ما أساء من أعقب
[صفحه 18] کل مافي الکتاب من تلکم الاقوال المختلقة، والنسب المفتعلة إن هي إلا کلم الطائش، تخالف التاريخ الصحيح، وتضاد ما أصفقت عليه الامة الاسلامية، وما أخبر به نبيها الاقدس. هل تناسب تقولاته في فاطمة مع قول أبيها صلي الله عليه وآله وسلم: فاطمة حورآء إنسية کلما اشتقت إلي الجنة قبلتها؟![4] . أو قوله صلي الله عليه وآله: ابنتي فاطمة حورآء آدمية؟![5] . أو قوله صلي الله عليه وآله: فاطمة هي الزهرة؟![6] . أو قول أم انس بن مالک؟!: کانت فاطمة کالقمر ليلة البدر أو الشمس کفر غماما، إذا خرج من السحاب بيضاء مشربة حمرة، لها شعر أسود، من أشد الناس برسول الله صلي الله عليه وسلم شبها، والله کما قال الشاعر: بيضاء تسحب من قيام شعرها فکأنها فيه نهار مشرق ولقبها الزهراء المتسالم عليه يکشف عن جلية الحال. وهل يساعد تلک التحکمات في ذکاء فاطمة وخلقها قول أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها کانت فاطمة تحدث في بطن أمها، ولما ولدت فوقعت حين وقعت علي الارض ساجدة رافعة اصبعها؟![9] . أويلائمها قول عايشة: مارأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا وحديثا برسول الله في قيامه وقعوده من فاطمة، وکانت إذا دخلت علي رسول الله قام إليها فقبلها ورحب بها، وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه؟![10] . [صفحه 19] م- وفي لفظ البيهقي في السنن 7 ص 101: مارأيت أحدا أشبه کلاما وحديثا من فاطمة برسول الله صلي الله عليه وسلم. ألحديث. وهل توافق مخاريقه في الامام علي صلوات الله عليه، وعدم بهاء وجهه، وعد فاطمة له دميما وکونه عابسا مع ماجاء في جماله البهي: انه کان حسن الوجه کأنه قمر ليلة البدر، وکأن عنقه إبريق فضة[11] ضحوک السن[12] فإن تبسم فعن مثال اللؤلؤ المنظوم؟![13] . وأين هي من قول أبي الاسود الدؤلي من أبيات له؟! إذا استقبلت وجه أبي تراب نعم: حسدوا الفتي إذ لم ينالوا فضله کضرائر الحسناء قلن لوجهها أو يخبرک ضميرک الحر في علي ماسلقه الرجل به من (التواني والتردد)؟! و علي ذلک المتقحم في الاحوال، والضارب في الاوساط والاعراض في المغازي والحروب، وهو الذي کشف الکرب عن وجه رسول الله في کل نازلة وکارسة منذ صدع بالدين الحنيف، إلي أن بات علي فراشه وفداه بنفسه، إلي أن سکن مقره الاخير. أليس علي هو ذلک المجاهد الوحيد الذي نزل فيه قوله تعالي: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام کمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله. وقوله تعالي: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله؟!؟![15] . فمتي خلي علي عن مقارعة الرجال والذب عن قدس صاحب الرسالة حتي يصح أن يعزي إليه توان أو تردد في أمر من الامور؟! غير ان القول الباطل لاحد له ولا أمد. [صفحه 20] وهل يتصور في أميرالمؤمنين تلک العشرة السيئة مع حليلته الطاهرة؟! والنبي يقول له: أشبهت خلقي وخلقي وأنت من شجرتي التي أنا منها[16] . وکيف يراه النبي صلي الله عليه وآله وسلم أفضل امته أعظمهم حلما، وأحسنهم خلقا، ويقول:علي خير امتي أعلمهم علما وأفضلهم حلما؟![17] . ويقول لفاطمة: إني زوجتک أقدم امتي سلما، وأکثرهم علما، وأعظمهم حلما؟![18] . ويقول لها: زوجتک أقدمهم سلما، وأحسنهم خلقا؟![19] . يقول هذه کلها وعشرته تلک کانت بمرئي منه ومسمع، أفک الدجالون، کان علي عليه السلام کما أخبر به النبي الصادق الامين. وهل يقبل شعورک ما قذف به الرجل فض الله فاه عليا بلکم فاطمة بضعة المصطفي؟! وعلي هو ذاک المقتص أثر الرسول وملا مسامعه قوله صلي الله عليه وآله لفاطمة: إن الله يغضب لغضبک، ويرضي لرضاک.