افائك علي الشيعة والجواب عنها











افائک علي الشيعة والجواب عنها



ذکر في ص 65 و64 عدة من عقايد الشيعة، جملة منها مکذوبة عليهم کشتمهم جمهور أصحاب رسول الله وحکمهم بارتدادهم إلا العدد اليسير، وقولهم: بأن الائمة يوحي إليهم[1] وان موت الائمة باختيارهم. وانهم اعتقدوا بتحريف القرآن ونقصانه وانهم يقولون. بان الحجة المنتظر إذا ذکر في مجلس حضر فيقومون

[صفحه 286]

له[2] وإنکارهم کثيرا من ضروريات الدين.

قال الاميني: نعم: ألشيعة لايحکمون بعدالة الصحابة أجمع، ولايقولون إلا بما جاء فيهم في الکتاب والسنة وسنوقفک علي تفصيله في النقد علي کتاب (الصراع بين الاسلام والوثنية). وأما بقية المذکورات فکلها تحامل ومکابرة بالافک، ثم جآء بکلمة عوراء، وقارصة شوهاء، ألا وهي قوله في ص 66 و65:

وماتکلم (يعني السيد محسن الامين) به في المتعة يکفي لاثبات ضلالهم، و عندهم متعة اخري يسمونها (ألمتعة الدورية) ويروون في فضلها ما يروون، وهي: أن يتمتع جماعة بامرأة واحدة، فتکون لهم من الصبح إلي الضحي في متعة هذا، ومن الضحي إلي الظهر في متعة هذا، ومن الظهر إلي العصر في متعة هذا، ومن العصر إلي المغرب في متعة هذا. ومن المغرب إلي العشاء في متعة هذا، ومن العشاء إلي نصف الليل في متعة هذا، ومن نصف الليل إلي الصبح في متعة هذا. فلا بدع ممن جوز مثل هذا النکاح أن يتکلم بماتکلم به ويسميه (ألحصون المنيعة) إلخ[3] .

نسبة المتعة الدورية وقل: الفاحشة المبينة إلي الشيعة إفک عظيم تقشعر منه الجلود، وتکفهر منه الوجوه، وتشمئز منه الافئدة، وکان الاحري بالرجل حين أفک أن يتخذله مصدرا من کتب الشيعة ولو سوادا علي بياض من أي ساقط منهم، بل نتنازل معه إلي کتاب من کتب قومه يسند ذلک إلي الشيعة، أو سماع عن أحد لهج به، أو وقوف منه علي عمل ارتکبه اناس ولو من أوباش الشيعة وأفنائهم، لکن المقام قد أعوزه عن کل ذلک لانه اول صارخ بهذا الافک الشائن، ومنه أخذ القصيمي في الصراع بين الاسلام والوثنية وغيره.

وليت الشيعة تدري متي کانت هذه التسمية؟ وفي أي عصر وقعت؟ ومن أول من سماها؟ ولم خلت عنها کتب الشيعة برمتها؟. أنا أقول وعند جهينة الخبر

[صفحه 287]

اليقين: هو هذا العصر الذهبي، عصر النور، عصر الآلوسي، وهو أول من سماها بعد أن إخترعها، والشيعة لم تعلمها بعد.

وليت الرجل ذکر شيئا من تلک الروايات التي زعم ان الشيعة ترويها في فضل المتعة الدورية، وليته دلنا علي من رواها، وعلي کتاب أو صحيفة هي مودعة فيها، نعم: ألحق معه في عدم ذکر ذلک کله لان الکذب لامصدر له إلا القلوب الخائنة، والصدور المملوکة بالوسواس الخناس.

وأما العلم الحجة سيدنا المحسن الامين (صاحب الحصون المنيعة) الذي يزعم الرجل انه يجوز مثل هذا النکاح ففي أي من تآليفه جوز ذلک؟ ولمن شافهه به؟ ومتي قاله؟ وأني نوه به؟ وها هو حي يرزق (مد الله في عمره) وهل هو إلا رجل هم[4] علم من أعلام الشريعة، وإمام من أئمة الاصلاح. لايتنازل إلي الدنايا، و لايقول بالسفاسف، ولا تدنس ساحة قدسه بهذه القذائف والفواحش؟.

هذه نبذة يسيرة من الافائک المودعة في رسالة (السنة والشيعة) وهي مع أنها رسالة صغيرة لاتعدو صفحاتها 132 لکن فيها من البوائق ما لعل عدتها أضعاف عدد الصفحات، وحسبک من نماذجها ماذکرناه.

إن الذين جآءوا بالافک عصبة منکم لاتحسبوه شرا لکم بل هو خير لکم لکل امرئ منهم مااکتسب من الاثم والذي تولي کبره منهم له عذاب عظيم

(سورة النور: 11)

[صفحه 288]


صفحه 286، 287، 288.








  1. يأتي البحث عن هذا ومايليه في الجزء الخامس انشاء الله تعالي.
  2. قيام الشيعة عند ذکر الامام ليس لحضوره کما زعمه الالوسي وانما هو لما جاء عن الامامين الصادق والرضا عليهماالسلام من قيامهما عند ذکره وهو لم يولد بعد، وليس هو الا تعظيما له کالقيام عند ذکر رسول الله المندوب عند اهل السنة کما في (السيرة الحلبية) 1 ص 90.
  3. يوافيک بسط القول في المتعة في الجزء السادس انشاء الله تعالي.
  4. أي ذو همة يطلب معالي الامور.