تسافل الشرق أو انحطاط العرب











تسافل الشرق أو انحطاط العرب



لاأحسب أن بسطاء الامة الاسلامية فضلا عن أعلامها تخفي عليهم الغايات المتوخاة في أمثال هذه الکتب المزورة، ولاتأمرهم أحلامهم قط بنشر ماخطته تلکم

[صفحه 14]

الاقلام المستأجرة لزعانفة الجاهلية، ولايحسب أي حامل حساسات الحيابين جنبيه ان في تلکم التآليف فائدة طائلة قصرت عنها يد الشرق التي هي عاصمة علم الدنيا، و مرتکز لواء کل فضيلة ومحمدة إجتماعية.

ولايهجس في خلد أي محنک أن في طي تلکم الکلم مقيلا من ظل الحقيقة، أو أن أحدا من اولئک الاساتذة المستشرقين قد أتي بفکرة صالحة جديدة في إصلاح المجتمع من شؤون إجتماعية، أخلاقية، سياسية، أدبية، روحية لم يأت بها نبي الاسلام في کتابه وسنته، حاشانبي الاصلاح المبعوث لتتميم مکارم الاخلاق.

فما حاجة الامة العربية الآخذة بناصية الشرق إلي ترجمة هذه التآليف الفارغة عن أدب الدين، أدب العلم. أدب النزاهة. أدب العفة. أدب الصدق والامانة. أدب الحق والحقيقة؟!.

وما هذا الانحطاط والتسافل البالغ في العروبة، وقد أصبحت) العياذ بالله (في مسيس الحاجة إلي هذه الکتب المخزية تأليف کل خائر بائر، تأليف من صفرت يداه عن کل خير، والضلال سجيته وقرواه؟!.

کيف تفتقر الامة الاسلامية (ولا تفتقر ولن تفتقر) إلي تلک الکتب!؟ ولها کتابها العربي المقدس، کتابها الاجتماعي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، کتابها الذي لاريب فيه، هدي للمتقين، کتابها الباحث عن الآداب الاجتماعية وشؤون الصالح العام التي قوامها الحکمة، وأساسها العدل والاحسان، وجامعها العفة و القداسة والحنان.

وکيف تفتقر وهي حاملة السنة النبوية؟! تلک السنة الطافحة بغرر الحکم الاجتماعية، والاحکام الحقوقية، والجزائية، والمدنية، والدفاعية، ومابه انتظام الکون في قمع المظالم، وصيانة الحقوق، ودستور المعاش والمعاد، وحفظ الصحة، والمصالح العامة، ومباني الترقي، ومنقذات البشر من مخالب الجهل والضلال، ودروس التقدم في عالم الرشد والصلاح.

تلک السنة المؤسسة للحياة السياسية، وروح الوحدة الاجتماعية، والجوامع الاخلاقية، والفضايل النفسية، والحقوق النوعية والشخصية التي عليها مدار نظام حياة

[صفحه 15]

النوع الانساني، وتدبير شؤون المجتمع البشري في جميع أدوار الدنيا، وقرونها المتکثرة.

وکيف تفتقر؟! وبين يديها برنامج الاصلاح الحيوي المشتمل لموجبات الامن والدعة والسلام والوءام والنزوع إلي کل صالح، والانحياز عن کل مايفکک عري المدنية الصحيحة، والحضارة الراقية، والدين المبين، ألا وهو کتاب نهج البلاغة (للامام أميرالمؤمنين تأليف الشريف الرضي) الذي تراه فلاسفة الدنيا دون کلام ألخالق وفوق کلام المخلوق.


صفحه 14، 15.