كلمة استاذ عبدالفتاح











کلمة استاذ عبدالفتاح



أنا لا أحوم حول هذا الموضوع، ولا اولي وجهي شطر هذه الاکاذيب الصريحة، ولا اقابل هذا التدجيل والتمويه علي الحقيقة والجناية علي الاسلام و تاريخه، لکني أقول: إقرأ هذا ثم أنظر إلي ماذکره الاستاذ الفذ عبد الفتاح عبد

[صفحه 103]

المقصود في کتابه الامام علي بن أبي طالب ص 225 فإنه زبدة المخض قال:

واجتمعت جموعهم آونة في الخفاء واخري علي ملا- يدعون إلي ابن أبي طالب لانهم رأوه أولي الناس بأن يلي امور الناس، ثم تألبوا حول داره يهتفون باسمه ويدعونه أن يخرج إليهم ليرد واعليه تراثه المسلوب.. فإذا المسلمون أمام هذا الحدث مخالف أو نصير. وإذا بالمدينة حزبان، وإذا بالوحدة المرجوة شقان أو شکا علي انفصال، ثم لايعرف غير الله ماسوف تؤول إليه بعد هذا الحال فهلا کان علي کابن عبادة حريا في نظر إبن الخطاب بالقتل حتي لاتکون فتنة ولايکون انقسام؟!.

کان هذا أولي بعنف عمر إلي جانب غيرته علي وحدة الاسلام، وبه تحدث الناس ولهجت الالسن کاشفة عن خلجات خواطر جرت فيها الظنون مجري اليقين، فما کان لرجل أن يجزم أو يعلم سريرة إبن الخطاب، ولکنهم جميعا ساروا وراء الخيال، ولهم سند مما عرف عن الرجل دائما من عنف ومن دفعات، ولعل فيهم من سبق بذهنه الحوادث علي متن الاستقراء فرأي بعين الخيال، قبل رأي العيون، ثبات علي أمام وعيد عمر لو تقدم هذا منه يطلب رضاءه وإقراره لابي بکر بحقه في الخلافة ولعله تمادي قليلا في تصور نتائج هذا الموقف وتخيل عقباه، فعاد بنتيجة لازمة لا معدي عنها، هي خروج عمر عن الجادة، وأخذه هذا (المخالف) العنيد بالعنف والشدة!.

وکذلک سبقت الشائعات خطوات إبن الخطاب ذلک النهار، وهو يسير في جمع من صحبه ومعاونيه إلي دار فاطمة، وفي باله أن يحمل أبن عم رسول الله إن طوعا وإن کرها علي إقرار ماأباه حتي الآن، وتحدث اناس بأن السيف سيکون وحده متن الطاعة؟.. وتحدث آخرون بأن السيف سوف يلقي السيف؟.. ثم تحدث غير هؤلاء وهؤلاء بأن (النار) هي الوسيلة المثلي إلي حفظ الوحدة وإلي (الرضا) والاقرار.. وهل علي ألسنة الناس عقال يمنعها أن تروي قصة حطب أمر به إبن الخطاب فأحاط بدار فاطمة، وفيها علي وصحبه، ليکون عدة الاقناع أو عدة الايقاع؟..

[صفحه 104]

علي أن هذه الاحاديث جميعها ومعها الخطط المدبرة أو المرتجلة کانت کمثل الزبد، أسرع إلي ذهاب ومعها دفعة إبن الخطاب!. أقبل الرجل، محنقا مندلع الثورة، علي دار علي وقد ظاهره معاونوه ومن جاء بهم فاقتحموها أو أوشکوا علي اقتحام، فإذا وجه کوجه رسول الله يبدو بالباب حائلا من حزن، علي قسماته خطوط آلام، وفي عينيه لمعات دمع، وفوق جبينه عبسة غضب فائر وحنق ثائر..

وتوقف عمر من خشية وراحت دفعته شعاعا. وتوقف خلفه أمام الباب صحبه الذين جاء بهم، إذرأوا حيالهم صورة الرسول تطالعهم من خلال وجه حبيبته الزهراء، وغضوا الابصار من خزي أو من استحياء، ثم ولت عنهم عزمات القلوب وهم يشهدون فاطمة تتحرک کالخيال، وئيدا وئيدا بخطوات المحزونة الثکلي، فتقترب من ناحية قبر أبيها.. وشخصت منهم الانظار وأرهفت الاسماع إليها، وهي ترفع صوتها الرقيق الحزين، النبرات تهتف بمحمد الثاوي بقربها، تناديه باکية مريرة البکاء:

(يا أبت رسول الله!.. ياأبت رسول الله!..) فکأنما زلزلت الارض تحت هذا الجمع الباغي، من رهبة النداء..

وراحت الزهراء، وهي تستقبل المثوي الطاهر، تستنجد بهذا الغائب الحاضر: (يا أبت رسول الله!..

ماذا لقينا بعدک من إبن الخطاب، وإبن أبي قحافة!؟!)

فما ترکت کلماتها إلا قلوبا صدعها الحزن، وعيونا جرت دمعا، ورجالا ودوا لو استطاعوا أن يشقوا مواطئ أقدامهم ليذهبوا في طوايا الثري مغيبين.. (قال الاميني) راجع الامامة والسياسة 1 ص 13. تاريخ الطبري 3 ص 198. ألعقد الفريد 2 ص 257. تاريخ أبي الفداء 1 ص 165. تاريخ إبن شحنة في حوادث سنة 11. شرح إبن أبي الحديد 2 ص 19.


صفحه 103، 104.