ترجمة الحماني
حمان بکسر المهملة وتشديد الميم محلة بالکوفة والنسبة إلي حمان قبيلة من تميم وهم: بنو حمان بن عبدالعزيز بن کعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. واسم حمان: عبدالعزي. وقد سکن هذه المحلة من نسب إليها وإن لم يکن منها[1] فما في بعض المعاجم ضبطه بالمعجمة تصحيف. [صفحه 58] ألمترجم له في الرعيل الاول من فقهاء العترة ومدرسيهم في عاصمة التشيع بالعراق في القرون الاولي (ألکوفة) وفي السنام الاعلي من خطباء بني هاشم وشعرائهم المفلقين، وقد سار بذکره وبشعره الرکبان، وعرفه القريب والبعيد بحسن الصياغة وجودة السرد، أضف إلي ذلک علمه الغزير، ومجده الاثيل، وسؤدده الباهر، ونسبه العلوي الميمون، وحسبه الوضاح إلي فضايل جمة تسنمت به إلي ذروة الخطر المنيع. سأل المتوکل إبن الجهم من أشعر الناس؟ فذکر شعراء الجاهلية والاسلام، ثم انه سأل أبا الحسن ألامام علي بن محمد الهادي فقال: الحماني حيث يقول: لقد فاخرتنا من قريش عصابة فلما تنازعنا المقال قضي لنا ترانا سکوتا والشهيد بفضلنا فإن رسول الله أحمد جدنا قال: ومانداء الصوامع ياأبا الحسن؟! قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، جدي أم جدک؟! فضحک المتوکل ثم قال: هو جدک لاندفعک عنه. هذا الحديث ذکره الجاحظ في المحاسن والاضداد ص 104، والبيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 74 غير ان فيها: الرضي. مکان أبي الحسن. وأحسبه تصحيف المرتضي وهو لقب الامام الهادي سلام الله عليه. ورواه شيخ الطايفة في أماليه ص 180، وبهاء الدين في تاريخ طبرستان ص 224، وإبن شهر اشوب في المناقب 5 ص 118 ط هند. وأثني عليه المسعودي في مروج الذهب 2 ص 322 في کلام يأتي له وقال:کان علي بن محمد الحماني مفتيهم بالکوفة وشاعرهم ومدرسهم ولسانهم، ولم يکن أحد بالکوفة من آل علي بن أبي طالب يتقدمه في ذلک الوقت. وذکره النسابة العمري في المجدي وأطراه بما ملخصه: کان مشهورا بالشعر رثي يحيي بن عمرو کان أشعر ولد أبيه يکني أبا الحسين. وقال في ترجمة الشريف الرضي: هو أشعر قريش إلي وقتنا وحسبک أن يکون قريش في أولها الحرث بن هشام والعبلي وعمر بن أبي ربيعة وفي آخرها بالنسبة إلي زمانه محمد بن صالح الموسوي وعلي بن محمد الحماني. [صفحه 59] وذکره الرفاعي في صحاح الاخبار ص 40 وقال: کان شهما شجاعا شاعرا مفلقا وخطيبا مصقعا. وأثني عليه بالعلم وجودة الشعر سهل بن عبدالله البخاري النسابة في سر السلسلة وصاحب بحر الانساب المشجر (والبيهقي في) لباب الانساب وإبن المهنا في عمدة الطالب 269 وذکر الاخير: ان له ديوان شعر مشهور. وقال الحموي في معجم الادباء 5 ص 285 في ترجمة محمد بن أحمد الحسيني العلوي بعد ما أثني عليه بأنه شاعر مفلق، وعالم محقق، شائع الشعر، نبيه الذکر، ليس في ولد الحسن من يشبهه، بل يقاربه علي بن محمد الافوه. وحکي صاحب نسمة السحر عن الحموي انه قال: کان المترجم في العلوية من الشهرة والادب والطبع کعبد الله بن المعتز في العباسية وکان يقول: أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر إلي أبي طالب. کان سيدنا الحماني، في جانب عظيم من الاباء والحماسة وقوة القلب، ورباطة الجاش، وصراحة اللهجة، والجرأة علي مناوئيه. کل ذلک وراثة من سلفه