تكذيب حديثي ان عليا يذود الخلق يوم العطش وانه قسيم النار وال











تکذيب حديثي ان عليا يذود الخلق يوم العطش وانه قسيم النار والجواب عنه



قال: من آفات الشيعة قولهم: إن عليا يذود الخلق يوم العطش فيسقي

[صفحه 299]

منه أولياءه ويذود عنه أعداءه، وإنه قسيم النار وإنها تطيعه يخرج منها من يشاء ج 2 ص 21

جواب: لقد أسلفنا في الجزء الثاني ص 321، أسانيد الحديث الاول عن الائمة والحفاظ، وأوقفناک علي تصحيحهم لغير واحد من طرقه، وبقيتها مؤکدة لها، فليس هو من مزاعم الشيعة فحسب، وإنما اشترک معهم فيه حملة العلم والحديث من أصحاب الرجل لکن القصيمي لجهله بهم وبما يروونه، أو لحقده علي من روي الحديث في حقه يحسبه من آفات الشيعة.

وأما الحديث الثاني فکالاول ليس من آفات الشيعة بل من غرر الفضايل عند أهل الاسلام فأخرجه الحافظ أبوإسحاق إبن ديزيل المتوفي 281-280 عن الاعمش عن موسي بن ظريف عن عباية قال: سمعت عليا وهو يقول: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي ذا، وذري ذا.

وذکره إبن أبي الحديد في شرحه 1 ص 200 والحافظ إبن عساکر في تاريخه من طريق الحافظ أبي بکر الخطيب البغدادي.

وهذا الحديث سئل عنه الامام أحمد کما أخبر به محمد بن منصور الطوسي قال: کنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: ياأبا عبدالله ماتقول في هذا الحديث الذي يروي: ان عليا قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنکرون من هذا الحديث؟ أليس روينا إن النبي صلي الله عليه وآله قال لعي: لايحبک إلا مؤمن ولايبغضک إلا منافق؟ قلنا: بلي. قال: فأين المؤمن؟ قلنا: في الجنة. قال: فأين المنافق؟ قلنا:

في النار. قال: فعلي قسيم النار. کذا في طبقات أصحاب أحمد، وحکي عنه الحافظ الکنجي في الکفاية ص 22، فليت القصيمي يدري کلام إمامه.

هذه اللفظة أخذها سلام الله عليه من قول رسول الله صلي الله عليه وآله له فيما رواه عنترة عنه صلي الله عليه وآله انه قال: أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي و هذا لک. وبهذا اللفظ رواه إبن حجر في (الصواعق) ص 75.

ويعرب عن شهرة هذا الحديث النبوي بين الصحابة إحتجاج أميرالمؤمنين عليه السلام به يوم الشوري بقوله: انشدکم بالله هل فيکم أحد قال له رسول الله صلي الله عليه وآله: ياعلي؟ أنت قسيم الجنة يوم القيامة غيري؟ قالوا: أللهم لا. والاعلام يري هذه الجملة من

[صفحه 300]

حديث الاحتجاج صحيحا وأخرجه الدارقطني کما في الاصابة 75، ويري إبن أبي الحديد إستفاضة کلا الحديثين النبوي والمناشدة العلوية فقال في شرحه 2 ص 448.

فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض: انه قسيم النار والجنة، وذکر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين: أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا: لانه لماکان محبه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار. کان بهذا الاعتبار قسيم النار و الجنة. قال أبوعبيد: وقال غير هؤلاء: بل هو قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوما إلي الجنة وقوما إلي النار، وهذا الذي ذکره أبوعبيد أخيرا هوما يطابق الاخبار الواردة فيه: يقول للنار: هذا لي فدعيه، وهذا لک فخذيه.

وذکره القاضي في الشفا: انه قسيم النار. وقال الخفاجي في شرحه 163:3: ظاهر کلامه ان هذا مما أخبربه النبي صلي الله عليه وسلم إلا انهم قالوا: لم يروه أحد من المحدثين إلا ابن الاثير قال في النهاية: إلا ان عليا رضي الله عنه قال: أنا قسيم النار. يعني أراد ان الناس فريقان: فريق معي فهم علي هدي، وفريق علي فهم علي ضلال، فنصف معي في الجنة، ونصف علي في النار. انتهي. قلت: إبن الاثير ثقة، وما ذکره علي لا يقال من قبل الرأي فهو في حکم المرفوع، إذ لامجال فيه للاجتهاد، ومعناه: أنا ومن معي قسيم لاهل النار، أي مقابل لهم، لانه من أهل الجنة، وقيل: ألقسيم: القاسم کالجليس والسمير، وقيل. أراد بهم الخوارج ومن قاتله کما في النهاية.


صفحه 299، 300.