[20] . وقوله صلي الله عليه وآله وهو آخذ بيدها: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بضعة مني، هي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني[21] . وقوله صلي الله عليه وآله: فاطمة بضعة مني، يريبني مارابها، ويؤذيني ماآذاها[22] . [صفحه 21] وقوله صلي الله عليه وآله: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني[23] . وقوله صلي الله عليه وآله: فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني مايبسطها[24] . وهل يقصر امتداح النبي عليا بقدم إسلامه؟! حتي يتفلسف في سره ويکون ذلک إرضاء لابنته، علي أن إمتداحه بذلک لو کان لتلک المزعمة لکان يقتصر صلي الله عليه وآله علي قوله لفاطمة في ذلک وکان يتأتي الغرض به، فلماذا کان يأخذ صلي الله عليه وآله بيد علي في الملا الصحابي تارة ويقول: إن هذا أول من امن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة؟ ولما ذا کان يخاطب أصحابه اخري بقوله: أولکم واردا علي الحوض أولکم اسلاما علي بن أبي طالب؟! وکيف خفي هذا السر المختلق علي الصحابة الحضور والتابعين لهم باحسان فطفقوا يمدحونه عليه السلام بهذه الاثارة کما يروي عن سلمان الفارسي. أنس بن مالک. زيد بن أرقم. عبدالله بن عباس. عبدالله بن حجل. هاشم بن عتبة. مالک الاشتر. عبدالله بن هاشم. محمد بن أبي بکر. عمرو بن الحمق. أبوعمرة عدي بن حاتم. أبورافع. بريدة. جندب بن زهير. ام الخير بنت الحريش[25] . وهل القول بقلة إلتفات النبي إلي علي يساعده القرآن الناطق بأنه نفس النبي الطاهر؟! أو جعل مودته أجر رسالته؟!. أو قوله صلي الله عليه وآله في حديث الطير المشوي الصحيح المروي في الصحاح والمسانيد: أللهم أئتني باحب خلقک إليک ليأکل معي؟!. أو قوله صلي الله عليه وآله وسلم لعايشة: إن عليا أحب الرجال إلي، وأکرمهم علي، فاعرفي له حقه وأکرمي مثواه؟![26] . أو قوله صلي الله عليه وآله: أحب الناس إلي من الرجال علي؟![27] . [صفحه 22] أو قوله صلي الله عليه وآله. علي خير من أترکه بعدي؟![28] . أو قوله صلي الله عليه وآله: خير رجالکم علي بن أبي طالب، وخير نساءکم فاطمة بنت محمد؟![29] . أو قوله صلي الله عليه وآله: علي خير البشر فمن أبي فقد کفر؟![30] . أو قوله صلي الله عليه وآله: من لم يقل علي خير الناس فقد کفر؟[31] . أو قوله صلي الله عليه وآله: في حديث الراية المتفق عليه: لا عطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله؟ أو قوله صلي الله عليه وآله: علي مني بمنزلة الرأس) رأسي) من بدني أو جسدي؟[32] . أو قوله صلي الله عليه وآله: علي مني بمنزلتي من ربي؟[33] . أو قوله صلي الله عليه وآله: علي أحبهم إلي وأحبهم إلي الله[34] . أو قوله صلي الله عليه وآله لعلي: أنا منک وأنت مني. أو: أنت مني وأنا منک؟[35] . أو قوله صلي الله عليه وآله: علي مني وأنا منه، وهو ولي کل مؤمن بعدي؟[36] . أو قوله صلي الله عليه وآله في حديث البعث بسورة البراءة المجمع علي صحته: لايذهب بها إلا رجل مني وأنا منه[37] . [صفحه 23] أو قوله صلي الله عليه وآله وسلم: لحمک لحمي ودمک دمي والحق معک؟[38] . أو قوله صلي الله عليه وآله وسلم: مامن نبي إلا وله نظير في امته وعلي نظيري؟