الكلام حول الكتب الأربعة











الکلام حول الکتب الأربعة



قال: إن الروافض زعموا أن أصح کتبهم أربعة: ألکافي. وفقه من لايحضره الفقيه. والتهذيب. والاستبصار، وقالوا: إن العمل بما في الکتب الاربعة من الاخبار واجب، وکذا بما رواه الامامي ودونه أصحاب الاخبار منهم، ونص عليه المرتضي وأبوجعفر الطوسي وفخر الدين الملقب عندهم بالمحقق المحلي[1] ص 55.

جواب: تعتقد الشيعة ان هذه الکتب الاربعة أوثق کتب الحديث، وأما وجوب العمل بما فيها من الاخبار، أوبکل مارواه إمامي ودونه أصحاب الاخبار منهم فلم يقل به أحد، وعلم الهدي المرتضي وشيخ الطائفة أبوجعفر ونجم الدين المحقق الحلي أبرياء مما قذفهم به، وهذا کتبهم بين أيدينا لايوجد في أي منها هذا البهتان العظيم، وأهل البيت أدري بما فيه.

ويشهد لذلک رد علماء الشيعة لفريق مما روي من أحاديث لطعن في إسناد أو مناقشة في المتن. ويشهد لذلک تنويعهم الاخبار علي أقسام أربعة: ألصحيح. ألحسن. ألموثق. ألضعيف. منذ عهد العلمين جمال الدين ألسيد أحمد بن طاوس الحسني، وتلميذه آية الله العلامة الحلي.

وليت الرجل يقف علي شروح هذه الکتب وفي مقدمها (مرآت العقول) شرح الکافي للعلامة المجلسي ويشاهد کيف يحکم في کل سند بما يأدي إليه إجتهاده من أقسام الحديث. أو کان يراجع الجزء الثالث من المستدرک للعلم ألحجة النوري حتي يرشده إلي الحق ويعلمه الصواب وينهاه عن التقول علي امة کبيرة (ألشيعة )

[صفحه 277]

بلا علم وبصيرة في أمرها.

ثم زيف الکتب الاربعة المذکورة بما فيها من الآحاد، واشتمال بعض أسانيدها برجال قذفهم بأشياء هم برءاء منها، وآخرين لايقدح إنحرافهم المذهبي في ثقتهم في الرواية، وأحاديث هؤلاء من النوع الذي تسميه الشيعة بالموثق، وهاک اناس يرمون بالضعف لکن خصوص رواياتهم تلک مکتنفة بإمارات الصحة، وعلي هذا عمل المحدثين من أهل السنة والشيعة في مدوناتهم الحديثية، فالرجل جاهل بدراية الحديث وفنونه، أو: راقه أن يتجاهل حتي يتحامل بالوقيعة، ولو راجع مقدمة (فتح الباري (في شرح صحيح البخاري لابن حجر، وشرحه للقسطلاني، وشرحه للعيني، وشرح مسلم للنووي وأمثالها لوجد فيها مايشفي غلته، وکف عن نشر الاباطيل مدته[2] .


صفحه 277.








  1. فخر الدين لقب شيخنا محمد بن الحسن العلامة الحلي. وأما المحقق فيلقب بنجم الدين وينسب إلي الحلة الفيحاء لا المحل.
  2. ألمدة: غمس القلم في الدواة مرة للکتابة.