اصول الدين عند الإمامية











اصول الدين عند الإمامية



اصول الدين عند الامامية أربعة: ألتوحيد. والعدل. والنبوة. والامامة هي آخر المراتب والتوحيد والعدل والنبوة قبل ذلک، وهم يدخلون في التوحيد نفي الصفات والقول بأن القرآن مخلوق، وان الله لايري في الآخرة، ويدخلون في العدل التکذيب بالقدرة، وان الله لايقدر أن يهدي من يشآء، ولا يقدر أن يضل من يشآء، وانه قد يشاء مالا يکون ويکون مالا يشاء، وغير ذلک فلا يقولون: انه خالق کل شئ، ولا انه علي کل شئ قدير، ولا انه ماشاء الله کان ومالم يشأ لم يکن. 10 ص 23.

جواب: بلغ من جهل الرجل انه لم يفرق بين اصول الدين واصول المذهب فيعد الامامة التي هي من تالي القسمين في الاول، وانه لايعرف عقايد قوم هو يبحث عنها، ولذلک أسقط المعاد من اصول الدين ولا يختلف من الشيعة إثنان في عده منها.

علي أن أحدا لو عد الامامة من اصول الدين فليس بذلک البعيد عن مقائيس البرهنة بعد أن قرن الله سبحانه ولاية مولانا امير المؤمنين عليه السلام بولايته وولاية الرسول صلي الله عليه وآله بقوله: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا. ألآية. وخص المؤمنين بعلي عليه السلام کما مر الايعاز إليه في الجزء الثاني صفحة 52 وسيوافک حديثه مفصلا بعيد هذا.

[صفحه 153]

وفي آية کريمة اخري جعل المولي سبحانه بولايته کمال الدين بقوله: أليوم أکملت لکم دينکم، وأتممت عليکم نعمتي، ورضيت لکم الاسلام دينا. ولا معني لذلک إلا کونها أصلا من اصول الدين لولاها بقي الدين مخدجا، ونعم الله علي عباده ناقصة، وبها تمام الاسلام الذي رضيه رب المسلمين لهم دينا.

وجعل هذه الولاية بحث إذا لم تبلغ کان الرسول صلي الله عليه وآله ما بلغ رسالته فقال: ياأيها الرسول بلغ ماانزل إليک من ربک وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمک من الناس. ولعلک تزداد بصيرة فيما قلناه لو راجعت الاحاديث الواردة من عشرات الطرق في الآيات الثلاث کما فصلناها في الجزء الاول ص 223 -214 و 238 -230 وفي هذا الجزء.

وبمقربة من هذه کلها مامر في الجزء الثاني ص 302 و301 من إناطة الاعمال کلها بصحة الولاية، وقد اخذت شرطا فيها، وهذا هو معني الاصل کما انه کذلک بالنسبة إلي التوحيد والنبوة، وليس في فروع الدين حکم هو هکذا.

ولعل هذا الذي ذکرناه کان مسلما عند الصحابة الاولين ولذلک يقول عمر بن الخطاب لما جاءه رجلان يتخاصمان عنده: هذا مولاي ومولي کل مؤمن، ومن لم يکن مولاه فليس بمؤمن. راجع الجزء الاول صفحة 382.

وستوافيک في هذا الجزء زرافة من الاحاديث المستفيضة الدالة علي أن بغضه صلوات الله عليه سمة النفاق وشارة الالحاد، ولولاه عليه السلام لما عرف المؤمنون بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، ولا يبغضه أحد إلا وهو خارج من الايمان، فهي تدل علي تنکب الحائد عن الولاية عن سوي الصراط کمن حاد عن التوحيد والنبوة، فلترتب کثير من أحکام الاصلين علي الولاية يقرب عدها من الاصول، ولا ينافي ذلک شذوذها عن بعض أحکامهما لما هنالک من الحکم والمصالح الاجتماعية کمالا يخفي.

وأما نفي الصفات فإن کان بالمعني الذي تحاوله الشيعة من نفيها زايدة علي الذات بل هي عينها فهو عين التوحيد، والبحث في ذلک تتضمنه کتب الکلام، وإن کان بالمعني الذي ترمي إليه المعطلة فالشيعة منه برآء. وکذلک القول بأن القرآن مخلوق فإنه ليس مع الله سبحانه أزلي يضاهيه في القدم کما أثبتته البرهنة الصادقة المفصلة في کتب

[صفحه 154]

العقايد. وأما نفي الرؤية فلنفي الجسمية عنه، والمنطق الصحيح معتضدا بالکتاب والسنة يشهد بذلک، فراجع مظان البحث فيه. وأما بقية ماعزاه إليهم فهي أکاذيب محضة لاتشک الشيعة قديما وحديثا في ضلالة القائل بها.


صفحه 153، 154.