قصيدة الأشباه و ما يتبعها











قصيدة الأشباه و ما يتبعها



ألمتوفي 327


أيها اللائمي لحبي عليا
قم ذميما إلي الجحيم خزيا


أبخير الانام عرضت؟ لازلت
مذودا عن الهدي مزويا


أشبه الانبيآء کهلا وزولا[1] .
وفطيما وراضعا وغذيا


کان في علمه کآدم إذ عل دلم
شرح الاسماء والمکنيا


وکنوح نجا من الهلک من سير
في الفلک إذ علا الجوديا



وعلي لما دعاه أخوه
سبق الحاضرين والبدويا


وله من أبيه ذي الايدي إسماعيل
شبه ماکان عني خفيا


إنه عاون الخليل علي الکعبة
إذ شاد رکنها المبنيا


ولقد عاون الوصي حبيب الله
إذ يغسلان منها الصفيا


رام حمل النبي کي يقلع الاصنام
عن سطحها المثول الجثيا


فحناه ثقل النبوة حتي
کاد ينآد تحته مثنيا


فارتقي منکب النبي علي
صنوه ماأجل ذاک رقيا


فأماط الاوثان عن ظاهر الکعبة
ينفي الارجاس عنها نفيا


ولو أن الوصي حاول من النجم
بالکف لم يجده قصيا


أفهل تعرفون غير علي
وابنه استرحل النبي مطيا؟!


لم يکن أمره بدوحات (خم)
مشکلا عن سبيله ملويا

[صفحه 354]

إن عهد؟ النبي في ثقليه
حجة کنت عن سواها غنيا


نصب المرتضي لهم في مقام
لم يکن خاملا هناک دنيا


علما قائما کما صدع البدر
تماما دجنة أو دجيا


قال: هذا مولي لمن کنت مولاه
جهارا يقولها جهوريا


وال يارب من يواليه وانصره
وعاد الذي يعادي الوصيا


إن هذا الدعا لمن يتعدي
راعيا في الانام أم مرعيا


لايبالي أمات موت يهود
من قلاه أو مات نصرانيا


من رأي وجهه کمن عبدالله
مديم القنوت رهبانيا


کان سؤل النبي لما تمني
حين أهدوه طائرا مشويا


إذ دعا الله أن يسوق أحب
الخلق طرا إليه سوقا وحيا


فإذا بالوصي قد قرع الباب
يريدالسلام ربانيا


فثناه عن الدخول مرارا
أنس حين لم يکن خزرجيا


وذخيرا لقومه وأبي الرحمان
إلا إمامنا الطالبيا


ورمي بالبياص من صد عنه
وحبا الفضل سيدا أريحيا


ألقصيدة 160 بيتا

هذه القصيدة من غرر الشعر ونفيسه توجد مقطعة في الکتب، نحن عثرنا عليها مشروحة بذکر الاحاديث المتضمنة لمفاد کل فضيلة لامير المؤمنين عليه السلام نظمها في بيت أو بيتين أو أکثر يبلغ عدد أبياتها 160 بيتا، غير أن فيها أبيات من الدخيل تنافي مذهب المفجع ومعتقده ألصقها بالقصيدة بعض أضداده، وأدخل شرحها الملائم لمعني الابيات في الشرح، کما يذکرها في سيد البطحا أبي طالب عليه السلام والد مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام، وفي أبي إبراهيم الخليل مما لايقول به أحد من الاصحاب، فکيف بالمفجع الذي هو من رجالات الشيعة وغلمائها وشعرائها المتبصرين؟! وأظن أن هذا الشرح ايضا له، وأحسب أن کلمة شيخ الطايفة الطوسي في (الفهرست) والمرزباني

[صفحه 355]

في (المؤتلف والمختلف) والحموي في (معجم الادباء) عند تعداد کتبه: (وکتاب قصيدته في أهل البيت) توعز إلي ذلک الشرح.

وهذه القصيدة تسمي به (الاشباه) قال الحموي في (معجم الادباء) ج 17 ص 191 في أول ترجمة المترجم: إن له قصيدة يسميها بالاشباه يمدح فيها عليا ثم قال في ص 200: له قصيدته ذات الاشباه، وسميت بذات الاشباه لقصده فيما ذکره من الخبر الذي رواه عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو في محفل من أصحابه: إن تنظروا إلي آدم في علمه، ونوح في همه، وإبراهيم في خلقه، وموسي في مناجاته، وعيسي في سنته،[2] ومحمد في هديه وحلمه، فانظروا إلي هذا المقبل. فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام. فأورد المفجع ذلک في قصيدته، وفيها مناقب کثيرة أولها. ثم ذکر منها 18 بيتا.


صفحه 354، 355.








  1. ألزول: ألغلام الظريف.
  2. في الاصل، في سنه.