الطاهر وبيته الرفيع، قال المسعودي: لما دخل الحسن بن إسماعيل الکوفة وهو صاحب الجيش الذي لقي يحيي بن عمر الشهيد سنة 250 قعد علي سلامه ولم يمض إليه ولم يختلف عن سلامه أحد من آل علي بن أبي طالب الهاشميين، وکان علي بن محمد الحماني مفتيهم بالکوفة إلي أن قال: فتفقده الحسن بن إسماعيل وسأل عنه وبعث بجماعة فأحضروه فأنکر الحسن تخلفه فأجابه علي بن محمد بجواب مستقتل آيس من الحياة فقال: أردت أن آتيک مهنا بالفتح وداعيا بالظفر. وأنشد شعرا لا يقوم علي مثله من يرغب في الحياة: قتلت أعز من رکب المطايا وعز علي أن ألقاک إلا ولکن الجناح إذا اهيضت فقال له الحسن بن إسماعيل: أنت موتور فلست انکرما کان منک. وخلع عليه وحمله إلي منزله[2] . [صفحه 60] حبسه أبوأحمد الموفق بالله المتوفي 278 مرتين مرة لکفالته بعض أهله. ومرة لسعاية عليه من انه يريد الخروج علي الخليفة فکتب إليه من الحبس: قد کان جدک عبدالله خير أب فالکف يوهن منها کل أنملة فلما وصل إليه الشعر کفل وخلي سبيله، فلقيه أبوعلي وقال له: قد عدت إلي وطنک الذي تلذه، وإخوانک الذين تحبهم. فقال: ياأبا علي؟ ذهب الاتراب والشباب والاصحاب وأنشد: هبني بقيت علي الايام والابد من لي برؤية من قد کنت آلفه لافارق الحزن قلبي بعد فرقتهم ومن نماذج شعره قوله: بين الوصي وبين المصطفي نسب کانا کشمس نهار في البروج کما کسيرها انتقلا من طاهر علم تفرقا عند عبدالله واقترنا وذر ذو العرش ذر اطاب بينهما نور تفرع عند البعث فانشعبت هم فتية کسيوف الهند طال بهم قوم لماء المعالي في وجوههم يدعون أحمد إن عد الفخار أبا والمنعمون إذا مالم تکن نعم أوفوا من المجد والعلياء في قلل ماسود الناس إلا من تمکن في سبط الاکف إذا شيمت مخايلهم [صفحه 61] يزهو المطاف إذا طافوا بکعبته في کل يوم لهم بأس يعاش به محسدون ومن يعقد بحبهم لاينکر الدهر إن ألوي بحقهم ولعل قوله: محسدون. إشارة إلي قوله تعالي: أم يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله. وقد ورد فيها، أنهم الائمة من آل محمد. قال إبن أبي الحديد في شرح النهج 2 ص 236: إنها نزلت في علي عليه السلام وما خص به من العلم. وأخرج إبن حجر في (الصواعق) ص 91 عن الباقر عليه السلام انه قال في هذه الآية: نحن الناس والله. حسدو الفتي إذ لم ينالوا سعيه کضرائر الحسناء قلن لوجهها وأخرج الفقيه إبن المغازلي في «المناقب» عن إبن عباس: إن الآية نزلت في النبي صلي الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه. وقال الصبان في (إسعاف الراغبين) هامش نور الابصار ص 109: أخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالي: أم يحسدون الناس علي ماآتاهم من فضله. انه قال: أهل البيت هم الناس. وذکر أبوالفرج في (المقاتل) ص 420 للحماني قوله يرثي به يحيي الشهيد: فإن يک يحيي أدرک الحتف يومه ومامات حتي قال طلاب نفسه: فتي آنست بالبأس والروع نفسه إلي آخر الابيات وذکر له المسعودي وأبوالفرج في رثاء يحيي ايضاقوله: تضوع مسکا جانب النهر إذ ثوي [صفحه 62] مسارع أقوام کرام أعزة وذکر المسعودي في مروج الذهب قوله في يحيي بن عمر ايضا: يابقايا السلف الصا نحن للايام من بين خاب وجه الارض کم آه من يومک ماأوراه وفي (المروج) للمسعودي و (ربيع الابرار) للزمخشري