حديث الاشباه











حديث الاشباه



هذا الحديث الذي رواه الحموي في معجمه نقلا عن تاريخ إبن بشران قد أصفق علي روايته الفريقان غير أن له ألفاظا مختلفة وإليک نصوصها:

1- أخرج إمام الحنابلة أحمد عن عبدالرزاق باسناده المذکور بلفظ: من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في فهمه، وإلي إبراهيم في خلقه، وإلي موسي في مناجاته، وإلي عيسي في سنته، وإلي محمد في تمامه وکماله، فلينظر إلي هذا الرجل المقبل. فتطاول الناس فإذا هم بعلي بن أبي طالب کأنما ينقلع من صبب، و ينحط من جبل.

2- أخرج أبوبکر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفي 458 في (فضايل الصحابة) بلفظ: من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في تقواه، وإلي إبراهيم في حلمه، وإلي موسي في هيبته، وإلي عيسي في عبادته: فلينظر إلي علي بن أبي طالب.

3- أخرج الحافظ أحمد بن محمد العاصمي في کتابه زين الفتي في شرح سورة

[صفحه 356]

هل أتي باسناده من طريق الحافظ عبيد الله بن موسي العبسي عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في فهمه، وإلي إبراهيم في حلمه، وإلي موسي في بطشه فلينظر إلي علي بن أبي طالب. وبإسناد آخر من طريق الحافظ العبسي ايضا وزاد: وإلي يحيي بن زکريا في زهده. وأخرج بإسناد ثالث بلفظ أقصر من المذکور.

ثم قال: أما آدم عليه السلام فإنه وقعت المشابهة بين المرتضي وبينه بعشرة أشياء: أولها: بالخلق والطينة. والثاني: بالمکث والمدة. والثالث: بالصحابة والزوجة. والرابع: بالتزويج والخلعة. والخامس: بالعلم والحکمة. والسادس: بالذهن والفطنة. والسابع: بالامر والخلافة. والثامن: بالاعداء والمخالفة. والتاسع: بالوفاء والوصية. والعاشر: بالاولاد والعترة. ثم بسط القول في وجه هذه کلها فقال:

ووقعت المشابهة بين المرتضي وبين نوح بثمانية أشياء: أولها: بالفهم: والثاني: بالدعوة. والثالث: بالاجابة. والرابع: بالسفينة. والخامس: بالبرکة. والسادس: بالسلام. والسابع: بالشکر. والثامن: بالاهلاک. ثم بين وجه الشبه في هذه کلها إلي أن قال:

ووقعت المشابهة بين المرتضي وبين إبراهيم الخليل بثمانية أشياء: أولها: بالوفاء. والثاني: بالوقاية. والثالث: بمناظرته أباه وقومه. والرابع: بإهلاک الاصنام بيمينه. والخامس: ببشارة الله إياه بالولدين اللذين هما من اصول أنساب الانبياء عليهم السلام. والسادس: باختلاف أحوال ذريته من بين محسن وظالم. والسابع: بابتلاء الله تعالي إياه بالنفس والولد والمال. والثامن: بتسمية الله إياه خليلا حتي لم يؤثر شيئا عليه. ثم فصل وجه الشبه فيها إلي أن قال: ووقعت المشابهة بين المرتضي وبين يوسف الصديق بثمانية أشياء: أولها: بالعلم والحکمة في صغره. والثاني: بحسد الاخوة له. والثالث: بنکثهم العهود فيه. والرابع بالجمع له بين العلم والملک في کبره. والخامس: بالوقوف علي تأويل الاحاديث. والسادس: بالکرم والتجاوز عن إخوته. والسابع: بالعفو عنهم وقت القدرة عليهم. والثامن: بتحويل الديار. ثم قال بعد بيان وجه الشبه فيها:

ووقعت المشابهة بين المرتضي وبين موسي الکليم عليه السلام بثمانية أشياء: أولها: ألصلابة والشدة. والثاني: بالمحاجة والدعوة. والثالث: بالعصا والقوة. والرابع: بشرح الصدر والفسحة. والخامس: بالاخوة والقربة. والسادس: بالود والمحبة. والسابع: بالاذي والمحنة. والثامن: بميراث الملک والامرة. وبين وجه التشبيه فيها

[صفحه 357]

ثم قال: ووقعت المشابهة بين المرتضي وبين داود بثمانية أشياء: أولها: بالعلم والحکمة. والثاني: بالتقوي علي إخوانه في صغر سنه. والثالث: بالمبارزة لقتل جالوت. والرابع: بالقدر معه من طالوت إلي أن أورثه الله ملکه. والخامس: بإلانة الحديد له. والسادس: بتسبيح الجوامد معه. والسابع: بالولد الصالح. والثامن: بفصل الخطاب. وقال بعد بيان المشابهة فيها:

