ولادته ونشأته











ولادته ونشأته



ولد بانطاکية يوم الاحد لاربع ليال بقين من ذي الحجة سنة 278 ونشأ بها حتي غادرها في حداثته سنة ست وثلثمائة إلي بغداد، وتفقه بها علي مذهب أبي حنيفة، وسمع الحديث من الحسن بن أحمد بن حبيب الکرماني صاحب (مسدد). وأحمد ابن خليل الحلبي صاحب أبي اليمان الحمصي. وأحمد بن محمد بن أبي موسي الانطاکي. و أنس بن سالم الخولاني. والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل. والفضل بن محمد العطار الانطاکيين. والحسين بن عبدالله القطان الرقي. وأحمد بن عبدالله بن زياد الجبلي. ومحمد بن حصن بن خالد الآلوسي الطرسوسي. والحسن بن الطيب الشجاعي. و عمر بن أبي غيلان الثقفي. وأبي بکر بن محمد بن محمد الباغندي. وحامد بن محمد ابن صعيب البلخي. وأبي القاسم البغوي. وأبي بکر بن أبي داود. وقرأ في النجوم علي البنائي المنجم صاحب الزيج.

يروي عنه أبوحفص بن الآجري البغدادي، وأبوالقاسم بن الثلاج[1] البغدادي، وعمر بن أحمد بن محمد المقري، وابنه أبوعلي المحسن التنوخي.

وأول من قلده القضاء بعسکر مکرم وتستر وجندي سابور في أيام المقتدر بالله الخليفة الذي ولي الخلافة من سنة 295 حتي قتل سنة 320. من قبل القاضي أبي جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي، وکتبه له أبوعلي إبن مقلة وکان ذلک سنة 310 في السنة الثانية والثلاثين من عمره، ثم تقلد القضاء بالاهواز وکورة واسط وأعمالها والکوفة وسقي الفرات، وعدة نواح من الثغور الشامية، وأرجان وکورة سابور مجتمعا ومفترقا، وتولي قضاء أيذج وجند حمص من قبل المطيع لله الذي ولي الخلافة سنة 334، وکان المطيع لله قد عول علي أبي السائب عن قضاء القضاة وتقليده إياه فأفسد ذلک بعض أعدائه، وکان إبن مقلة قلده المظالم بالاهواز، واستخلفه

[صفحه 382]

أبوعبدالله البريدي بواسط علي بعض امور النظر، وقال الثعالبي: کان يتقلد قضاء البصرة والاهواز بضع سنين، وحين صرف عنه ورد حضرة سيف الدولة زائرا ومادحا فأکرم مثواه وأحسن قراه، وکتب في معناه إلي الحضرة ببغداد حتي اعيد إلي عمله، وزيد في رزقه ورتبته، وکان المهلبي الوزير وغيره من رؤساء العراق يميلون إليه جدا، ويتعصبون له ويعدونه ريحانة الندماء، وتاريخ الظرفاء، ويعاشرون منه من تطيب عشرته، وتکرم أخلاقه، وتحسن أخباره.


صفحه 382.








  1. الفلاح. في انساب السمعاني.