قوله: إني وقومي من أحساب قومکم ماعلق السيف منا بابن عاشرة وله في رثاء يحيي قوله کما في مروج الذهب: لعمري لئن سرت قريش بهلکه فإن مات تلقاء الرماح فإنه فلا تشمتوا فالقوم من يبق منهم لهم معکم إما جدعتم انوفکم تراث لهم من آدم ومحمد وله في يحيي بن عمر ايضا قوله: قد کان حين علا الشباب به وکأنه قمر تمنطق في ياابن الذي جعلت فضايله من اسرة جعلت مخايلهم تتهيب الاقدار قدرهم والموت لاتسوي رميته وله في رثاء أخيه لامه إسماعيل العلوي شعر کثير ومنه قوله: هذا ابن امي عديل الروح في جسدي فاليوم لم يبق شيئ أستريح به [صفحه 63] أو مقلة بحياء الهم باکية تري انا جيک فيها بالدموع وقد من لي بمثلک؟! يانور الحياة ويا من لي بمثلک؟! أدعوه لحادثة قد ذقت أنواع ثکل کنت أبلغها قل للردي: لاتغادر بعده أحدا إن الزمان تقضي بعد فرقته وقال في نسب علي بن الجهم السامي أحد الشعراء المنحرفين عن علي أمير المؤمنين عليه السلام وکان ممن يظهر عداه وقد طعن علي نسبه من طعن وقال اناس: من عقب سامة إبن لوي بن غالب: وسامة منا فأما بنوه اناس أتونا بأنسابهم وقلت لهم مثل قول النبي إذا ماسئلت ولم تدرما وقال فيه أيضا: لو اکتنفت النضر أو معدا وزمزما شريعة ووردا ما ازددت إلا في قريش وذکر له الثعالبي في (ثمار القلوب) ص 223 قوله: ويوم قد ظللت قرير عين تفکهني أحاديث النداما فلولا خوف ماتجني الليالي وذکر له قوله في بني طاهر لما مر علي دورهم وقد سلبها الدهر البهجة ونزل بها من غدره رجة: [صفحه 64] مررت بدور بني طاهر فشبهت سرعة أيامهم تألق معترضا في السماء وذکر البيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 75 قوله: عصيت الهوي وهجرت النساء وما أنس لاأنس حتي الممات دعيني وصبري علي النائبات وإن يک دهري لوي رأسه ونحن إذا کان شرب المدام بلغنا السمآء بأنسابنا فحسبک من سؤدد إننا يطيب الثناء لآبائنا يطيب إذا ذکر الناس کنا ملوکا هجاني قوم ولم أهجهم وذکر له النسابة العمري في (المجدي) قوله: هبني حننت إلي الشباب ونفقت عند الغانيات من لي بما وقف المشيب ولقد تأملت الحياة فإذا المصيبة بالحياة ومن شعره ماذکره الزمخشري في (ربيع الابرار) في الباب 34 وهو: لعمرک للمشيب علي مما فقد ت الشباب فصار شيبا [صفحه 65] وذکر له الحموي في (معجم البلدان) 7 ص 266 قوله: فيا أسفي علي النجف المعري ومابسط الخورنق من رياض ووا أسفا علي القناص تغدو ولعل من هذه القصيدة ماذکره إبن شهر اشوب له: وإذيبتي علي رغم الملاحي ووالدي المشار به إذا ما ومن شعره في (عمدة الطالب) ص 269 قوله: لنا من هاشم هضبات عز تطوف بنا الملائک کل يوم ويهتز المقام لنا ارتياحا وذکر له ابن شهر اشوب (في المناقب) ج 4 ص 39 ط هند قوله: يابن من بينه من الدين والاسلام لک خير البنيتين من مسجدي جدک من لدن جدک إسماعيل حتي ادرجت في الربطتين يوم نيطت بک التمائم ذات الريش من جبرئيل في المنکبين ومنها: أنتما سيدا شباب الجنان ياعديل القرآن من بين ذا الخلق أنتما والقران في الارض مذأ زل فهما من خلافة الله في الار ض قاله الصادق الحديث ولن أشار إلي ماصح عند أئمة فرق الاسلام من قول النبي صلي الله عليه وآله في خطبة له:إني تارک أو مخلف فيکم الثقلين أو الخليفتين: کتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض. [صفحه 66] وله في حديث الثقلين کما في (المناقب) 5 ص 18 قوله: يا آل حاميم الذين بحبهم کان المديح حلي الملوک وکنتم بيت إذا عد المآثر أهله قوم اذا اعتدلوا الحمايل أصبحوا نشأ وابايآت الکتاب فما انثنوا ثقلان لن يتفرقا أو يطفيا وخليفتان علي الانام بقوله فأتوا أکف الآيسين فأصبحوا وله قوله: وأنزله منه علي رغمة العدي فمن کان في أصحاب موسي وقومه واخاهم مثلا لمثل فأصبحت فآخا عليا دونکم وأصاره وأنزله منه النبي کنفسه فمن نفسه منکم کنفس محمد کل هذه الابيات مأخوذة من الاحاديث النبوية الصحيحة من حديث الثقلين وحديث المنزلة وحديث المؤاخاة الآتية في محلها، وأشار بالبيتين الاخيرين إلي ما أخرجه الحافظ النسائي في خصايصه ص 19 باسناده عن ابي قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لينتهن بنور ربيعة أو لابعثن عليهم رجلا کنفسي ينفذ فيهم أمري. ألحديث وله في (المناقب) قوله في العترة الطاهرة: هم صفوة الله التي ليس مثلهات خيار خيار الناس من لايحبهم وذکر له أبونصر المقدسي في (الظرائف واللطايف) ص 123 قوله في صديق [صفحه 67] له ولدت له بنت فسخطها: قالوا له: ماذا رزقت؟ وأجل من ولد النساء إن الذين تود من نالوا بفضل البنت ما وذکر له المقدسي ايضا قوله: إن صدر النهار أنضر شطر يه ويوجد له في (مجموعة المعاني ) ص 59: کان يبکيني الغناء سرورا قد مضي مامضي فليس يرجي وله في ص 82: لاتکتسي النور الرياض إذا والغيث لايجدي إذا ذرفت وکذاک لو نيل الغنا بيد وله في (أنوار الربيع) ص 456 قوله: ياشادنا أفرغ من فضة کأنما القبلة في خده يهتز أعلاه إذا مامشي إرحم فتي لما تملکته وله في (الانوار) ص 480 قوله: بأبي فم شهد الضمير له کشها دتي لله خالصة والعين لاتغني بنظرتها وله في ص 481 قوله: کأن هموم الناس في الارض کلها [صفحه 68] ولي شاهدا عدل: سهاد وعبرة وله في ص 528 قوله: وجه هو البدر إلا أن بينهما في وجه ذاک أخاليط مسودة وذکر له في (نشوة السکران) ص 79 قوله: عريت عن الشباب وکنت غضا ونحت علي الشباب بدمع عيني ألا ليت الشباب يعود يوما
أبوالحسين علي بن محمد بن جعفر محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام الکوفي الحماني المعروف بالافوه. وفي لباب الانساب: يلقب هو ووالده محمد بالحمال. ويقال لاولاده: بنو الحمال.
بمد خدود وامتداد أصابع
عليهم بما يهوي نداء الصوامع
عليهم جهير الصوت في کل جامع
ونحن بنوه کالنجوم الطوالع
وجئتک أستلينک في الکلام
وفيما بيننا حد الحسام
قوادمه يرف علي الاکام
لابني علي حسين الخير والحسن
ماکان من اختها الاخري من الوهن
ونلت ماشئت من مال ومن ولد
وبالشباب الذي ولي ولم يعد
حتي تفرق بين الروح والجسد[3] .
تختال فيه المعالي والمحاميد
أدارها ثم أحکام وتجويد
إلي مطهرة آبائها صيد
بعد النبوة توفيق وتسديد
فأنبث نور له في الارض تخليد
منه شعوب لها في الدين تمهيد
علي المطاول آباء مناجيد
عند التکرم تصويب وتصعيد
والعود ينسب في أفنائه العود
والذائدون إذا قل المذاويد
شم قواعدهن الفضل والجود
أحشائه لهم ود وتسويد
اسد اللقاء إذا صيد الصناديد
وتشرإب[4] لهم منها القواعيد
وللمکارم من أفعالهم عيد
حبل المودة يضحي وهو محسود[5] .
فالدهر مذکان مذموم ومحمود[6] .
