غديرية ألقاضي التنوخي و ما يتبعها
من إبن رسول الله وابن وصية نشا بين طنبور وزق ومزهر ومن ظهر سکران إلي بطن قينة يعيب عليا خير من وطأ الحصي ويزري علي السبطين سبطي محمد وينسب أفعال القراميط کاذبا إلي معشر لايبرح الذم بينهم إذا ما انتدوا کانوا شموس بيوتهم وإن عبسوا يوم الوغي ضحک الردي نشوا بين جبريل وبين (محمد) وزير النبي المصطفي ووصيه ومن قال في يوم (الغدير) محمد أما إنني أولي بکم من نفوسکم؟ فقال لهم: من کنت مولاه منکم أطيعوه طرا فهو مني بمنزل (ألقصيدة 83 بيتا) [صفحه 378] کان عبدالله بن المعتز العباسي المتوفي سنة 296 ممن ينصب العدا للطالبيين، ويتحري الوقيعة فيهم بما ينم عن سوء سريرته، ويشف عن خبث طينته، وکثيرا ما کان يفرغ ماينفجر به برکان ضغاينه في قوالب شعرية، فجائت من ذلک قصايد خلدت له السوءة والعار، ولقد تصدي غير واحد من الشعراء لنقض حججه الداحضة منهم: الامير أبوفراس الآتي ذکره وترجمته، غير أنه أربي بنفسه الابية عن أن تقابل ذلک الرجس بالموافقة في البحر والقافية، فصاغ قصيدته الذهبية الخالدة الميمية، ينصر فيها العلويين، وينال من مناوئيهم العباسيين، ويوعز إلي فضائحهم وطاماتهم التي لاتحصي. ومنهم: تميم بن معد الفاطمي المولود 237 والمتوفي 374، رد علي قصيدة إبن المعتز الرائية أولها. أي ربع لآل هند مدار؟..... وأول قصيدة إبن معد: يابني هاشم ولسنا سواء ومنهم: إبن المنجم. وأبومحمد المنصور بالله المتوفي 614 الآتي ذکره في شعراء القرن السابع ومنهم: صفي الدين الحلي المتوفي 752 فقد رد عليه ببائيته الرنانة المنشورة في ديوانه المذکورة في ترجمته الآتية في شعراء القرن الثامن. ومنهم: ألقاضي التنوخي المترجم له فقد نظم هذه القصيدة التي ذکرنا منها شطرا ردا عليه، وهي مذکورة في کتاب (الحدائق الوردية) 83 بيتا، وأحسبها کما في غير واحد من المجاميع المخطوطة انها تمام القصيدة، وذکرت في (مطلع البدور) 74 بيتا، وذکر منها اليماني في (نسمة السحر) 48 بيتا، والحموي 14 بيتا في (معجم الادباء) ج 14 ص 181 وقال: کان عبدالله بن المعتز قد قال قصيدة يفتخر فيها ببني العباس علي بني أبي طالب أولها: أبي الله إلا ماترون فمالکم فأجابه أبوالقاسم التنوخي بقصيدة نحلها بعض العلويين وهي مثبتة في ديوانه أولها: [صفحه 379] من ابن رسول الله وابن وصيه نشابين طنبور ودف ومزهر ومن ظهر سکران إلي بطن قينة يقول فيها: وقلت: بنو حرب کسوکم عمائما صدقت منايانا السيوف وإنما ونحن الاولي لايسرح الذم بيننا إذا ماانتدوا کانوا شموس نديهم وإن عبسوا يوم الوغي ضحک الردي وما للغواني والوغي فتعودوا ويوم حنين قلت: حزنا فخاره أبوه مناد والوصي مضارب[1] . وجأتم مع الاولاد تبغون إرثه وقلتم: نهضنا ثائرين شعارنا فهلا بابراهيم کان شعارکم ورواها عماد الدين الطبري في الجزء العاشر من کتابه بشارة المصطفي لشيعة المرتضي وقال: حدثنا الحسين بن أبي القاسم التميمي، قال: أخبرنا أبوسعيد السجستاني، قال أنبأنا القاضي إبن القاضي أبوالقاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي ببغداد، قال: أنشدني أبي أبوعلي المحسن، قال: أنشدني أبي أبوالقاسم علي بن محمد إبن أبي الفهم التنوخي لنفسه من قصيدة: ومن قال في يوم (الغدير) محمد أما أنا أولي منکم بنفوسکم فقال لهم: من کنت مولاه منکم [صفحه 380] أطيعوه طرا فهو مني کمنزل فقولا له: إن کنت من آل هاشم وروي القصيدة وأنها في رد عبدالله بن المعتز صاحب تاريخ طبرستان ص 100 بهاء الدين محمد بن حسن وذکر منها خمسة عشر بيتا ومنها: فکم مثل زيد قد أبادت سيوفکم أما حمل المنصور من أرض يثرب وقطعتم بالبغي يوم محمد وفي أرض باخمرا مصابيح قد ثوت وغادر هاديکم بفخ طوائفا وهارونکم أودي بغير جريرة ومأمونکم سم الرضا بعد بيعة فهذا جواب للذي قال: مالکم
ألمولود 278، ألمتوفي 342
إلي مدغل في عقبة الدين ناصب
وفي حجر شاد أو علي صدر ضارب
علي شبه في ملکها وشوائب
وأکرم سار في الانام وسارب
فقل في حضيض رام نيل الکواکب
إلي عترة الهادي الکرام الاطائب
ولاتزدري أعراضهم بالمعائب
وإن رکبوا کانوا شموس المواکب
وإن ضحکوا أبکوا عيون النوادب
وبين (علي) خير ماش وراکب
ومشبهه في شيمة وضرائب
وقد خاف من غدر العداة النواصب
فقالوا: بلي قول المريب الموارب
فهذا أخي مولاه بعدي وصاحبي
کهارون من موسي الکليم المخاطب
في صغار من العلي وکبار
غضابا علي الاقدار يا آل طالب؟!
إلي مدغل في عقدة الدين ناصب
وفي هجر شاد أو علي صدر ضارب
علي شبه في ملکها وشوائب
من الضرب في الهامات حمر الذوائب
تموتون فوق الفرش موت الکواعب
ولاتدري أعراضنا بالمعايب
وإن رکبوا کانوا بدور الرکائب
وإن ضحکوا بکوا عيون النوائب
بقرع المثاني من قراع الکتائب
ولو کان يدري عدها في المثالب
فقل في مناد صيت ومضارب
فابعد بمحجوب بحاجب حاجب
بثارات زيد الخير عند التحارب
فترجع دعواکم تعلة[2] خائب
وقد خاف من غدر العداة النواصب
فقالوا: بلي قول المريب الموارب
فهذا أخي مولاه فيکم وصاحبي
لهارون من موسي الکليم المخاطب
فما کل نجم في السماء بثاقب
بلا سبب غير الظنون الکواذب
بدور هدي تجلو ظلام الغياهب؟
قرائن أرحام له وقرائب
متربة الهامات حمر الترائب
يغاديهم بالقاع بقع النواعب
نجوم تقي مثل النجوم الثواقب
تود ذري شم الجبال الرواسب
غضابا علي الاقدار ياآل طالب؟!
صفحه 378، 379، 380.