فنادق النجف الأشرف في موسم الحج











فنادق النجف الأشرف في موسم الحج



قد استرعي نظري في النجف کثير من الاطفال الذين يلبسون آذانهم حلقات

[صفحه 314]

خاصة هي علامة أنهم من ذرية زواج المتعة المنتشر بين الشيعة جميعا وبخاصة في بلاد فارس، ففي موسم الحج[1] إذا ما حل زائر فندقا لاقاه وسيط يعرض عليه أمر المتعة مقابل أجر معين، فإن قبل أحضر له الرجل جمعا من الفتيات لينتقي منهن، وعند ئذ يقصد معها إلي عالم لقراءة صيغة عقد الزواج وتحديد مدته، وهي تختلف بين ساعات وشهور وسنوات، وللفتاة أن تتزوج مرات في الليلة الواحدة، والعادة أن يدفع الزوج نحو خمسة عشر قرشا للساعة، وخمسة وسبعين قرشا لليوم، ونحو أربع جنيهات للشهر، ولاعيب علي الجميع في ذلک العمل لانه مشروع، ولايلحق الذرية أي عار مطلقا، وعند انتهاء مدة الزواج يفترق الزوجان ولاتنتظر المرأة أن تعتد بل تتزوج بعد ذلک بيوم واحد، فإن ظهر حمل فللوالد أن يدعي الطفل له ويأخذه من امه إذا بلغ السابعة. إلخ ص 112 و111.

جواب: ليتني کنت اشافه الرجل فاسائله عن أنه هل تفرد هو بالهبوط إلي النجف الاشرف في أجيالها المتطاولة؟ أو شارکه في ذلک غيره من سواح وزوار وسابلة؟ نعم هذه النجف الاعلي مهبط القداسة ومرقد سيد الوصيين أميرالمؤمنين صلوات الله عليه تأتيها في کل سنة آلاف مؤلفة من أقطار الدنيا للتزود من زورة ذلک المشهد المقدس فيمکثون فيها أياما وليالي وأسابيع وأشهرا وفيهم البحاثة والمنقبون، فلم لم يحدث أحدهم عن أولئک الاطفال الکثيرين في مخيلة هذا الزاعم؟ وعن الحلقات الخاصة في آذانهم؟ وعن هاتيک الفنادق المخترقة[2] وعن ذلک الوسيط الموهوم؟ وهاتيک الفتيات المعروضة علي الوافد؟ وعن تلک العادة المفتراة الشائنة؟ والاسعار المختلقة؟ وعن تواصل المتع من دون تخلل عدة؟ وجل اولئک الوافدون يتحرون غرائب مافي النجف من العادات والاطوار شأن کل باحث يرد حاضرة من الحواضر المهمة، ولم لم يشهد هذه الاحوال أحد من أهل النجف الذين ولدوا فيها، وفيها ينشأون، وفيها يموتون وهي وفنادقها وأطفالها وزوارها بمرأي منهم ومسمع؟! ولعل (الرائد الکذاب) يحسب أن مشهوداته هذه لاتدرک بعين البصر وإنما أدرکها بعين البصيرة فهلم واضحک.

[صفحه 315]


صفحه 314، 315.








  1. يعني أيام زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام المخصوصة به.
  2. لم يکن يوم ورود الرجل النجف الاشرف أي فندق فيها وانما اسست الفنادق بعد يومه.