تاليفه











تاليفه



إن تضلع المترجم في العلوم الجمة، وشهرته الطايلة في جل الفنون النقلية والعقلية والرياضية، وتجوله في الاقطار والامصار، تستدعي وجود تآليف له قيمة، کما قال ولده أبوعلي: إن له في علم العروض والفقه وغيرهما عدة کتب مصنفة، وقال الحموي: إن له تصانيف في الادب منها: کتاب في العروض، قال الخالع: ما عمل في العروض أجود منه. وکتاب علم القوافي. وذکر السمعاني واليافعي وابن حجر وصاحب الشذرات له ديوان شعر، واختار منه الثعالبي ماذکر من شعره، وسمعت فيما يتبع شعره في (الغدير) نقل الحموي عن ديوانه بائيته کغيرها، وذکر المسعودي له قصيدته (المقصورة) التي عارض بها إبن دريد يمدح فيها تنوخ وقومه من قضاعة أولها:


لولا انتهائي لم أطع نهي النهي
مدي الصبا نطلب من حاز المدي


إن کنت أقصرت فما أقصر قلب
داميا ترميه ألحاظ الدمي


ومقلة إن مقلت أهل الفضا
أغضت وفي أجفانها جمر الغضا


وفيها يقول:

[صفحه 384]

وکم ظباء رعيها ألحاظها
أسرع في الانفس من حد الظبي


أسرع من حرف إلي جر ومن
حب إلي حبة قلب وحشي


قضاعة من ملک بن حمير
مابعده للمرتقين مرتقا


وقال أبوعلي في (نشوار المحاضرة): إن ماضاع من شعره أکثر مما حفظ.غير أن هذه الکتب قد عصفت عليها عواصف الضياع کما أن التصدي لمنصب القضاء عاقه الاکثار عن التآليف علي قدر غزارة علمه.


صفحه 384.