شهادة أبن الرومي











شهادة أبن الرومي



ألاقوال بعد ذلک مجمعة علي موت إبن الرومي بالسم وان الذي سمه هو القاسم بن عبيد الله أو أبوه قال إبن خلکان في وفيات الاعيان ج 1 ص 386: ان الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير الامام المعتضد کان يخاف من هجوه و فلتات لسانه بالفحش فدس عليه إبن فراش فأطعمه خشکنامجه مسمومة وهو في مجلسه فلما أکلها أحس بالسم فقام فقال له الوزير: إلي أين تذهب؟! فقال: إلي الموضع الذي بعثتني إليه. فقال له: سلم علي والدي. فقال له: ماطريقي علي النار.

وقال الشريف المرتضي في أماليه (ج 2 ص 101): انه قد اتصل بعبيد الله ابن سليمان بن وهب أمر علي بن العباس الرومي وکثرة مجالسته لابي الحسين القاسم فقال لابي الحسين: قد أحببت أن أري إبن روميک هذا فدخل يوما عبيد الله إلي أبي الحسين وإبن الرومي عنده فاستنشده من شعره فأنشده وخاطبه فرآه مضطرب العقل جاهلا فقال لابي الحسين بينه وبينه: إن لسان هذا أطول من عقله، ومن هذه صورته لاتؤمن عقار به عند أول عتب ولا يفکر في عاقبته، فأخرجه عنک. فقال: أخاف حينئذ أن يعلن مايکتمه في دولتنا ويذيعه في تمکننا. فقال: يابني؟ إني لم ارد باخراجک له طرده فاستعمل فيه بيت أبي حية النميري:

[صفحه 56]

فقلن لها سرا: فديناک لايرح
سليما، وإلا تقتليه فألممي


فحدث القاسم بن فراس بماجري وکان أعدي الناس لابن الرومي وقد هجاه بأهاج قبيحة فقال له: الوزير أعزه الله أشار بأن يغتال حتي يستراح منه وأنا أکفيک ذلک. فسمه في الخشکنانج فمات. قال الباقطاني: والناس يقولون: ماقتله إبن فراس وإنما قتله عبيد الله.

ثم ضعف الرواية الاولي بأن عبيد الله بن سليمان مات سنة 288 بعد وفات إبن الرومي فلا معني لقول القاسم له: سلم علي والدي. ووالده بقيد الحياة.

واستشکل في الرواية الثانية بأن عبيد الله کانت له سوابق معرفة مع إبن الرومي فلايتم مافيها من طلبه رؤيته.

وأنت تري أن التضعيف الثاني ليس في محله إذ الرؤية المطلوبة لعبيد الله کما يظهر من نفس الرواية رؤية إختبار لا مجرد رؤية حتي تنافي التعارف والاجتماع قبلها، فيحتمل عندئذ ان عبيد الله هو القائل: سلم علي والدي. لاإبنه، والله العالم.

[صفحه 57]


صفحه 56، 57.