ترجمة ابن علوية الاصبهاني











ترجمة ابن علوية الاصبهاني



أبوجعفر أحمد بن علوية[1] الاصبهاني الکرماني الشهير بأبي الاسود، هو أحد مؤلفي الامامية المطرد ذکرهم في المعاجم، وذکر النجاشي في فهرسته وإبن شهر اشوب في (معالم العلماء) له کتابا أسماء الاول کتاب (الاعتقاد في الادعية) والثاني

[صفحه 349]

(دعاء الاعتقاد) وفي (المعالم) أن له کتبا منها ذلک، وقال الحموي في (معجم الادباء) له رسائل مختارة دونها أبوالحسن (أبوالحسين) أحمد بن سعد في کتابه المصنف في الرسائل، وله ثمانية کتب في الدعاء من إنشائه، ورسالة في الشيب والخضاب، وذکر إبن النديم في فهرسته ص 237 له ديوانا في خمسين ورقة.

ألمترجم من أئمة الحديث، ومن صدور حملته، أخذ عنه مشايخ علمآء الامامية واعتمدوا عليه منهم:

شيخ القميين أبوجعفر محمد بن الحسن بن الوليد القمي المتوفي 343، المعلوم حاله في الثقة، والتحرز عن الرواية عن غير الثقة، وطعنه وإخراجه من روي عن الضعفآء من قم، فقد روي عنه کتب إبراهيم بن محمد الثقفي المعتمد عليه عند الاصحاب کما في مشيخة الفقيه، وفهرست شيخ الطائفة الطوسي. ومما رواه أبوجعفر القمي عن المترجم له عن إبراهيم بن محمد الثقفي ماأخرجه شيخنا الصدوق في أماميه 354، وما رواه أبو جعفر الطبري في (بشارة المصطفي) في أواخر الجزء الرابع بإسناد المترجم له عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ألا أدلکم علي ما إن استدللتم به لم تهلکوا ولم تضلوا؟ قالوا: بلي يارسول الله قال: إن إمامکم ووليکم علي بن أبي طالب فوازروه وناصحوه وصدقوه فأن جبرئيل أمرني بذلک.

ومنهم: فقيه الطائفة وشيخها ووجهها سعد بن عبدالله بن أبي خلف الاشعري المتوفي 1/300/299 کما في المجلس العشرين من مجالس شيخنا الاکبر محمد بن محمد بن نعمان المفيد.

ومنهم: ألحسين بن محمدبن عمران الاشعري القمي الثقة الذي أکثر النقل عنه ثقة الاسلام الکليني في (الکافي) وابن قولويه في (الکامل)، کما جاء في (کامل الزيارة) ورجال الشيخ الطوسي. ومن أحاديث الاشعري عن المترجم مارواه إبن قولويه باسناده ص 186 رفعه إلي الصادق عليه السلام إنه کان يقول عند غسل الزيارة إذا فرغ: أللهم أجعله لي نورا وطهورا. إلخ

ومنهم: عبدالله بن الحسين المؤدب، أحد مشايخ الشيخ الصدوق ووالده المقدس کما في مشيخة الفقيه، ومما رواه المودب عن المترجم ما رواه شيخنا الصدوق

[صفحه 350]

في أماليه ص 55 باسناده عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله: إن في علي خصالا لو کانت واحدة منهما في جميع الناس لاکتفوا بها فضلا. ألحديث. وص 76 بإسناده عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إنه قال: ياعلي؟ أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي علي امتي في حياتي وبعد وفاتي، محبک محبي، ومبغضک مبغضي، وعدوک عدوي، ووليک وليي. وفي ص 217 بإسناده من طريق المترجم عن رسول الله إنه قال: إذا کان يوم القيامة يؤتي بک ياعلي؟ علي نجيب من نور علي رأسک تاج قد أضاء نوره وکاد يخطف أبصار أهل الموقف. ألحديث. وفي ص 351 باسناد المترجم عن رسول الله صلي الله عليه وآله إنه قال: إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء علي صفايح الذهب فإذا دقت الحلقة علي الصفحة طنت وقالت: ياعلي.

وتوجد أحاديث اخري من طريق المؤدب عن المترجم في (الامالي) ص 9 و 152 و 283 و 286 و 326 و 375 و 390.

ويروي عنه کتابه (الاعتقاد) في الادعية محمد بن أحمد الرحال کما في فهرست النجاشي ص 64. وأحمد بن يعقوب الاصبهاني کما في (تهذيب) الشيخ الطوسي ج 1 ص 141 في باب الدعاء بين الرکعات. وذکر النجاشي إسناده إليه ص 64 هکذا: عن إبن نوح عن محمد بن علي القمي عن محمد بن أحمد الرحال عنه.

