ترجمة ابن طباطبا الاصبهاني











ترجمة ابن طباطبا الاصبهاني



أبوالحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الامام السبط الحسن بن الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم، ألشهير بإبن طباطبا.

عالم ضليع، وشاعر مفلق، وشيخ من شيوخ الادب، ذکر المرزباني في (معجم الشعراء) ص 463: إن له کتبا ألفها في الاشعار والآداب، وذکر منها أصحاب المعاجم.[1] .

1- کتاب سنام المعالي.

2- کتاب عيار الشعر. وفي فهرست إبن النديم ص 221: معاير الشعر. وقال الحموي في (معجم الادباء) 3 ص 58: ألف الآمدي الحسن بن بشز کتابا في إصلاح مافيه.

3- کتاب ألشعر والشعراء.

4- کتاب نقد الشعر.

[صفحه 341]

5- کتاب تهذيب الطبع.

6- کتاب ألعروض. قال الحموي: لم يسبق إلي مثله.

7- کتاب فرائد الدر. کتب إلي صديق له کان قد استعاره يسترجعه منه:


يادر رد فرائد الدر
وارفق بعبد في الهوي حر


8- کتاب المدخل في معرفة المعمي من الشعر.

9- کتاب في تقريض الدفاتر.

10- کتاب ديوان شعره.

11- کتاب إختياره ديوان شعره.

ذکره الحموي في (معجم الادباء) وقال: إنه کان مذکورا بالذکاء والفطنة وصفاء القريحة وصحة الذهن وجودة المقاصد، ذکر أبوعبد الله حمزة بن الحسن الاصبهاني قال: سمعت جماعة من رواة الاشعار ببغداد يتحدثون عن عبدالله بن المعتز: انه کان لهجا بذکر أبي الحسن مقدما له علي ساير أهله ويقول: ماأشبهه في أوصافه إلا محمدبن يزيد بن مسلمة بن عبدالملک، إلا أن أبا الحسن أکثر شعرا من المسلمي، وليس في ولد الحسن من يشبهه بل يقاربه علي بن محمد الافوه[2] .

قال: وحدثني أبوعبدالله بن عامر قال: کان أبوالحسن طول ايامه مشتاقا إلي عبدالله بن المعتز متمنيا أن يلقاه أو يري شعره، فأما لقاؤه فلم يتفق له لانه لم يفارق إصبهان قط، وأما ظفره بشعره فإنه اتفق له في آخر أيامه، وله في ذلک قصة عجيبة، وذلک أنه دخل إلي دار معمر وقد حملت إليه من بغداد نسخة من شعر عبدالله بن المعتز فاستعارها فسوف بها فتمکن عندهم من النظر فيها وخرج وعدل إلي کالا معييا کأنه ناهض بحمل ثقيل، فطلب محبرة وکاغذا فأخذ علي ظهر قلبه مقطعات ورقات من الشعر فسألته لمن هي؟ فلم يجبني حتي فرغ من نسخها وملا منها خمس ورقات من نصف المأموني، وأحصيت الابيات فبلغ عددها مائة وسبعة وثمانين بيتا تحفظها من شعر إبن المعتز في ذلک المجلس واختارها من بين سائرها.

يوجد في معجم الحموي شطر مهم من شعره منه قصيدة في 39 بيتا ليس فيها راء

[صفحه 342]

ولاکاف يمدح بها أبا الحسين محمد بن أحمد بن يحيي بن أبي البغل أولها:


ياسيدا دانت له السادات
وتتابعت في فعله الحسنات


وتواصلت نعماؤه عندي فلي
منه هبات خلفهن هبات


نعم ثنت عني الزمان وخطبه
من بعد ماهيبت له غدوات


ويصف قصيدته بقوله:


ميزانها عند الخليل معدل
متفاعل متفاعل فعلات


وروي الثعالبي في (ثمار القلوب) ص 518 له قوله:


أقول وقد أوقظت من سنة الهوي
بعذل يحاکي لذعه لذعة الهجر


دعوني وحلم اللهو في ليلة المني
ولاتوقظوني بالملام وبالزجر


فقالوا لي: استيقظ فشيبک لايح
فقلت لهم: طيب الکري ساعة الفجر


وذکر في ص 435 له يصف ليلة ممتعة:


وليلة أطربني صبحها
فخلتني في عرس الزنج[3] .


