حب النبي أحدا ليس بفضل











حب النبي أحدا ليس بفضل



إن محبة النبي عليه السلام لمن أحب ليس فضلا، لانه قد أحب عمه وهو کافر ص 123. وقال في ص 124:

وإن کان رسول الله صلي الله عليه وسلم أحب أبا طالب فقد حرم الله تعالي عليه بعد ذلک و نهاه عن محبته، وافترض عليه عداوته.

جوانب: ألنبي صلي الله عليه وآله وإن أکد علي صلة الارحام لکنه کان يري الکفر حاجزا عنها وإن تأکدت معه وشائج الرحم، ولذلک قلا أبا لهب وهتف بالبرائة منه بسورة مستقلة، ولم يرفع قيد الاسار عن عمه العباس وابن عمه عقيل إلا بعد تظاهر هما بالاسلام، و أجري عليهما حکم الفدية مع ذلک، وفرق بين إبنته زينب وزوجها أبي العاص طيلة مقامه علي الکفر حتي أسلم وسلم.

فلم يکن محبة النبي صلي الله عليه وآله لمن يحبه إلا لثباته في الايمان ورسوخ کلمة الحق

[صفحه 106]

وتمکنه من فؤاده، فهو إذا أحب أحدا کان ذلک آية تضلعه في الدين وتحليه باليقين، وهذه قضية قياسها معها، وهي مرتکزة في القلوب جمعآء حتي ان إبن حزم نفسه إحتج بأفضلية عايشة علي جميع الامة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله بحديث باطل رواه من انه صلي الله عليه وآله وسلم قال لها: أنت أحب الناس إلي.

وأما أبوطالب فقد اعترف الرجل بمحبة النبي له أولا ونحن نصدقه علي ذلک ونراه فضلا له وأي فضل.

وأما دعواه تحريم المحبة بعد ذلک، ونهي الله عنها، وأمره بعداوته، فغير مقرونة بشاهد، وهل يسعه دعوي الفرق بين يومي النبي معه قبل التحريم وبعده؟! وهل يمکنه تعيين اليوم الذي قلاه فيه؟! أو السنة التي هجره فيها وافترضت عليه عداوته؟!؟!.

ألتاريخ خلو من ذلک کله بل يعلمنا الحديث والسيرة انه صلي الله عليه وآله وسلم لم يفارقه حتي قضي أبوطالب نحبه فطفق يؤبنه وقال لعلي: إذهب فاغسله وکفنه وواره غفر الله له ورحمه[1] ورثاه علي بقوله:


أبا طالب عصمة المستجير
وغيث المحول ونور الظلم


لقد هد فقدک أهل الحفاظ
فصلي عليک ولي النعم


ولقاک ربک رضوانه
فقد کنت للطهر من خير عم[2] .


فمن أراد الوقوف علي الحقيقة في ترجمة شيخ الابطح أبي طالب فعليه بکتاب العلامة البرزنجي الشافعي وتلخيصه الموسوم بأسني المطالب لمفتي الشافعية السيد أحمد زيتي دحلان[3] .


صفحه 106.








  1. طبقات ابن سعد 1 ص 105.
  2. تذکرة السبط 6.
  3. سيوافيک البحث عن ايمان أبي طالب عليه السلام مفصلا في الجزء السابع والثامن من کتابنا هذا.