[39] . أو ما صححه الحاکم وأخرجه الطبراني عن ام سلمة قالت: کان رسول الله إذا أغضب لم يجترئ أحد أن يکلمه غير علي؟[40] . أو قول عايشة: والله مارأيت أحدا أحب إلي رسول الله من علي ولا في الارض امرأة کانت أحب إليه من امرأته؟[41] . أو قول بريدة وابي: أحب الناس إلي رسول الله صلي الله عليه وآله من النساء فاطمة ومن الرجال علي؟![42] . أو حديث جميع بن عمير؟ قال: دخلت مع عمتي علي عايشة فسألت أي الناس أحب إلي رسول الله؟! قالت: فاطمة. فقيل: من الرجال؟ قالت زوجها، إن کان ما علمت صواما قواما[43] . وکيف کان رسول الله صلي الله عليه وآله يقدم الغير علي علي في الالتفات إليه؟! وهو أول رجل إختاره الله بعده من أهل الارض لما اطلع عليهم کما أخبر به صلي الله عليه وآله لفاطمة بقوله: إن الله اطلع علي أهل الارض فاختار منه أباک فبعثه نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار بعلک فأوحي إلي فأنکحته واتخذته وصيا[44] . [صفحه 24] وبقوله صلي الله عليه وآله: إن الله اختار من أهل الارض رجلين أحدهما أبوک والآخر زوجک[45] . وإني لايسعني المجال لتحليل کلمة الرجل: وکان صهرا النبي الامويان. إلخ: وحسبک في مداراة عثمان الکريم حديث أنس عن رسول الله لما شهد دفن رقية إبنته العزيزة وقعد علي قبرها ودمعت عيناه فقال: أيکم لم يقارف الليلة أهله؟! فقال أبوطلحة: أنا. فأمره أن ينزل في قبرها. قال إبن بطال: أراد النبي صلي الله عليه وسلم أن يحرم عثمان النزول في قبرها وقد کان أحق الناس بذلک لانه کان بعلها وفقد منها علقا لاعوض منه لانه حين قال عليه السلام: أيکم لم يقارف الليلة أهله؟! سکت عثمان ولم يقل: أنا. لانه قد قارف ليلة ماتت بعض نسائه، ولم يشغله الهم بالمصيبة وانقطاع صهره من النبي صلي الله عليه وسلن عن المقارفة فحرم بذلک ما کان حقا له وکان أولي به من أبي طلحة وغيره. وهذا بين في معني الحديث ولعل النبي صلي الله عليه وسلم قد کان علم ذلک بالوحي فلم يقل له شيئا لانه فعل فعلا حلالا غير أن المصيبة لم تبلغ منه مبلغا يشغله حتي حرم ماحرم من ذلک بتعريض غير صريح. (ألروض الانف 2 ص 107) وما عساني أن أقول في أبي العاص الذي کان علي شرکه إلي عام الحديبية، واسر مع المشرکين مرتين، وفرق الاسلام بينه وبين زوجته زينب بنت النبي صلي الله عليه وآله ست سنين، وهاجرت مسلمة وترکته لشرکه، ولم ترد قط بعد إسلامه کلمة تعرب عن صلته مع النبي ومداراته له فضلا عن مقايسته بعلي. أبي ذريته وسيد عترته. وقد اتهم الرجل نبي الاسلام بعدم العمل علي سعادة إبنته الطاهرة المطهرة بنص الکتاب العزيز، ويقذف عليا بالتألم من ذلک، وکان صلي الله عليه وآله إذا أصبح أتي باب علي وفاطمة وهو يقول: يرحمکم الله إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا. وکان لم يزليقول: فاطمة أحب الناس إلي. ويقول: أحب الناس إلي من النساء فاطمة. ويقول: أحب أهلي إلي فاطمة. [صفحه 25] وکان عمر يقول لفاطمة: والله مارأيت أحدا أحب إلي رسول الله منک[46] . وما أقبح الرجل في تقوله علي النبي صلي الله عليه وآله بعده لعلي غير قوام بجليل الاعمال. وقد وازره وناصره وعاضده بتمام معني الکلمة بکل حول وطول من بدء دعوته إلي آخر نفس لفظه، فصار بذلک له نفسا وأخا ووزيرا ووصيا وخليفة ووارثا ووليا بعده، وکان قائده الوحيد في حروبه ومغازيه، وهو ذلک الملقب بقائد الغر المحجلين وحيا من الله العزيز في ليلة أسري بنبيه من