القران و الشيعة











القران و الشيعة



قال: من نظر في کتب القوم علم أنهم لايرفعون بکتاب الله رأسا، وذلک انه يقل جدا أن يستشهدوا بآية من القرآن فتأتي صحيحة غير ملحونة مغلوطة، ولا يصيب منهم في ايراد الآيات إلا المخالطون لاهل السنة العائشون بين أظهرهم،

[صفحه 302]

علي أن إصابة هؤلاء لابد أن تکون مصابة، أما البعيدون منهم عن أهل السنة فلا يکاد أحد منهم يورد آية فتسلم عن التحريف والغلط، وقد قال من طافوا في بلادهم: إنه لايوجد فيهم من يحفظون القرآن، وقالوا: إنه يندر جدا أن توجد بينهم المصاحف.

جواب:


بلاء ليس يشبهه بلاء
عداوة غير ذي حسب ودين


منه عرضا لم يصنه
ويرتع منک في عرض مصون


ليتني کنت أعلم أن هذه الکلمة متي کتبت؟ أفي حال السکر أو الصحو؟ وأنها متي رقمت أعند اعتوار الخبل أم الافاقة؟ وهل کتبها متقولها بعد أن تصفح کتب الشيعة فوجدها خلاء من ذکر آية صحيحة غير ملحونة؟ أم أراد أن يصمهم فافتعل لذلک خبرا؟ وهل يجد المائن في الطليعة من أئمة الادب العربي إلا رجالا من الشيعة ألفوا في التفسير کتبا ثمينة، وفي لغة الضاد أسفارا کريمة هي مصادر اللغة، وفي الادب زبرا قيمة هي المرجع للملا العلمي والادبي، وفي النحو مدونات لها وزنها العلمي، وإنک لو راجعت کتب الامامية لوجدتها مفعمة بالاستشهاد بالآيات الکريمة کأنها أفلاک لتلک الانجم الطوالع غير مغشاة بلحن أو غلط.

وما کنا نعرف حتي اليوم أن مقياس التلاوة صحيحة أو ملحونة هو ألنزعات و المذاهب التي هي عقود قلبية لا مدخل لها في اللسان ومايلهج به، ولا أن لها مساسا باللغة، وسرد الکلمات، وصياغة الکلام، وحکاية ماصيغ منها من قرآن أو غيره.

وليت شعري ماحاجة الشيعة في إصابة القرآن وتلاوته صحيحة إلي غيرهم؟ ألا عواز في العربية؟ أو لجهل بأساليب القرآن؟ لا ها الله ليس فيهم من يتسم بتلک الشية، أما العربي منهم فالتشيع لم ينتأبهم عن لغتهم المقدسة، ولاعن جبليات عنصرهم أوهل تري أن بلاد العراق وعاملة وما يشابههما وهي مفعمة بالعلماء الفطاحل، والعباقرة والنوابغ، أقل حظا في العربية من أعراب بادية نجد والحجاز أکالة الضب، ومساورة الضباع؟! وأما غير العربي منهم فما أکثر مافيهم من أئمة العربية والفطاحل والکتاب والشعراء، ومن تصفح السير علم أن الادب شيعي، والخطابة شيعية، والکتابة شيعية، والتجويد والتلاوة شيعيان. ومن هنا يقول إبن خلکان في تاريخه في ترجمة علي بن الجهم 1 ص 38: کان مع إنحرافه من علي بن أبي طالب.

[صفحه 303]

عليه الصلاة والسلام وإظهاره التسنن مطبوعا مقتدرا علي الشعر عذب الالفاظ. فکأنه يري أن مطبوعية الشعر وقرضه بألفاظ عذبة خاصة للشيعة وانه المطرد نوعا.

وهذه المصاحف المطبوعة في ايران والعراق والهند منتشرة في أرجاء العالم و المخطوطة منها التي کادت تعد علي عدد من کان يحسن الکتابة منهم قبل بروز الطبع، وفيهم من يکتبه اليوم تبرکا به، ففي أي منها يجدما يحسبه الزاعم من الغلط الفاشي؟ أو خلة في الکتابة؟ أورکة في الاسلوب؟ أو خروج عن الفن؟ غير طفائف يزيغ عنه بصر الکاتب الذي هو لازم کل إنسان شيعي أوسني عربي أو عجمي.

وأحسب ان الذي أخبر القصيمي بما أخبر من الطائفين في بلاد الشيعة لم يولد بعد لکنه صوره مثالا وحسب أنه يحدثه، أو أنه لما جاس خلال ديارهم لم يزد علي أن استطرق الازقة والجواد فلم يجد مصاحف ملقاة فيما بينهم وفي أفنية الدور، ولو دخل البيوت لوجدها موضوعة في عياب وعلب، وظاهرة مرئية في کل رف وکوة علي عدد نفوس البيت في الغالب، ومنها مايزيد علي ذلک، وهي تتلي آناء الليل وأطراف النهار.

هذه غير ماتتحرز به الشيعة من مصاحف صغيرة الحجم في تمائم الصبيان و أحراز الرجال والنساء. غير مايحمله المسافر للتلاوة والتحفظ عن نکبات السفر. غير مايوضع منها علي قبور الموتي للتلاوة بکرة وأصيلا وإهداء ثوابها للميت. غيرما تحمله الاطفال إلي المکاتب لدارسته منذ نعومة الاظفار. غير مايحمل مع العروس قبل کل شئ إلي دار زوجها، ومنهم من يجعل ذلک المصحف جزء من صداقها تيمنا به في حياتها الجديدة. غير مايؤخذ إلي المساکن الجديدة المتخذة للسکني قبل الاثاث کله. غير ما يوضع منها إلي جنب النساء لتحصينها عن عادية الجن والشياطين الذين يوحون إلي أوليائهم (ومنهم القصيمي مخترع الاکاذيب) زخرف القول غرورا.

أفهؤلاء الذين لايرفعون بالقرآن رأسا؟ أفهؤلاء الذين يندر جدا أن توجد بينهم المصاحف؟ وأما ماأخبر به الرجل شيطانه الطائف بلاد الشيعة من عدم وجود من يحفظ القرآن منهم فسل حديث هذه الاکذوبة عن کتب التراجم ومعاجم السير، وراجع

[صفحه 304]

کتاب (کشف الاشتباه)[1] في رد موسي جار الله 444 تا 532 تجد هناک من حفاظ الشيعة وقرائهم مائة وثلثة وأربعين.


صفحه 302، 303، 304.








  1. تأليف العلم الحجة شيخنا المحقق الشيخ عبدالحسين الرشتي النجفي.