بين علي وسهيل بن عمرو
فقد روي النسائي عن علي عليه السلام أنه قال: (قالوا: لو نعلم أنه رسول الله ما قاتلناه. أمحها. قلت: هو والله رسول، وإن رغم أنفک. ولا والله، لا أمحوها. فقال لي رسول الله (ص): أرنيه. فأريته، فمحاها وقال: أما إن لک مثلها. وستأتيها وأنت مضطر)[1] . ومما يؤيد أن المشادة بين سهيل بن عمرو وعلي، النصوص الآتية: 1 ـ ما روي عن علي عليه السلام أنه قال: ( قال لي رسول الله (ص): يا علي، إني لرسول الله، وإني لمحمد بن عبد الله، ولن يمحو عني الرسالة کتابي إليهم: من محمد بن عبد الله، فاکتب: محمد بن عبد الله. فراجعني المشرکون في هذا)[2] . 2 ـ ويقول نص آخر عنه عليه السلام: (فقال سهيل بن عمرو: امح (رسول الله (ص)، فإنا لا نقر لک بذلک ولا نشهد لک به، اکتب اسمک واسم أبيک. فامتنعت من محوه. فقال النبي (ص): أمح يا علي وستدعي لمثلها فتجيب وأنت علي مضض)[3] . فعلي عليه السلام إذن. إنما امتنع عن إجابة طلب سهيل بالمحو، ولم يمتنع عن امتثال أمر رسول الله (ص). 3 ـ وعن علي عليه السلام: أنه قال لسهيل بن عمرو: بل رسول الله وانفک راغم. فقال لي رسول الله: اکتب ما أراد، وستعطي يا علي بعدي مثلها. فلما کتبت الصلح بيني وبين أهل الشام الخ[4] . 4 ـ وفي نص آخر، قال علي: (فغضبت، فقلت: بلي ـ والله ـ إنه لرسول الله، وإن رغم أنفک. فقال رسول الله (ص): اکتب ما يأمرک إن لک مثلها ستعطيها، وأنت مضطهد)[5] . 5 ـ وأوضح من ذلک وأصرح تلک الرواية التي تقول: إنه لما طلب سهيل بن عمرو محو (بسم الله الرحمان الرحيم ). قال النبي (ص) لعلي: أمح ما کتبت. فقال أمير المؤمنين: لولا طاعتک لما محوتها. فمحاها. وکتب: باسمک اللهم. فقال له النبي (ص): اکتب: هذا ما قاضي عليه محمد رسول الله (ص) سهيل بن عمرو. فقال سهيل: لو أجبتک في الکتاب الذي بيننا وبينک إلي هذا لأقررت بالنبوة، أمح هذا، واکتب اسمک. فقال علي: والله، أنه لرسول الله علي رغم أنفک. فقال سهيل: اکتب اسمه يمضي الشرط. فقال علي: ويلک يا سهيل، کف عن عنادک. فقال عليه السلام: امحها يا علي. فقال: إن يدي لا تنطلق بمحو اسمک من النبوة. فقال: فضع يدي عليها. فمحاها (ص). وقال لأمير المؤمنين: إنک ستدعي إلي مثلها فتجيب علي مضض. وتمم الکتاب[6] .
وقد صرحت بعض النصوص بأن علياً عليه السلام إنما رفض طلب سهيل بن عمرو بالمحو وکانت بينهما مشادة کلامية انتهت بمبادرة رسول الله (ص) إلي محو اسمه الشريف. وذلک من أجل حفظ موقع علي عليه السلام أمام ذلک العدو اللجوج، ولکي يبر قسمه.