ووقعت المشابهة بين المرتضي وبين سليمان بثمانية أشياء: أولها: بالفتنة والابتلاء في نفسه. والثاني: بتسليط الجسد علي کرسيه. والثالث: بتلقين الله إياه في صغره بما استحق به الخلافة. والرابع: برد الشمس لاجله بعد المغيب. والخامس: بتسخير الهوي والريح له. والسادس: بتسخير الجن له. والسابع: بعلمه منطق الطير والجوامد وکلامه إياه. والثامن: بالمغفرة ورفع الحساب عنه. ثم بين وجه التشبيه فقال:

ووقعت المشابهة بين المرتضي عليه السلام وبين أيوب بثمانية أشياء: أحدها: بالبلايا في بدنه. والثاني: بالبلايا في ولده. والثالث: بالبلايا في ماله. والرابع: بالصبر علي الشدايد. والخامس: بخروج الجميع عليه. والسادس: بشماتة الاعداء. والسابع: بالدعاء لله تعالي فيما بين ذلک وترک التواني فيها. والثامن: بالوفاء للنذر والاجتناب عن الحنث. وقال بعد بيان وجه المشابهة فيها:

ووقعت المشابهة بين المرتضي وبين يحيي بن زکريا بثمانية أشياء: أولها: بالحفظ والعصمة. والثاني: بالکتاب والحکمة. والثالث: بالتسليم والتحية. و الرابع: ببر الوالدين. والخامس: بالقتل والشهادة لاجل مرأة مفسدة. والسادس: بشدة الغضب والنقمة من الله تعالي علي قتله. والسابع: بالخوف والمراقبة. والثامن بفقد السمي والنظر له في التسمية. ثم قال بعد بسط الکلام حول التشبيه فيها:

[صفحه 358]

ووقعت المشابهة بين المرتضي وبين عيسي بثمانية أشياء: أولها: بالاذعان لله الکبير المتعال. والثاني: بعلمه بالکتاب طفلا ولم يبلغ مبلغ الرجال. والثالث: بعلمه بالکتابة والخطابة. والرابع: بهلاک الفريقين فيه من أهل الضلال. والخامس: بالزهد في الدنيا. والسادس: بالکرم والافضال. والسابع: بالاخبار عن الکواين في الاستقبال. والثامن: بالکفائة. ثم بين وجه الشبه فيها:

وهذا الکتاب من أنفس کتب العامة فيه آيات العلم وبينات العبقرية، وقد شغل القوم عن نشر مثل هذه النفايس بالتافهات المزخرفة.

4- أخرج أخطب الخطباء الخوارزمي المالکي المتوفي 568 بإسناده في (المناقب) ص 49 من طريق البيهقي عن أبي الحمراء بلفظ: من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في فهمه، وإلي يحيي بن زکريا في زهده، وإلي موسي بن عمران في بطشه، فلينظر إلي علي بن أبي طالب.

وأخرج في ص 39 بإسناده من طريق إبن مردويه عن الحارث الاعور صاحب راية علي بن أبي طالب قال: بلغنا إن النبي صلي الله عليه وآله کان في جمع من أصحابه فقال: اريکم آدم في علمه، ونوحا في فهمه، وإبراهيم في حکمته. فلم يکن بأسرع من أن طلع علي عليه السلام فقال أبوبکر: يارسول الله؟ أقست رجلا بثلثة من الرسل؟! بخ بخ لهذا الرجل، من هو يارسول الله؟ قال النبي: أولا تعرفه يا أبا بکر؟ قال: الله و رسوله أعلم. قال: هو أبوالحسن علي بن أبي طالب. فقال أبوبکر: بخ بخ لک يا أبا الحسن؟ وأين مثلک يا أبا الحسن؟

وروي في ص 245 بإسناده بلفظ: من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه. وإلي موسي في شدته. وإلي عيسي في زهده، فلينظر إلي هذا المقبل، فأقبل علي. وذکره:

5- أبوسالم کمال الدين محمد بن طلحة الشافعي المتوفي 652 رواه في (طالب السئول) نقلا عن کتاب (فضايل الصحابة) للبيهقي بلفظ؟ من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في تقواه، وإلي إبراهيم في حلمه، وإلي موسي في هيبته، وإلي عيسي في عبادته فلينظر إلي علي بن أبي طالب عليه السلام. ثم قال:

فقد أثبت النبي صلي الله عليه وسلم لعلي بهذا الحديث علما يشبه علم آدم، وتقوي تشبه

[صفحه 359]

تقوي نوح، وحلما يشبه حلم إبراهيم، وهيبة تشبه هيبة موسي، وعبادة تشبه عبادة عيسي، وفي هذا تصريح لعلي بعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته، وتعلو هذه الصفات إلي أوج العلا حيث شبهها بهؤلآء الانبيآء المرسلين من الصفات المذکورة والمناقب المعدودة.

