غديرية ألقاضي التنوخي و ما يتبعها











غديرية ألقاضي التنوخي و ما يتبعها



ألمولود 278، ألمتوفي 342


من إبن رسول الله وابن وصية
إلي مدغل في عقبة الدين ناصب


نشا بين طنبور وزق ومزهر
وفي حجر شاد أو علي صدر ضارب


ومن ظهر سکران إلي بطن قينة
علي شبه في ملکها وشوائب


يعيب عليا خير من وطأ الحصي
وأکرم سار في الانام وسارب


ويزري علي السبطين سبطي محمد
فقل في حضيض رام نيل الکواکب


وينسب أفعال القراميط کاذبا
إلي عترة الهادي الکرام الاطائب


إلي معشر لايبرح الذم بينهم
ولاتزدري أعراضهم بالمعائب


إذا ما انتدوا کانوا شموس بيوتهم
وإن رکبوا کانوا شموس المواکب


وإن عبسوا يوم الوغي ضحک الردي
وإن ضحکوا أبکوا عيون النوادب


نشوا بين جبريل وبين (محمد)
وبين (علي) خير ماش وراکب


وزير النبي المصطفي ووصيه
ومشبهه في شيمة وضرائب


ومن قال في يوم (الغدير) محمد
وقد خاف من غدر العداة النواصب


أما إنني أولي بکم من نفوسکم؟
فقالوا: بلي قول المريب الموارب


فقال لهم: من کنت مولاه منکم
فهذا أخي مولاه بعدي وصاحبي


أطيعوه طرا فهو مني بمنزل
کهارون من موسي الکليم المخاطب

(ألقصيدة 83 بيتا)

[صفحه 378]

کان عبدالله بن المعتز العباسي المتوفي سنة 296 ممن ينصب العدا للطالبيين، ويتحري الوقيعة فيهم بما ينم عن سوء سريرته، ويشف عن خبث طينته، وکثيرا ما کان يفرغ ماينفجر به برکان ضغاينه في قوالب شعرية، فجائت من ذلک قصايد خلدت له السوءة والعار، ولقد تصدي غير واحد من الشعراء لنقض حججه الداحضة منهم: الامير أبوفراس الآتي ذکره وترجمته، غير أنه أربي بنفسه الابية عن أن تقابل ذلک الرجس بالموافقة في البحر والقافية، فصاغ قصيدته الذهبية الخالدة الميمية، ينصر فيها العلويين، وينال من مناوئيهم العباسيين، ويوعز إلي فضائحهم وطاماتهم التي لاتحصي.

ومنهم: تميم بن معد الفاطمي المولود 237 والمتوفي 374، رد علي قصيدة إبن المعتز الرائية أولها.

أي ربع لآل هند مدار؟.....


وأول قصيدة إبن معد:


يابني هاشم ولسنا سواء
في صغار من العلي وکبار


ومنهم: إبن المنجم. وأبومحمد المنصور بالله المتوفي 614 الآتي ذکره في شعراء القرن السابع ومنهم: صفي الدين الحلي المتوفي 752 فقد رد عليه ببائيته الرنانة المنشورة في ديوانه المذکورة في ترجمته الآتية في شعراء القرن الثامن.

ومنهم: ألقاضي التنوخي المترجم له فقد نظم هذه القصيدة التي ذکرنا منها شطرا ردا عليه، وهي مذکورة في کتاب (الحدائق الوردية) 83 بيتا، وأحسبها کما في غير واحد من المجاميع المخطوطة انها تمام القصيدة، وذکرت في (مطلع البدور) 74 بيتا، وذکر منها اليماني في (نسمة السحر) 48 بيتا، والحموي 14 بيتا في (معجم الادباء) ج 14 ص 181 وقال: کان عبدالله بن المعتز قد قال قصيدة يفتخر فيها ببني العباس علي بني أبي طالب أولها:


أبي الله إلا ماترون فمالکم
غضابا علي الاقدار يا آل طالب؟!


فأجابه أبوالقاسم التنوخي بقصيدة نحلها بعض العلويين وهي مثبتة في ديوانه أولها:

[صفحه 379]

من ابن رسول الله وابن وصيه
إلي مدغل في عقدة الدين ناصب


نشابين طنبور ودف ومزهر
وفي هجر شاد أو علي صدر ضارب


ومن ظهر سکران إلي بطن قينة
علي شبه في ملکها وشوائب


يقول فيها:


وقلت: بنو حرب کسوکم عمائما
من الضرب في الهامات حمر الذوائب


صدقت منايانا السيوف وإنما
تموتون فوق الفرش موت الکواعب


ونحن الاولي لايسرح الذم بيننا
ولاتدري أعراضنا بالمعايب


إذا ماانتدوا کانوا شموس نديهم
وإن رکبوا کانوا بدور الرکائب


وإن عبسوا يوم الوغي ضحک الردي
وإن ضحکوا بکوا عيون النوائب


وما للغواني والوغي فتعودوا
بقرع المثاني من قراع الکتائب


ويوم حنين قلت: حزنا فخاره
ولو کان يدري عدها في المثالب


أبوه مناد والوصي مضارب[1] .
فقل في مناد صيت ومضارب


وجأتم مع الاولاد تبغون إرثه
فابعد بمحجوب بحاجب حاجب


وقلتم: نهضنا ثائرين شعارنا
بثارات زيد الخير عند التحارب


فهلا بابراهيم کان شعارکم
فترجع دعواکم تعلة[2] خائب


ورواها عماد الدين الطبري في الجزء العاشر من کتابه بشارة المصطفي لشيعة المرتضي وقال: حدثنا الحسين بن أبي القاسم التميمي، قال: أخبرنا أبوسعيد السجستاني، قال أنبأنا القاضي إبن القاضي أبوالقاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي ببغداد، قال: أنشدني أبي أبوعلي المحسن، قال: أنشدني أبي أبوالقاسم علي بن محمد إبن أبي الفهم التنوخي لنفسه من قصيدة:


ومن قال في يوم (الغدير) محمد
وقد خاف من غدر العداة النواصب


أما أنا أولي منکم بنفوسکم
فقالوا: بلي قول المريب الموارب


فقال لهم: من کنت مولاه منکم
فهذا أخي مولاه فيکم وصاحبي

[صفحه 380]

أطيعوه طرا فهو مني کمنزل
لهارون من موسي الکليم المخاطب


فقولا له: إن کنت من آل هاشم
فما کل نجم في السماء بثاقب


وروي القصيدة وأنها في رد عبدالله بن المعتز صاحب تاريخ طبرستان ص 100 بهاء الدين محمد بن حسن وذکر منها خمسة عشر بيتا ومنها:


فکم مثل زيد قد أبادت سيوفکم
بلا سبب غير الظنون الکواذب


أما حمل المنصور من أرض يثرب
بدور هدي تجلو ظلام الغياهب؟


وقطعتم بالبغي يوم محمد
قرائن أرحام له وقرائب


وفي أرض باخمرا مصابيح قد ثوت
متربة الهامات حمر الترائب


وغادر هاديکم بفخ طوائفا
يغاديهم بالقاع بقع النواعب


وهارونکم أودي بغير جريرة
نجوم تقي مثل النجوم الثواقب


ومأمونکم سم الرضا بعد بيعة
تود ذري شم الجبال الرواسب


فهذا جواب للذي قال: مالکم
غضابا علي الاقدار ياآل طالب؟!


صفحه 378، 379، 380.








  1. يريد العباس وعليا أمير المومنين عليه السلام.
  2. أي تعلل.