فالناس أعداء له وخصوم
حسدا وبغضا: إنه لدميم
فما مات حتي مات وهو کريم
سقي الله يحيي إنه لصميم
وليس کما لاقاه وهو سئوم
وما کان إلا شلوه يتضوع
ابيح ليحيي الخير في القوم مصرع
لح والبحر الربيح
قتيل وجريح
غيب من وجه صبيح
للقلب القريح
کمسجد الخيف من بحبوبة الخيف
إلا وهمته أمضي من السيف
لما کان وقافا غداة التوقف
لمن معشر يشنون موت التترف
علي سنن منهم مقام المخلف
مقامات مابين الصفا والمعرف
إلي الثقلين من وصايا ومصحف
فاق السوالف حالک الشعر
افق السماء بدارة البدر
فلک العلا و قلائد السور
للعالمين مخايل النظر
فکأنهم قدر علي قدر
فلک العلا ومواضع الغرر
شق الزمان به قلبي إلي کبدي
إلا تفتت أعضائي من الکمد
أو بيت مرثية تبقي علي الابد
نام الخلي ولم أهجع ولم أکد
يمني يدي التي شلت من العضد
تشکي إليه ولا أشکو إلي أحد
علي القلوب وأجناها علي کبدي
وللمنية من أحببت فاعتمدي
والعيش آذن بالتفريق والکند
فأمرهم عندنا مظلم
خرافة مضطجع يحلم
وکل أقاويله محکم
تقول فقل: ربنا أعلم
أو اتخذت البيت کفا مهدا
والاخشبين محضرا ومبدي
بعدا أو کنت إلا مصفليا وغدا[7] .
به في مثل نعمة ذو رعين[8] .
وتطربني مثقفة اليدين
قبضت علي الفتوة باليدين
بدور السرور ودور الفرح
بسرعة قوس يسمي قزح
قليلا ومادام حتي مصح[9] .
وکنت دواء فأصبحت داء
نزيب[10] الظباء تجيب الظباء
فبالصبر نلت الثري والثواء
فقد لقي الدهر مني التواء
شربنا علي الصافنات الدماء
ولولا السمآء لجزنا السماء
بحسن البلاء کشفنا البلاء
وذکر علي يزين الثناء
وکانوا عبيدا وکانوا إماء
أبي الله لي أن أقول الهجاء
فطمست شيبي باختضابي
بحيلتي وجهاز مابي
عليه من ذل الخضاب
بعيد فقدان التصابي
هي المصيبة بالشياب
من الشباب أشد فوتا تمليت[11] .
وأبليت المشيب فصار موتا
وأودية منورة الاقاحي
مفجرة بأفنية فساح
خرائطها علي مجري الوشاح
هو البيت المقابل للضراح
دعي الداعي بحي علي الفلاح
مطنبة بأبراج السمآء
ونکفل في حجور الانبياء
ويلقانا صفاه بالصفآء
بين المقام والمنبرين
والمنشأين والمسکنين والمساعي
يوم الفوز ين والروعتين
ويا واحدا من الثقلين
مثل السماء والفرقدين
بحق مقام مستخلفين
يفترقا دون حوضه واردين
حکم الکتاب منزل تنزيلا
حلل المدايح غرة وحجولا
عدوا النبي وثانيا جبريلا
متقسمين خليفة ورسولا
حتي صدرن کهولة وکهولا
بالحوض من ظمأ الصدور غليلا
ألحق أصدق من تکلم قيلا
مايعدلون سوي الکتاب عديلا
کهارون من موسي علي قدم الدهر
کهارون لازلتم علي ظلل الکفر
أخوته کالشمس ضمت إلي البدر
لکم علما بين الهداية والکفر
رواية أبرار تأدت إلي البشر
ألا بأبي نفس المطهر والطهر[12] .
وما مثلهم في العالمين بديل
فليس له إلا الجحيم مقيل
فأصاح ثمة قال: بنتا
أبوالبنات فلم جزعتا
بين الخلايق مااستطعتا
کبتوا به الاعداء کبتا
کما نضرة الفتي في فتاته
فأراني أبکي له اليوم حزنا
وبقي مابقي فما فيه مغني
لم يروهن مخايل المطر
آماق مدمعه علي حجر
لم تجتذب بسواعد القدر
في خده تفاحة غضه
للحسن من رقته عضه
وکلنه في يمنه قبضه
أقر بالرق فلم ترضه
قبل المذاق بأنه عذب
قبل العيان بأنه الرب
حتي يکون دليلها القلب
علي وقلبي بينهم قلب واحد
وکم مدع للحق من غير شاهد
فضلا تحير عن حافاته النور
وفي مضاحک هذا الدر منثور
کما يعري عن الورق القضيب
فما نفع البکاء ولا النحيب
فأخبره بما فعل المشيب[13] .
صفحه 58، 59، 60، 61، 62، 63، 64، 65، 66، 67، 68.