وفاته











وفاته



توفي في عصر يوم الثلاثا لسبع خلون من شهر ربيع الاول سنة 342 بالبصرة ودفن من الغد في تربة اشتريت له بشارع المربد، قال ولده أبوعلي في (نشوار المحاضرة): وفيما شاهدناه من صحة أحکام النجوم کفاية، هذا أبي حول مولد نفسه في السنة التي مات فيها وقال لنا: هذه سنة قطع علي مذهب المنجمين. وکتب بذلک إلي بغداد إلي أبي الحسن البهلول القاضي صهره ينعي نفسه ويوصيه، فلما اعتل أدني علة وقبل أن تستحکم علته أخرج التحويل ونظر فيه طويلا وأنا حاضر فبکي ثم أطبقه واستدعي کاتبه وأملي عليه وصيته التي مات عنها وأشهد فيها من يومه، فجاء أبوالقاسم غلام زحل المنجم، فأخذ يطيب نفسه، ويورد عليه شکوکا، فقال له: يا أبا القاسم؟ لست ممن تخفي عليه فأنسبک إلي غلط، ولا أنا ممن يجوز عليه هذا فتستغفلني، وجلس فوافقه علي الموضع الذي خافه وأنا حاضر فقال له: دعني من هذا. بيننا شک في أنه إذا کان يوم الثلاثا العصر لسبع بقين من الشهر فهو ساعة قطع عندهم فأمسک أبوالقاسم غلام زحل لانه کان خادما لابي وبکي طويلا وقال: يا غلام طست. فجاؤه به فغسل التحويل وقطعه وودع أبا القاسم توديع مفارق فلما کان في ذلک اليوم العصر مات کما قال.

أخذنا ترجمته من يتيمة الدهر 2 ص 309. نشوار المحاضرة. تاريخ الخطيب البغدادي 12 ص 77. تاريخ إبن خلکان 1 ص 288. معجم الادباء 14 ص 162.

[صفحه 386]

أنساب السمعاني. فوات الوفيات 2 ص 68. کامل إبن الاثير 8 ص 168. تاريخ إبن کثير 11 ص 227. مرآة الجنان 2 ص 334. لسان الميزان 4 ص 256. معاهد التنصيص 1 ص 136. شذرات الذهب 2 ص 342. مجالس المؤمنين ص 255. ألفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 137. مطلع البدور. ألحدائق الوردية. نسمة السحر 2. روضات الجنات 477 و447. تنقيح المقال 2 ص 302.

قد يوجد الاشتباه في غير واحد من هذه المعاجم کمجالس المؤمنين، ونسمة السحر، وتنقيح المقال بين ترجمة المترجم وبين ترجمة حفيده أبي القاسم علي بن المحسن للاتحاد في الاسم والکنية والشهرة بالتنوخي فوقع الخلط بين الترجمتين. يطلع عليه الباحث بمعونة ماذکرناه.

خلف المترجم علي علمه الجم وفضايله الکثيرة ولده أبوعلي المحسن بن علي وهو کما قال الثعالبي: هلال ذلک القمر، وغصن هاتيک الشجر، والشاهد العدل بمجد أبيه وفضله، والفرع المشيد لاصله، والنائب عنه في حياته، والقائم مقامه بعد وفاته، وفيه يقول أبوعبدالله إبن الحجاج (الآتي ذکره):


إذا ذکر القضاة وهم شيوخ
تخيرت الشباب علي الشيوخ


ومن لم يرض لم أصفعه إلا
بحضرة سيدي القاضي التنوخي


له کتاب الفرج بعد الشدة. ونشوان المحاضرة. والمستجار من فعلات الاجواد. ديوان شعره، وهو أکبر من ديوان أبيه، سمع بالبصرة من مشايخها، ونزل بغداد وحدث بها وأول سماعه بالحديث سنة 333، وأول ماتقلد القضاء بالقصر وبابل و وأرباضهما في سنة 349، ثم ولاه المطيع لله بعسکر مکرم وايذج ورامهرمز وتقلد غيرها أعمالا کثيرة في شتي الجهات، ولد ليلة الاحد لاربع بقين من شهر ربيع الاول سنة 327 بالبصرة. وتوفي ليلة الاثنين لخمس بقين من المحرم سنة 384 ببغداد و هو في المذهب شبيه أبيه لکن شواهد التشيع فيه أکثر وأوضح من أبيه.

وأعقب أبوعلي المحسن أبا القاسم علي خلف أبيه وجده علي علمهما الکثار، وأدبهما الغزير، کان يصحب الشريف المرتضي علم الهدي ويلازمه، وکان من خاصته، وصحب أبا العلاء المعري وأخذ عنه، وکانت بينه وبين الخطيب أبي زکريا التبريزي

[صفحه 387]

صلة ومؤانسة، وتقلد قضاء المداين وأعمالها، ودرزنجان، والبردان، وقرميسين وغيرها.

يروي عنه الخطيب البغدادي في تاريخه وترجمه وذکر مشايخه، ويروي عنه أبوالغنانم محمد بن علي بن الميمون البرسي المعروف بابي، وهو يروي عن أبي الحسن علي بن عيسي الرماني کما في اجازة العلامة الحلي الکبيرة لبني زهرة وعن أبي عبدالله المرزباني المتوفي 384، وأمره في المذهب أوضح من والده وجده، وتشيعه من المتسالم عليه عند أرباب المعاجم، ولد في منتصف شعبان سنة 370 بالبصرة، وتوفي ليلة الاثنين ثاني المحرم سنة 447 ودفن بداره بدرب التل.

حدث الحموي في (معجم الادباء) عن القاضي أبي عبدالله إبن الدامغاني قال: دخلت علي القاضي أبي القاسم التنوخي (الصغير) قبل موته بقليل وقد علت سنه فأخرج إلي ولده من جاريته فلما رآه بکي فقلت: تعيش إن شاء الله وتربيه ويقر الله عينک به. فقال: هيهات والله مايتربي إلا يتيما وأنشد:


أري ولد الفتي کلا عليه
لقد سعد الذي أمسي عقيما


فإما أن يخلفه عدوا
وإما أن يربيه يتيما


ثم قال: اريد أن تزوجني من امه فإنني قد اعتقتها علي صداق عشرة دنانير. ففعلت، وکان کما قال تربي يتيما، وهو أبوالحسن محمد بن علي بن المحسن. قبل القاضي أبوعبدالله شهادته ثم مات سنة أربع وتسعين واربعمائة وانقرض بيته، بسط القول في ترجمته الحموي في (معجم الادباء) 14 ص 124 -110.

[صفحه 388]


صفحه 386، 387، 388.