کأنما الجوزاء جنح الدجي
طبالة تضرب بالصنج


قائمة قد حررت وصفها
مائلة الرأس من الغنج


وقال في ص 229: دخل يوما أبوالحسن إبن طباطبا دار أبي علي ابن رستم فرأي علي بابه عثمانيين أسودين قد لبسا عمامتين حمراوين، فامتحنهما فوجدهما من الادب خاليين، فلما تمکن في مجلس إبن رستم دعا بالدواة والقرطاس وکتب:


أري بباب الدار أسودين
ذوي عمامتين حمراوين


کجمرتين فوق فحمتين
قد غادرا الرفض قرير العين


جدکما عثمان ذو النورين
فما له أنسل ظلمتين؟!


ياقبح شين صادر عن زين
حدائد تطبع من لجين


ماأنتما إلا غرابيين
طيرا فقد وقعتما للحين


ألمظهرين الحب للشخصين
ذرا ذوي السنة في المصرين

[صفحه 343]

وخليا الشيعة للسبطين؟؟
للحسن الطيب والحسين


ستعطيان في مدي عامين
صکا بخفين إلي حنين[4] .


فاستظرفها إبن رستم وتحفظها الناس. وله قوله يهجوبه أبا علي ابن رستم يرميه بالدعوة والبرص:


أنت اعطيت من دلايل رسل الله
آيا بها علوت الرؤوسا


جئت فردا بلا أب وبيمناک
بياض فأنت عيسي وموسي


وله في أبي علي إبن رستم لما هدم سور إصبهان ليزيد به في داره وأشار فيه إلي کون إصبهان من بناء ذي القرنين:


وقد کان ذو القرنين يبني مدينة
فأصبح ذو القرنين يهدم سورها


علي أنه لو کان في صحن داره
بقرن له سيناء زعزع طورها


وله في إبن رستم يذکر بناءه سور إصبهان:


يارستمي استعمل الجدا
وکدنا في حظنا کدا


فإنک المأمول والمرتجي
تهون الخطب إذا اشتدا


أحکمت من ذا السور مالم تجد
والله من إحکامه بدا


فخلفه نسل کثير لمن
أصفت لارزبونها الودا[5] .


وهم کيأجوج ومأجوج إن
عددتهم لم تحصهم عدا


وأنت ذو القرنين في عصره
جعلته مابينهم سدا


وقال يهجوا أبا علي الرستمي:


کفرا بعلمک يابن رستم طه
وبما حفظت سوي الکتاب المنزل


لو کنت يونس في دوائر نحوه
أو کنت قطرب في الغريب المشکل


وحويت فقه أبي حنيفة کله
ثم انتهيت لرستم لم تنبل


وله قوله:


لاتنکرن إهداءنا لک منطقا
منک استفدنا حسنه ونظامه

[صفحه 344]

فالله عزوجل يشکرفعل من
يتلو عليه وحيه وکلامه


ويعاتب أبا عمرو بن جعفر بن شريک علي منعه إياه شعر ديک الجن بقوله:


ياجوادا يمسي ويصبح فينا
واحدا في الندي بغير شريک


أنت من أسمح الانام لشعر الناس
ماذا اللجاج في شعر ديک؟!


ياحليف السماح لو أن ديک الجن
من نسل ديک عرش المليک[6] .


لم يکن فيه طائل بعد أن يدخله
الذکر في عداد الديوک


وله قوله:


بأبي الذي نفسي عليه حبيس
مالي سواه من الانام أنيس


لاتنکروا أبدا مقاربتي له
قلبي حديد وهو مغناطيس


وله:


ياطيب ليل خلوت فيه بمن
أقصر عن وصف کنه وجدي به


ليل کبرد الشباب حالکه
نعمت في ظله وفي طيبه


وله:


أتاني قريض کنظم جمان
وروض الجنان وأمن الفؤاد


وعهد الصبا ونسيم الصبا
وبرد الفؤاد وطيب الرقاد


وذکر المرزباني في (معجم الشعراء) ص 463 له يصف به القلم:


وله حسام باتر في کفه
يمضي لنقض الامر أو توکيده


ومترجم عما يجن ضميره
يجري بحکمته لدي تسويده


قلم يدور بکفه فکأنه
فلک يدور بنحسه وسعوده


وروي له في (المعجم) ايضا.


