ميلاده ومقتله
قال الثعالبي: دلت قصيدة قرأتها لابي إسحاق الصابي في مرثية أبي فراس علي أنه قتل في وقعة کانت بينه وبين موالي اسرته. وقال إبن خالويه: بلغني أن أبا فراس أصبح يوم مقتله حزينا کئيبا وکان قد قلق في تلک الليلة قلقا عظيما فرأته ابنته امرأة أبي العشائر کذلک فأحزنها حزنا شديدا ثم بکت وهو علي تلک فأنشأ يقول کالذي ينعي نفسه وإن لم يقصد، وهذا آخر ماقاله من الشعر: [صفحه 415] أبنيتي لا تحزني أبنيتي صبرا جميلا نوحي علي بحسرة قولي إذا ناديتني زين الشباب أبوفراس وفي غير واحد من المعاجم: انه لما بلغ اخته ام أبي المعالي وفاته قلعت عينها، وقيل: بل لطمت وجهها فقلعت عينها، وقيل: قتله غلام سيف الدولة ولم يعلم أبوالمعالي فلما بلغه الخبر شق عليه. ومن شعره في المذهب: لست أرجو النجاة من کلما وببنت الرسول فاطمة الطهر والتقي النقي باقر علم الله وأبي جعفر وموسي ومولاي وابنه العسکري والقائم بهم أرتجي بلوغ الاماني وله في المعني: شافعي أحمد النبي ومولا ي وعلي وباقر العلم والصادق وعلي ومحمد بن علي والامام المهدي في يوم لا ومن شعره في الحکمة والموعظة: غني النفس لمن يعقل وفضل الناس في الانفس وقال: ألمرء نصب مصائب لاتنقضي فمؤجل يلفي الردي في أهله [صفحه 416] وله: أنفق من الصبر الجميل فإنه والمرء ليس ببالغ في أرضه
ولد المترجم سنة 320 وقيل 321 ويعين الاول ماحکاه إبن خالويه عن أبي فراس انه قال له: إن في سنة 339 کان سني 19 سنة، وقتل يوم الاربعاء لثمان من ربيع الآخر[1] وعن الصابي في تاريخه[2] يوم السبت لليلتين خلتا من جمادي الاولي سنة[3] 357 وذلک انه لما مات سيف الدولة عزم أبوفراس علي التغلب علي حمص وتطلع إليها وکان مقيما بها فاتصل خبره إلي إبن اخته أبي المعالي إبن سيف الدولة وغلام أبيه قرعويه[4] وجرت بذلک بين أبي فراس وبين أبي المعالي وحشة، فطلبه أبوالمعالي فانحاز أبوفاس إلي (صدد) وهي قرية في طريق البرية عند حمص، فجمع أبوالمعالي الاعراب من بني کلاب وغيرهم وسيرهم في طلبه مع قرعويه، فأدرکه ب (صدد) فکبسوه فاستأمن أصحابه واختلط هو بمن استأمن معهم، فقال قرعويه لغلام له: اقتله. فقتله وأخذ رأسه وترکت جثته في البرية حتي دفنها بعض الاعراب.
کل الانام إلي ذهاب
للجليل من المصاب
من خلف سترک والحجاب
فعييت عن رد الجواب:
ماتمتع بالشباب
أخشاه إلا بأحمد وعلي
وسبطيه والامام علي
فينا محمد بن علي
علي أکرم به من علي
المظهر حقي محمد وعلي
يوم عرضي علي الاله العلي
علي والبنت والسبطان
ثم الامين بالتبيان
وعلي والعسکري الداني
ينفع إلا غفران ذي الغفران
خير من غني المال
ليس الفضل في الحال
حتي يواري جسمه في رمسه
ومعجل يلقي الردي في نفسه
لم يخش فقرا منفق من صبره
کالصقر ليس بصائد في وکره
صفحه 415، 416.