي صلي الله عليه وسلم: ان فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها علي النار. کذب بإتفاق أهل المعرفة بالحديث. ويظهر کذبه لغير أهل الحديث ايضا فإن قوله: إن فاطمة أحصنت فرجها. إلخ. باطل قطعا فإن سارة أحصنت فرجها ولم يحرم الله جميع ذريتها علي النار، وايضا فصفية عمة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أحصنت فرجها ومن ذريتها محسن وظالم، وفي الجملة: أللواتي حصين فروجهن لايحصي عددهن الا الله ومن ذريتهن البر والفاجر والمؤمن والکافر. وايضا ففضيلة فاطمة ومزيتها ليست بمجرد إحصان الفرج فإن هذا تشارک فيه فاطمة وجمهور نساء المؤمنين 2 ص 126.

جواب: عجبا لهذا الرجل وهو يحسب ان الاجماعات والاتفاقات طوع إرادته، فإذا لم يرقه تأويل آية أو حديث أو مسألة أو اعتقاد يقول في کل منها للملا العلمي:اتفقوا. فتلبيه الاحياء والاموات، ثم يحتج بإتفاقهم. ولعمر الحق لو لم يکن الانسان منهيا عن الکذب ولغو الحديث لما يأتي منهما فوق ماأتي به الرجل.

ليت شعري کيف يکون هذا الحديث متفقا علي بطلانه وکذبه؟! وقد اخرجته جماعة من الحفاظ وصححه غير واحد من أهل المعرفة بالحديث، وليته أوعز إلي من شذ منهم بالحکم بکذبه، ودلنا علي تآليفهم وکلماتهم، غير انه لم يجد أحدا منهم فکون الاتفاق بالارادة کما قلناه. وقد خرجه

ألحاکم، ألخطيب البغدادي، البزار، أبويعلي، ألعقيلي

ألطبراني، إبن شاهين، أبونعيم، ألمحب الطبري، إبن حجر

ألسيوطي، ألمتقي الهندي، ألهيثمي، ألزرقاني، ألصبان ألبدخشي.

[صفحه 176]

إذا ثبتت صحة الحديث فأي وزن يقام للمناقشة فيه بأوهام وتشکيکات، و استحسانات واهية، واستبعادات خيالية؟! کما هو دأب الرجل في کل مالايرتضيه من فضايل أهل البيت عليهم السلام، وأي ملازمة بين إحصان الفرج وتحريم الذرية علي النار؟! حتي يرد بالنقض بمثل سارة وصفية والمؤمنات، غير أن هذه فضيلة اختصت بها سيدة النساء فاطمة، وکم لها من فضايل تخص بها ولم تحظ بمثلها فضليات النساء من سارة إلي مريم إلي حواء وغيرهن، فلا غضاضة إذا تفرد ذريتها بفضيلة لم يحوها غيرهم، وکم لهم من أمثالها.

وقال العلامة الزرقاني المالکي في شرح (المواهب) 203:3 في نفي هذه الملازمة: ألحديث أخرجه أبويعلي والطبراني والحاکم وصححه عن إبن مسعود وله شواهد، وترتيب التحريم علي الاحصان من باب إظهار مزية شأنها في ذلک الوصف مع الالماح ببنت عمران ولمدح وصف الاحصان، و إلا فهي محرمة علي النار بنص روايات اخر[1] .

ويؤيد هذا الحديث بأحاديث اخري منها حديث إبن مسعود: إنما سميت فاطمة لان الله قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة[2] .

وقوله صلي الله عليه وآله: لفاطمة إن الله غير معذبک ولا أحد من ولدک[3] .

وقوله صلي الله عليه وآله لعلي: إن الله قد غفر لک ولذريتک. راجع ص 78.

وقوله صلي الله عليه وآله: وعدني ربي في أهل بيتي: من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ انه لايعذبهم[4] .


صفحه 176.








  1. يأتي تمام کلام الزرقاني في النقد علي کتاب (الصراع بين الاسلام والوثنية).
  2. تاريخ ابن عساکر، الصواعق 96، المواهب اللدنية کما في شرحه للزرقاني 3 ص 203.
  3. أخرجه الطبراني بسند رجاله ثقات، وابن حجر صححه في الصواعق 140 و96.
  4. أخرجه الحاکم في المستدرک 3 ص 150 وجمع آخرون نظراء الحافظ السيوطي.