اكاذيب فاحشة علي الشيعة











اکاذيب فاحشة علي الشيعة



قال: إن أغبي الاغبياء وأجمد الجامدين من يأتون بشاة مسکينة وينتفون شعرها ويعذبونها أفانين العذاب موحيا إليهم ضلالهم وجرمهم أنها السيدة عائشة زوج النبي الکريم وأحب أزاوجه إليه.

[صفحه 308]

ومن يأتون بکبشين وينتفون أشعارهما ويعذبونهما ألوان العذاب مشيرين بهما إلي الخليفتين: أبي بکر وعمر، وهذا ماتأتيه الشيعة الغالية.

وان أغبي الاغبياء وأجمد الجامدين هم الذين غيبوا إمامهم في السرداب، و غيبوا معه قرآنهم ومصحفهم، ومن يذهبون کل ليلة بخيولم وحميرهم إلي ذلک السرداب الذي غيبوا فيه إمامهم ينتظرونه وينادونه ليخرج إليهم، ولايزال عندهم ذلک منذ أکثر من ألف عام.

وإن أغبي الاغبياء وأجمد الجامدين هم الذين يزعمون أن القرآن محرف مزيد فيه ومنقوص منه ج 1 ص 374.

جواب: يکاد القلم أن يرتج عليه القول في دحض هذه المفتريات لانها دعاو شهودية بأشياء لم تظل عليها الخضراء ولا أقلتها الغبراء، فإن الشيعة منذ تکونت في العهد النبوي يوم کان صاحب الرسالة يلهج بذکر شيعة علي عليه السلام والصحابة تسمي جمعا منهم بشيعة علي إلي يومها هذا لم تسمع بحديث الشاة والکبشين، ولا أبصرت عيناها مايفعل بهاتيک البهائم البريئة من الظلم والقساوة، ولامدت إليها تلک الايادي العادية، غير أنهم شاهدوا القصيمي متبعا لابن تيمية يدنس برودهم النزيهة عن ذلک الدرن.

وليت الرجل يعرفنا بأحد شاهد شيعيا يفعل ذلک، أو بحاضرة من حواضر الشيعة اطردت فيها هذه العادة، أو بصقع وقعت فيه مرة واحدة ولو في العالم کله.

وليتني أدري وقومي هل أفتي شيعي بجواز هذا العمل الشنيع؟ أو استحسن ذلک الفعل التافة؟ أو نوه به ولو قصيص في مقاله؟ نعم يوجد هذا الافک الشائن في کتاب القصيمي وشيخه إبن تيمية المشحون بأمثاله.

وفرية السرداب أشنع وإن سبقه إليها غيره من مؤلفي أهل السنة لکنه زاد في الطمور نغمات بضم الحمير إلي الخيول وادعائه اطراد العادة في کل ليلة واتصالها منذ أکثر من ألف عام، والشيعة لاتري أن غيبة الامام في السرداب،

[صفحه 309]

ولاهم غيبوه فيه ولا إنه يظهر منه، وإنما اعتقادهم المدعوم بأحاديثهم انه يظهر بمکة المعظمة تجاه البيت، ولم يقل أحد في السرداب: انه مغيب ذلک النور، وإنما هو سرداب دار الائمة بسامراء، وإن من المطرد ايجاد السراديب في الدور وقاية من قايظ الحر، وإنما اکتسب هذا السرداب بخصوصه الشرف الباذخ لانتسابه إلي أئمة الدين، وإنه کان مبوء لثلاثة منهم کبقية مساکن هذه الدار المبارکة، وهذا هو الشأن في بيوت الائمة عليهم السلام ومشرفهم النبي الاعظم في أي حاضرة کانت، فقد أذن الله أن ترفع ويذکر فيها اسمه.

وليت هؤلاء المتقولون في أمر السرداب إتفقوا علي رأي واحد في الاکذوبة حتي لاتلوح عليها لوائح الافتعال فتفضحهم، فلا يقول إبن بطوطة[1] في رحلته 2 ص 198: إن هذا السرداب المنوه به في الحلة. ولايقول القرماني في (أخبار الدول) إنه في بغداد. ولايقول الآخرون: إنه بسامراء. ويأتي القصيمي من بعدهم فلايدري أين هو فيطلق لفظ السرداب ليستر سوءته.

وإني کنت أتمني للقصيمي أن يحدد هذه العادة بأقصر من (أکثر من ألف عام) حتي لايشمل العصر الحاضر والاعوام المتصلة به، لان انتفائها فيه وفيها بمشهد ومرئي ومسمع من جميع المسملين، وکان خيرا له لو عزاها إلي بعض القرون الوسطي حتي يجوز السامع وجودها في الجملة، لکن المائن غير متحفظ علي هذه الجهات. وأما تحريف القرآن فقد مر حق القول فيه ص 85 وغيرها.

هذه نبذ من طامات (القصيمي) وله مئات من أمثالها، ومن راجع کتابه عرف موقفه من الصدق، ومبوئه من الامانة، ومقيله من العلم، ومحله من الدين، ومستواه من الادب.

ألذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم کبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا کذلک يطبع الله علي کل قلب متکبر جبار

(سورة غافر: 35)

[صفحه 310]


صفحه 308، 309، 310.








  1. وهکذاابن خلدون في مقدمة تأريخه ج 1 ص 359، وابن خلکان في تاريخه ص 581.