فرية علي الشيعة و الجواب عنها











فرية علي الشيعة و الجواب عنها



يعزو إلي الشيعة في 2 ص 196 مشفوعا ذلک بالتکذيب منه أن منهم من زعم أن الابل البخاتي إنما نبتت لها الاسنمة من ذلک اليوم يوم سبي عقايل بيت الوحي يوم کربلا لتستر عوراتهن من قبلهن ودبرهن.

جواب: لاأحسب ان في الشيعة معتوها يزعم أن الاسنمة الموجودة في الابل بخاتيها وعرابيها منذ کونت حدثت بعد واقعة الطف، ألشيعة لايقول ذلک وانما يأفک بهم من أفک، وهو يريد الوقيعة فيهم بإسناد التافهات إليهم، ولايعتقد الشيعي أن حرائر النبوة وإن سلبن الحلي، والحلل، والازر، والاخمرة، مضين في السبي عراة، و استقبلهن شئ من مظاهر الخزي، فإن عطف المولي لهن کان يأبي ذلک کله.

نعم: إنتابتهن محن ونوائب وکوارث وشدايد في سبيل جهادهن کما انتابت رجالهن في سبيل جهادهم، وکلما ينتاب المجاهد بعين الله وفي سبيله فهي مأثرة له لامخزاة فإنهن شارکن الرجال في تلک النهضة المقدسة التي أسفرت عن فضيحة الامويين ومکائدهم ونواياهم السيئة علي الدين والمسلمين، وإضمارهم إرجاع الملا الديني إلي الجاهلية الاولي.

لکن حسين الدين والهدي، ألمفوض إليه کلائة دين جده عن عادية أعدائه، ألناظر إلي هاتيک الاحوال من أمم، وقف هو وآله وأصحابه ونساؤه ذلک الموقف الرهيب، فأنهوا إلي الجامعة الدينية مقاصد القوم، وأبصروهم المعاول الهدامة لتدمير الشريعة في أيدي آل امية، وإن ذلک المقعي علي أنقاض الخلافة الاسلامية لاصلة له برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، ولانصيب له من الخلافة عنه، ولم يزل عليه السلام يتلو هاتيک الصحيفة السوداء لبني صخر حتي لفظ نفسه الاخير في مشهد يوم الطف، وحتي انتهي السير بنساؤه وذراريه إلي الشام.

هنالک مجت النفوس آل حرب وأشياعهم، وتعاقبت عليهم الثورات، حتي اکتسح الله سبحانه معرتهم عن أديم الارض أيام مروان الحمار، ذلک بما کسبت أيديهم وما الله بظلام للعبيد. وهذا مغزي مايقال: من أن دين الاسلام کما أنه محمدي الحدوث فهو حسيني البقاء.

[صفحه 247]

هذه حقيقة راهنة مدعمة بالبراهين لکن إبن کثير ونظرائه من حملة الروح الاموية لاينقطعون عن تحاملهم علي شيعة الحسين عليه السلام بنسبة الاکاذيب إليهم، وقذفهم بالقوارص.

هذه نماذج يسيرة من جنابات إبن کثير علي العلم وودائع الاسلام، وتمويهه علي الحقايق، ولا يسعنا استيعاب ماأودع في طي کتابه من عجره وبجره، ولو أردنا أن نسرد کل مافيه أو جله من المخاريق والتافهات والاضافات المفتعلة إلي الابرياء، والسباب المقذع لرجال الشيعة عند ذکر تاريخهم من دون أي مبرر، و التحامل عليهم بما يستقبحه الوجدان والعقل السليم، لجاء منه کتاب حافل، لکنانمر عليها کراما.

ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولي ونصله جهنم وساءت مصيرا

(النساء 115)

[صفحه 248]


صفحه 247، 248.