الكلام حول معاوية و يزيد











الکلام حول معاوية و يزيد



وفي کتاب المعتضد الذي تلي علي رؤوس الاشهاد في أيامه مانصه: ومنه: إيثاره (يعني معاوية) بدين الله، ودعاؤه عباد الله إلي ابنه يزيد المتکبر الخمير صاحب الديوک والفهود والقرود، وأخذه البيعة له علي خيار المسلمين بالقهر والسطوة والتوعيد والاخافة والتهدد والرهبة، وهو يعلم سفهه، ويطلع علي خبثه ورهقه، ويعاين سکرانه وفجوره وکفره، فلما تمکن منه مامکنه منه ووطأه له وعصي الله ورسوله فيه، طلب بثارات المشرکين وطوائلهم عند المسلمين، فأوقع بأهل الحرة الوقيعة التي لم يکن في الاسلام أشنع منها ولا أفحش مما ارتکب من الصالحين فيها، وشفي بذلک عبد نفسه وغليله، وظن أن قدانتقم من أولياء الله، وبلغ النوي لاعداء الله فقال مجاهرا بکفره ومظهرا لشرکه:


ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الاسل


قد قتلنا القرم من ساداتهم
وعدلنا ميل بدر فاعتدل


فأهلوا واستهلوا فرحا
ثم قالوا: يايزيد لاتشل


لست من خندف إن لم أنتقم
من بني أحمد ماکان فعل

[صفحه 261]

لعبت هاشم بالملک فلا
خبر جاء ولا وحي نزل


هذا هو المروق من الدين، وقول من لايرجع إلي الله وإلي دينه ولا إلي کتابه ولا إلي رسوله، ولا يؤمن بالله ولا بما جآء من عند الله، ثم من أغلط ما انتهک، و أعظم مااخترم سفکه دم الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم مع موقعه من رسول الله صلي الله عليه وسلم ومکانه منه ومنزلته من الدين والفضل وشهادة رسول الله له ولاخيه بسيادة شباب أهل الجنة إجتراء علي الله، وکفرا بدينه، وعداوة لرسوله ومجاهدة لعترته، وإستهانة بحرمته، فکأنما يقتل به وبأهل بيته قوما من کفار أهل الترک والديلم، لا يخاف من الله نقمة، ولا يرقب منه سطوة، فبتر الله عمره، واجتث أصله وفرعه، وسلبه ماتحت يده، وأعد له من عذابه وعقوبته مااستحقه بمعصيته. إلخ.

راجع تأريخ الطبري 11 ص 358


صفحه 261.