لا وانسي وفرحتي بکتاب
أتي منه في عيد أضحي وفطر


ما دجا ليل وحشتي قط إلا
کنت لي فيه طالعا مثل بدر

[صفحه 345]

بحديث يقيم للانس شوقا
وابتسام يکف لوعة صدري


وذکر له النويري في (نهاية الارب) ج 3 ص 97:


إن في نيل المني وشک الردي
وقياس القصد عند السرف


کسراج دهنه قوت له
فإذا غرقته فيه طفي


وقوله:


لقد قال أبوبکر
صوابا بعد ماأنصت


فرحنا لم نصد شيئا
وماکان لنا أفلت


وذکر إبن خلکان نقلا عن ديوانه قوله:


بانوا وأبقوا في حشاي لبينهم
وجدا إذا ظعن الخليط أقاما


لله أيام السرور کأنما
کانت لسرعة مرها أحلاما


لودام عيش رحمة لاخي هوي
لاقام لي ذاک السرور وداما


ياعيشنا المفقود خذ من عمرنا
عاما ورد من الصبا أياما


وله قوله:


يامن حکي المآء فرط رقته
وقبله في قساوة الحجر


ياليت حظي کحظ ثوبک من
جسمک يا واحد البشر


لاتعجبوا من بلا غلالته
قد زر أزراره علي القمر


ولد المترجم کما في (المجدي) باصبهان، وتوفي بها سنة 322 کما في (معاهد التنصيص) فما في (نسمة السحر) من أنه ولد سنة 322 نقلا عن (المعاهد) إشتباه نشأ عن فهم ما في (المعاهد) من کلامه قال: مولده باصبهان وبها مات سنة 322. فحسب التأريخ ظرف ولادته کما زعمه بعض المعاصرين وهو لايقارف الصواب لان أبا علي الرستمي الذي للمترجم فيه شعر کثير من رجال عهد المقتدر بالله المقتول سنة 320 وفي أيامه أحدث الرستمي ما أحدث في إصبهان في سورها وجامعها وهجاه المترجم. ولان المترجم کما مر عن (معجم الادباء) کان يتمني لقاء عبدالله بن المعتز ويشتاق إليه وإن المعتز توفي سنة 296.

توجد ترجمته والثناء عليه في غاية الاختصار. نسمة السحر فيمن تشيع وشعر

[صفحه 346]

ج 2. معاهد التنصيص ج 1 ص 179.

نقل ابن خلکان في تأريخه ج 1 ص 42 في ذيل ترجمة أبي القاسم إبن طباطبا المتوفي سنة 345 عن ديوان المترجم الابيات المذکورة فقال: ولا أدري من هذا أبوالحسن ولا وجه النسب بينه وبين أبي القاسم المذکور والله أعلم.

واشتبه علي سيدنا الامين العاملي فهم کلام إبن خلکان هذا وذيله وأوقعه في خلط عظيم فعقد ترجمة تحت عنوان (أبوالحسن ألحسني المصري) في أعيان الشيعة في الجزء السادس ص 312 وجعله مصريا بلامستند، وأخذ تأريخ وفاة أبي القاسم إبن طباطبا وذکره لابي الحسن، وختم ترجمته بقوله: ولا دليل لنا علي تشيعه غير إصالة التشيع في العلويين. والعجب انه ذکر في الجزء التاسع ص 305 أبا الحسن باسمه ونسبه وقال: هذا الذي قال إبن خلکان: لا أدري من هذا أبوالحسن. لا عصمة إلا لله

وللمترجم عقب کثير باصبهان فيهم علماء ادباء أشراف نقباء، قال النسابة العمري في (المجدي): له ذيل طويل فيهم موجهون منهم: أبوالحسن أحمد الشاعر الاصبهاني وأخوه أبوعبدالله الحسين ولي النقابة بها إبنا علي بن محمد الشاعر الشهير. ومنهم: ألشريف أبوالحسن محمد ببغداد يقال له: إبن بنت خصبة.

[صفحه 347]


صفحه 341، 342، 343، 344، 345، 346، 347.








  1. راجع ثمار القلوب 507، فهرست ابن النديم 196، معجم الادباء 17 ص 143. عمدة الطالب 162.
  2. هو الحماني احد شعراء الغدير مرت ترجمته في هذا الجزء ص 69 تا 57.
  3. يضرب به المثل لاختصاص الزنج من بين الامم بشدة الطرب وحب الملاحي والاغاني، والمثل سائر بأطرابهم.
  4. کني بالارزبون عن غلامه.
  5. توجد في معجم الادباء 17 ص 154 بتغيير يسير.
  6. حديث ديک العرش رواه الجاحظ عن رسول الله (ص) قال: ان مما خلق الله لديکا عرفه تحت العرش، وبراثنه تحت الارض السفلي، وجناحه في الهواء، فأذا مضي ثلثا الليل وبقي ثلثه ضرب بجناحه قائلا: سبحان الملک القدوس، سبوح قدوس، رب الملائکة والروح، فعند ذلک تضرب الديکة وتصيح.