وحسب المترجم جلالة أن تکون أخباره مبثوثة في مثل الفقيه، والتهذيب، والکامل، وأمالي الصدوق، ومجالس المفيد، وأمثالها من عمد کتب أصحابنا رضوان الله عليهم، وحسبنا آية لثقته اعتماد القميين عليه مع تسرعهم في الوقيعة بأدني غميزة في الرجل.

کان المترجم من علماء العربية البارعين فيها بعد ماکان شيخا في الحديث، و لذلک ترجمه السيوطي في (بغية الوعاة) وعده الثعالبي من کتاب إصبهان وشعرائها في (يتيمة الدهر) 3 ص 267، وقال الحموي في (معجم الادباء) 2 ص 3 (ألطبعة الاولي): کان صاحب لغة يتعاطي التأديب ويقول الشعر الجيد. وعرفه شيخ الطايفة ومن يليه من أصحاب المعاجم حتي اليوم بالکتابة.

وأما شاعريته فهي في الذروة والسنام من مراقي قرض الشعر، فقد فاق نظمه

[صفحه 351]

بجزالة المعني، وفخامة اللفظ، وحسن الصياغة، وقوة الترکيب، وبرع هو بفلج الحجة، وجودة الافاضة، والحصول علي البراهين الدامغة، والوصول إلي مغازي التعبيرات، فجاء شعره في أئمة الدين عليهم السلام کسيف صارم لشبه أهل النصب، أو المعول الهدام لبيوت عناکب التمويهات ضد إمامة العترة الطاهرة، وقصيدته (المحبرة) التي اقتطفنا منها موضع الشاهد لکتابنا هذا لهي الشهيدة بکل ما أنبأناک عنه، کما أنها الحجة القاطعة علي عبقريته الشعرية کما شهد به أبوحاتم السجستاني فيما عرفت عنه.

ولد المترجم سنة 212 وتوفي في نيف وعشرين وثلثمائة، وأنشد سنة 310 و له 98 عاما من عمره قوله:


دنيا مغبة من أثري بها عدم
ولذة تنقضي من بعدها ندم


وفي المنون لاهل اللب معتبر
وفي تزودهم منها التقي غنم


والمرء يسعي لفضل الرزق مجتهدا
وماله غيرما قد خطه القلم


کم خاشع في عيون الناس منظره
والله يعلم منه غير ماعلموا


وقال بعد أن أتت عليه مائة سنة:


حني الدهر من بعد استقامته ظهري
وأفضي إلي ضحضاح غايته عمري


ودب البلي في کل عضو ومفصل
ومن ذا الذي يبقي سليما علي الدهر


ومن شعره ماذکره النويري في (نهاية الارب في فنون الادب) في الجزء العاشر ص 122 من قوله في وصف البقر:


ياحبذا مخضها ورائبها
وحبذا في الرجال صاحبها


عجولة[2] سمحة مبارکة
ميمونة طفح محالبها


تقبل للحلب کلما دعيت
ورامها للحلاب حالبها


فتية سنها مهذبة
معنف في الندي عائبها


کأنها لعبة مزينة
يطير عجبا بها ملاعبها


کأن ألبانها جني عسل
يلذها في الاناء شاربها؟؟

[صفحه 352]

عروس باقورة[3] إذا برزت
من بين أحبالها ترائبها


کأنها هضبة إذا انتسبت
أو بکرة قد أناف غاربها


تزهي بروقين کاللجين إذا
مسهما بالبنان طالبها


لو أنها مهرة لما عدمت
من أن يضم السرور راکبها


توجد ترجمة شاعرنا في فهرست النجاشي 64. رجال شيخ الطائفة. معالم العلماء ص 19. معجم الادباء 2 ص 3. ايضاح الاشتباه للعلامة. بغية الوعاة 146. جامع الاقوال ايضاح الاشتباه للساروي. جامع الرواة. جامع المقال للطريحي. هداية المحدثين المعروف بتمييز المشترکات. منتهي المقال. رجال الشيخ عبد اللطيف إبن أبي جامع. ألشيعة وفنون الاسلام 91 وفيه تاريخ وفاته المذکور. تنقيح المقال 1 ص 68. أعيان الشيعة ألجزء التاسع ص 67. ألتعاليق علي نهاية الارب 10 ص 122.

[صفحه 353]


صفحه 349، 350، 351، 352، 353.








  1. بفتحتين وتشديد الياء کما في ايضاح الاشتباه للساروي، واشتبه عليه کلام النجاشي و عرف المترجم بالرحال وضبطه وهو لقب محمد بن احمد الراوي عن المترجم لالقبه.
  2. انثي العجول وهو: ولد البقرة.
  3. ألباقورة والباقور: جماعة البقر.