نسب مفتعلة علي الشيعة والجواب











نسب مفتعلة علي الشيعة والجواب



- قال: إن الشيعة في ايران نصبوا أقواس النصر، ورفعوا أعلام السرور والابتهاج في کل مکان من بلادهم لما انتصر الروس علي الدولة العثمانية في حروبها الاخيرة ص 18.

جواب: هذه الکلمة مأخوذة من الآلوسي الآنف ذکره وذکر فريته والجواب عنها ص 267 غير أن القصيمي کساها طلاء مبهرجة، وکم ترک الاول للآخر.

- قال: ألشيعة قائلون في علي وبنيه قول النصاري في عيسي بن مريم سواء مثلا من القول بالحلول والتقديس والمعجزات ومن الاستغاثة به ونداءه في الضراء والسراء والانقطاع إليه رغبة ورهبة ومايدخل في هذا المعني، ومن شاهد مقام علي أو مقام الحسين أو غيرهما من آل البيت النبوي وغيرهم في النجف وکربلا و غيرهما من بلاد الشيعة وشاهد مايأتونه من ذلک هنالک علم أن ماذکرناه عنهم دوين الحقيقة، وأن العبارة لايمکن أن تفي بما يقع عند ذلک المشاهد من هذه الطائفة، ولاجل هذا فإن هؤلاء لم يزالوا ولن يزالوا من شر الخصوم للتوحيد وأهل التوحيد ص 19.

جواب: أما الغلو بالتأليه والقول بالحلول فليس من معتقد الشيعة، وهذه کتبهم في العقايد طافحة بتکفير القائلين بذلک، والحکم بارتدادهم، والکتب الفقهية بأسرها حاکمة بنجاسة أسآرهم.

[صفحه 292]

وأما التقديس والمعجزات فليسا من الغلو في شئ فإن القداسة بطهارة المولد، ونزاهة النفس عن المعاصي والذنوب، وطهارة العنصر عن الديانا والمخازي لازمة منصة الائمة، وشرط الخلافة فيهم کما يشترط ذلک في النبي صلي الله عليه وآله.

وأما المعجزات فإنها من مثبتات الدعوي، ومتمات الحجة، ويجب ذلک في کل مدع للصلة بينه وبين مافوق الطبيعة، نبيا کان أو إماما، ومعجز الامام في الحقيقة معجز للنبي الذي يخلفه علي دينه وکرامة له، ويجب علي المولي سبحانه في باب اللطف أن يحقق دعوي المحق بإجراء الخوارق علي يديه، تثبيتا للقلوب، و إقامة للحجة، حتي يقربهم إلي الطاعة ويبعدهم عن المعصية، لدة مافي مدعي النبوة من ذلک، کما يجب ايضا أن ينقض دعوي المبطل إذا تحدي بتعجيزه کما يؤثر عن مسيلمة وأشباهه.

وإن من المفروغ عنه في علم الکلام کرامات الاولياء، وقد برهنت عليها الفلاسفة بما لامعدل عنه ويضيق عنه المقام، فإذا صح ذلک لکل ولي، فلماذا يعد غلوا في حجج الله علي خلقه؟ وکتب أهل السنة وتآليفهم مفعمة بکرامات الاولياء، کما أنها معترفة بکرامات مولانا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه.

وأما الاستغاثة والنداء والانقطاع وماأشار إليها فلا تعدو أن تکون توسلا بهم إلي المولي سبحانه، واتخاذهم وسائل إلي نجح طلباتهم عنده جلت عظمته، لقربهم منه، وزلفتهم إليه، ومکانتهم عنده، لانهم عباد مکرمون، لا لان لذواتهم القدسية دخلا في إنجاح المقاصد أولا وبالذات، لکنهم مجاري الفيض، وحلقات الوصل، ووسايط بين المولي وعبيده کما هو الشأن في کل متقرب من عظيم يتوسل به إليه وهذا حکم عام للاولياء والصالحين جميعا، وإن کانوا متفاوتين في مراحل القرب، کل هذا مع العقيدة الثابتة بأنه لامأثر في الوجود إلا الله سبحانه، ولا تقع في المشاهد المقدسة کلها من وفود الزائرين إلا ماذکرناه من التوسل[1] ، فأين هذه من مضادة التوحيد!؟ وأين هؤلاء من الخصومة معه ومع أهله؟! فذرهم ومايفترون إنما يفتري الکذب الذين لايؤمنون بآيات الله وأولئک هم الکاذبون.

[صفحه 293]


صفحه 292، 293.








  1. فصلنا القول في ذلک في الجزء الخامس من کتابنا هذا.