قذف شيخنا الصدوق، و معلم البشر المفيد و الفرية عليهما











قذف شيخنا الصدوق، و معلم البشر المفيد و الفرية عليهما



قال: يروي الطوسي عن إبن المعلم وهو يروي عن إبن مابويه الکذوب صاحب الرقعة المزورة، ويروي عن المرتضي ايضا. وقد طلبا العلم معا وقرءا علي شيخهما محمد بن النعمان، وهو أکذب من مسيلمة الکذاب، وقد جوز الکذب لنصرة المذهب. ص 57.

جواب: إن صاحب التوقيع الذي حسبه الرجل رقعة مزورة هو علي بن الحسين بن موسي بن بابويه (بالبائين الموحدتين لا المصدرة بالميم) وهو الصدوق الاول توفي 329 قبل مولد الشيخ المفيد إبن المعلم بسبع أو تسع سنين، فإنه ولد سنة 8-336 فليس من الممکن روايته عنه، نعم له رواية عن ولده الصدوق أبي جعفر محمد بن علي وليس هو صاحب التوقيع.

وليتني علمت من ذا الذي أخبر الآلوسي بأن شيخ الامة المفيد المدفون في رواق الامامين الجوادين صاحب القبة والمقام المکين أکذب من مسيلمة الکذاب الکافر بالله؟!.

ما أجرأه علي هذه القارصة الموبقة!؟ وکيف أحفه؟![1] وهذا اليافعي يعرفه في مرآته ج 3 ص 28 بقوله: کان عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الکثيرة

[صفحه 278]

شيخهم المعروف بالمفيد وبابن المعلم ايضا، ألبارع في الکلام والجدل والفقه، و کان يناظر أهل کل عقيدة مع الجلالة. والعظمه في الدولة البويهية، وقال إبن أبي طي: کان کثير الصدقات، عظيم الخشوع، کثير الصلاة والصوم، خشن اللباس.

وقول إبن کثير في تأريخه 12 ص 15: کان مجلسه يحضره کثير من العلمآء من سائر الطوائف. ينم عن انه شيخ الامة الاسلامية لا الامامية فحسب، فيجب إکباره علي أي معتنق بالدين.

أهکذا أدب العلم والدين؟ أفي الشريعة والاخلاق مساغ للنيل من أعراض العلماء والوقيعة فيهم والتحامل عليهم بمثل هذه القارصة؟ أفي ناموس الاسلام ما يستباح به أن يحط بمسلم إلي حضيض يکون أخفض من الکافر مهما شجر الخلاف واحتدم البغضآء؟! فضلا عن مثل الشيخ المفيد الذي هو من عمد الدين وأعلامه، و من دعاة الحق وأنصاره، وهو الذي أسس مجد العراق العلمي وأيقظ شعور أهليها وماذا عليه؟ غير أنه عرف المعروف الذي أنکره الآلوسي، وتسنم ذروة من العلم والعمل التي تقاعس عنها المتهجم.

وليته أشار إلي المصدر الذي أخذ عنه نسبة تجويز الکذب لنصرة المذهب إلي الشيخ المفيد من کتبه أو کتب غيره، أو إسناد متصل إليه، أما مؤلفاته فکلها خالية عن هذه الشائنة، ولانسبها إليه أحد من علمائنا، وأما الاسناد فلا تجد أحدا أسنده إليه متصلا کان أو مرسلا، فالنسبة غير صحيحة، وتعکير الصفو بالنسب المفتعلة ليس من شأن المسلم الامي فضلا عن مدعي العلم.


صفحه 278.








  1. أحف الرجل: ذکره بالقبح.