6- عز الدين إبن أبي الحديد المتوفي 655 قال في (شرح نهج البلاغة) ج 2 ص 236: روي المحدثون عنه صلي الله عليه وآله وسلم انه قال: من أراد أن ينظر إلي نوح في عزته، وموسي في علمه، وعيسي في ورعه فلينظر إلي علي بن أبي طالب.

ورواه في ج 2 ص 449 من طريق أحمد والبيهقي نقلا عن مسند الاول و صحيح الثاني بلفظ: من أراد أن ينظر في عزمه، وإلي آدم في علمه، وإلي إبراهيم في حلمه، وإلي موسي في فطنته، وإلي عيسي في زهده، فلينظر إلي علي بن أبي طالب.

7- ألحافظ أبوعبدالله الکنجي الشافعي المتوفي 658، أخرجه في (کفاية الطالب) ص 45 باسناده عن إبن عباس قال: بينما رسول الله صلي الله عليه وآله جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي عليه السلام فلما بصر به رسول الله صلي الله عليه وآله قال: من أراد منکم أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في حکمته، وإلي إبراهيم في حلمه، فلينظر إلي علي بن أبي طالب. ثم قال:

قلت: تشبيهه لعلي بآدم في علمه لان الله علم آدم صفة کل شئ کما قال عز وجل: وعلم آدم الاسماء کلها. فما من شئ ولاحادثة إلا وعند علي فيها علم و له في استنباط معناها فهم.

وشبهه بنوح في حکمته. وفي رواية: في حکمه. وکأنه أصح لان عليا کان شديدا علي الکافرين رؤفا بالمؤمنين کما وصفه الله تعالي في القرآن بقوله: و الذين معه أشداء علي الکفار رحماء بينهم. وأخبر الله عزوجل عن شدة نوح علي الکافرين بقوله: رب لاتذر علي الارض من الکافرين ديارا.

وشبهه في الحلم بإبراهيم خليل الرحمن کما وصفه عز وجل بقوله: إن إبراهيم لاواه حليم. فکان متخلقا بأخلاق الانبيآء متصفا بصفات الاصفياء.

8- ألحافظ أبوالعباس محب الدين الطبري المتوفي 694 رواه في (الرياض

[صفحه 360]

النضرة) 2 ص 218 بلفظ: من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في فهمه، و إلي إبراهيم في حلمه، وإلي يحيي بن زکريا في زهده، وإلي موسي بن عمران في بطشه، فلينظر إلي علي بن أبي طالب. قال: أخرجه القزويني الحاکمي.

وأخرج عن إبن عباس بلفظ: من أراد أن ينظر إلي إبراهيم في حلمه، وإلي نوح في حکمه، وإلي يوسف في جماله، فلينظر إلي علي بن أبي طالب. فقال: أخرجه الملا في سيرته.

9- شيخ الاسلام الحموئي المتوفي 722، أخرجه في (فرايد السمطين) بعدة أسانيد من طرق الحاکم النيسابوري وأبي بکر البيهقي بلفظ محب الدين الطبري المذکور ومايقرب منه.

10- ألقاضي عضد الايجي الشافعي المتوفي 756، رواه في (المواقف) ج 3 ص 276 بلفظ: من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في تقواه، وإلي إبراهيم في حلمه، وإلي موسي في هيبته، وإلي عيسي في عبادته، فلينظر إلي علي بن أبي طالب.

11- ألتفتازاني الشافعي المتوفي 792 في (شرح المقاصد) 2 ص 299 بلفظ القاضي الايجي المذکور.

12- إبن الصباغ المالکي المتوفي 855 روي في (الفصول المهمة) ص 21 نقلا عن (فضايل الصحابة) للبيهقي باللفظ المذکور.

13- ألسيد محمود الآلوسي المتوفي 1270 رواه في شرح عينية عبدالباقي العمري ص 27 بلفظ البيهقي.

14- ألصفوري قال في (نزهة المجالس) 2 ص 240: قال النبي صلي الله عليه وسلم من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في فهمه، وإلي ابراهيم في حلمه، وإلي موسي في زهده، وإلي محمد في بهاءه، فلينظر إلي علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ذکره إبن الجوزي. وفي حديث آخر ذکره الرازي في تفسيره: من أراد أن يري آدم في علمه، ونوحا في طاعته، وإبراهيم في خلقه، وموسي في قربه، وعيسي في صفوته فلينظر إلي علي بن أبي طالب.

15- ألسيد أحمد القادين خاني في (هداية المرتاب) ص 146 بلفظ البيهقي.

[صفحه 361]


صفحه 356، 357، 358، 359، 360، 361.