تكذيب نزول هل أتي في أهل البيت











تکذيب نزول هل أتي في أهل البيت



ذکر (العلامة الحلي) آشياء من الکذب تدل علي جهل ناقلها مثل قوله: نزل في حقهم (في حق أهل البيت) هل أتي فإن هل أتي مکية بإتفاق العلماء، وعلي إنما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة، وواد الحسن والحسين بعد نزول هل أتي فقوله: إنها نزلت فيهم من الکذب الذي لايخفي علي من له علم بنزول القرآن وأحوال هذه السادة الاخيار. 2 ص 117.

جواب: إن الرجل لاينحصر جهله بباب دون باب فهو کما انه جاهل في العقايد جاهل في الفرق، جاهل في السيرة، جاهل في الاحکام، جاهل في الحديث، کذلک جاهل في علوم القرآن حيث لم يعلم أولا أن کون السورة مکية لاينافي کون بعض

[صفحه 170]

آياته مدنية وبالعکس، وقد اطرد ذلک في السورة القرآنية کما مر ج 1 ص 255 -258، وهذا معني قول إبن الحصار: إن کل نوع من المکي والمدني منه آيات مستثنات[1] .

وثانيا: إن أوثق الطرق إلي کون السورة أو الآية مکية أو مدنية هو ماتضافر النقل به في شأن نزولها بأسانيد مستفيضة دون الاقوال المنقطعة عن الاسناد وقد أسلفنا في ص 100- 104 من هذا الجزء شطرا مهما ممن خرج هذا الحديث وأخبت إليه فليس هو من کذب الرافضة حتي يدل علي جهل ناقله ، ولا علي شيخنا العلامة الحلي من تبعة في نقله، فإن کان في نقله شائبة سوء فالعلامة ومشايخ قومه علي شرع سواء.

وثالثا: إن القول بأنها مکية ليس مما اتفق عليه العلماء بل الجمهور علي خلافه کما نقله الخازن في تفسيره 4 ص 356 عن مجاهد وقتادة والجمهور.

وروي أبوجعفر النحاس في کتابه الناسخ والمنسوخ من طريق الحافظ أبي حاتم عن مجاهد عن إبن عباس حديثا في تلخيص آي القرآن المدني من المکي وفيه:والمدثر إلي آخر القرآن إلا إذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، فإنهن مدنيات، وفيها سورة هل أتي. وقال السيوطي في الاتقان 1 ص 15 بعد نقل الحديث: هکذا أخرجه بطوله وإسناده جيد رجاله کلهم ثقات من علمآء العربية المشهورين.

وأخرج الحافظ البيهقي في (دلائل النبوة) بإسناده عن عکرمة والحسين بن أبي الحسن حديثا في المکي والمدني من السور وعد من المدنيات هل أتي (الاتقان 1 ص 16).

ويروي ابن الضريس في (فضائل القرآن) عن عطا عد سورة الانسان من المدنيات، کما في الاتقان 1 ص 17.

وعدها الخازن في تفسيره 1 ص 9 من السور النازلة بالمدينة.

وهذه مصاحف الدنيا بأجمعها مخطوطها ومطبوعها تخبرک عن جلية الحال فإنها مجمعة علي أنها مدنية، فهل الامة إجمعت فيها علي خلاف مااتفق عليه العلماء إن صحت

[صفحه 171]

مزعمة إبن تيمية؟ فمامنکم من أحد عنه حاجزين، وإنه لتذکرة للمتقين، وإنا لنعلم إن منکم مکذبين.

ورابعا: ان القائلين بان فيها آية أو آيات مکية کالحسن وعکرمة و الکلبي وغيرهم مصرحون بأن الآيات المتعلقة بقصة الاطعام مدنية.

وخامسا:لاملازمة بين القول بمکيتها وبين نزولها قبل الهجرة إذ من الممکن نزولها في حجة الوداع ، بعد صحة إرادة عموم قوله: وأسيرا. للمؤمن الداخل فيه المملوک کما قاله إبن جبير، والحسن، والضحاک، وعکرمة، وعطا، وقتادة، واختاره إبن جرير وجمع آخرون


صفحه 170، 171.








  1. الاتقان 1 ص 23.