المسجد الحرام إلي المسجد الاقصي[47] . وأسوء من ذلک کله عد الرجل أزواج النبي عدوات علي وفاطمة وقد ذکر تنازع عايشة معهما وام سلمة وبسط القول في ذلک بنقل حادثة موضوعة، وشکل هناک حزبين منهن دمقراطي رستودمقراطي، وتقول بما يمس ناموس النبي وکرامة أزواجه امهات المؤمنين، ويمثل آل الله بکل جلافة وسلافة. ليت شعري کيف يروق المترجم عد عايشة عدوة لفاطمة وهي تقول: مارأيت أحدا قط أفضل من فاطمة غير أبيها م - أخرجه الطبراني في الاوسط بسند صحيح علي شرط الشيخين کما في شرح المواهب 3 ص 202 و الشرف المؤبد ص 58. وهي کانت تقبل رأس فاطمة وتقول: ياليتني شعرة في رإسک نزهة المجالس 2 ص 227. وکيف يرتضي قومه نشر هذه القارصة والقرآن أوجب علي الامة مودة العترة النبوية[48] .ومن المتسالم عليه بين المسلمين ان آية الايمان والنفاق في شرعة النبي المحبوب حب علي وبغضه کما يأتي حديثه. وقد اتفقت الامة علي مامر في حديث الغدير من قول رسول الله صلي الله عليه وآله في علي: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. وصح عن النبي صلي الله عليه وآله قوله: من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، [صفحه 26] ومن آذي عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله[49] وأخبر صلي الله عليه وآله عن جبرئيل انه أخبره بان السعيد کل السعيد من أحب عليا في حياتي وبعد مماتي، ألا وإن الشقي کل الشقي من أبغض عليا في حياتي وبعد مماتي[50] . وکيف خفي علي هذا الرجل ان عزو عداء سيد العترة وسيدتها إلي زوجات النبي قذف مقذع، وسب شائن إن عرض علي محکمة العدل الاسلامي واخذ بقوله صلي الله عليه وآله في عترته: لايحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولايبغضهم إلا شقي الجد ردئ الولادة[51] أو بما ورد من طريق الثقات من: أن عليا لايبغضه أحد قط إلا وقد شارک إبليس أباه في رحم امه[52] . أو بما أخرجه الحافظ الجزري عن عبادة الصامت قال: کنانبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإذا رأينا أحدهم لايحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وانه لغير رشدة. ثم قال الحافظ: وهذا مشهور من قديم وإلي اليوم انه مايبغض عليا رضي الله عنه إلا ولد زنا. (أسني المطالب ص 8) هذه نبذ من مخاريق کتاب (حياة محمد) وکم لها من نظير حول القرآن وتحريفه، وهناک قذف الشيعة بما هي بريئة منه، والعجب ان عادل زعيتر يحسب نفسه معذورا في بث هذه الاباطيل المضلة في المجتمع بقوله في مقدمة الکتاب: وقد کنت أود أن اعلق عليها بعض حواش لو لم أر ان ذلک يخرجني عن دائرة الترجمة أمن العدل سقاية روح الملا الديني بهذه السموم القتالة والاعتذار بمثل هذا التافه؟! أهکذا خلق الانسان جهولا؟!. إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة (سورة النور 19) [صفحه 27]
أنا لا ألوم المؤلف -جدع الله مسامعه- وإن جاء بأذني عناق[1] إذ هو من قوم حناق علي الاسلام، وهو مع ذلک جرف منهال وسحاب منجال[2] ينم کتابه عن عجره وبجره. وإنما العتب کل العتب علي المترجم الجاني علي الاسلام والشرق والعرب وهو يحسب نفسه منها نعم جدب السوء يلجئ إلي نجعة سوء[3] والجنس إلي الجنس يميل.
وتغيب فيه وهو جثل أسحم[7] .
وکأنه ليل عليها مظلم[8] .
رأيت البدر حار الناظرينا[14] .
فالناس أعداء له وخصوم
حسدا وبغضا: إنه لدميم
صفحه 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 27.