الفرق بين الفرق











الفرق بين الفرق



تأليف أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي المتوفي 429 في 355 صفحة

لم يترک هذا المؤلف في قوس إفکه منزعا لم يرم به الشيعة، إنما قحمه في هذه المهلکة حسبانه في ص 309 انه لم يکن في الروافض قط إمام في الفقه، ولاإمام في رواية الحديث، ولاإمام في اللغة والنحو، ولا موثوق به في نقل المغازي والسير والتواريخ، ولاإمام في التأويل والتفسير، وإنما کان أئمة هذه العلوم علي الخصوص والعموم أهل السنة والجماعة.

وحمد الله علي ذلک. وکأن هذه المزعمة عنه کانت عامة حتي للاجيال القادمة نظرا إلي الغيب من وراء ستر رقيق، وبذلک أمن أن يکون من بعده من يکشف عورته ويطعن في أمانته في العزو، أو ان کتب الشيعة وعلمائها المضادة لهاتيک النسب تکذبه بأنفسها.

وإن تعجب فعجب انه کان نصب عيني الرجل في بيئته (بغداد) رجالات من الشيعة لايطعن في إمامتهم في کل ماذکره من العناوين وکانت بيدهم أزمة الزعامة کشيخ الامة ومعلمها محمد بن محمد بن النعمان المفيد. وعلم الهدي سيدنا المرتضي. والشريف الرضي. وأبي الحسين النجاشي. والشيخ أبي الفتح الکراجکي. والشريف أبي يعلي. وسلار الديلمي. ونظرائهم فهو إما انه لم يحس بهم لخلل في حسه المشترک، أو انه مندفع إلي الانکار بدافع الحنق، وأياما کان فنحن لا نبالي بما هو فيه، وکل قصدنا تنبيه القارئ إلي خطة الرجل حتي لايغتر بماله من صخب وترکاض.

ولعلک تعرف شيئا مما حوته صفحات هذا الکتاب المزور من الکذب والزور والبهت والتدجيل والتمويه عندما تقف علي کلماتنا حول ما يضاهيه من الکتب المزورة. ولئن اتبعت أهواءهم بعد ماجاءک من العلم مالک من الله من ولي ولاواق (سورة الرعد 37)

[صفحه 92]


صفحه 92.