المسلمون يمنعون علياً من المحو











المسلمون يمنعون علياً من المحو



وهذه طائفة من النصوص أوردها المؤرخون، والمحدثون الأثبات تورد تفصيل هذه القضية، بصورة لا تدع مجالاً للشک في أن علياً عليه السلام، کان يمتثل ما يأمره به النبي (ص)، ولم يبد أي اعتراض علي الإطلاق. والمسلمون هم الذين کانوا يعترضون. ويأخذون بيد علي عليه السلام، ويمنعونه من الکتابة.

ونذکر من هذه النصوص ما يلي:

ألف: يقول الواقدي: (فأمر النبي (ص) علياً يکتب. فقال رسول الله (ص): اکتب بسم الله الرحمان الرحيم.

فقال سهيل: لا أعرف الرحمان.اکتب کما نکتب: باسمک اللهم.

فضاق المسلمون من ذلک، فقالوا:هو الرحمان. وقالوا لا تکتب إلا الرحمان.

قال سهيل: إذاً لا أقاضيه علي شئ.

فقال رسول الله (ص): اکتب باسمک اللهم،هذا ما اصطلح عليه رسول الله.

فقال سهيل: لو أعلم أنک رسول الله ما خالفتک، واتبعتک. أفترغب عن اسمک، واسم أبيک: محمد بن عبد الله؟!

فضج المسلمون منها ضجة هي أشد من الأولي،حتي ارتفعت الأصوات. وقام من أصحاب رسول الله (ص) يقولون: لا نکتب إلا محمد رسول الله.

فحدثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي فروة، عن واقد بن عمرو، قال: حدثني من نظر إلي أسيد بن حضير، وسعد بن عبادة أخذا بيد الکاتب فأمساکاها، وقالا: لا نکتب إلا محمد رسول الله، وإلا فالسيف بيننا، علام نعطي هذه الدنية في ديننا؟!

فجعل رسول الله (ص) يخفضهم، ويومئ بيده إليهم: اسکتوا. وجعل حويطب يتعجب مما يصنعون، ويقبل علي مکرز بن حفص ويقول: ما رأيت قوماً أحوط لدينهم من هؤلاء القوم!!.

فقال رسول الله (ص): اکتب باسمک اللهم. فنزلت هذه الآية في سهيل، حين أبي أن يقربا الرحمان: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَي}.

فقال رسول الله (ص): أنا محمد بن عبد الله، فاکتب.

فکتب باسمک اللهم، هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبدالله، وسهيل بن عمرو. الخ..[1] .

ب - وقال البعض، بعد ذکره لاعتراض سهيل علي کتابة البسملة، وکتابة: رسول الله:

قال عليه السلام لعلي: اکتب ما يريدون. فهمّ المؤمنين أن يأبوا ذلک، ويبطشوا بهم، فأنزل الله السکينة عليهم، فتوقّروا، وحلموا. مع أن أصل الصلح لم يکن عندهم بمحل من القبول أول الأمر[2] .

ج ـ قال المؤرخ الثبت ابن واضح اليعقوبي: (تنازعوا بالکتاب لما کتب: (بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله) حتي کادوا أن يخرجوا إلي الحرب. وقال سهيل بن عمرو: لو علمنا أنک رسول الله ما قاتلناک.

وقال المسلمون: لا تمحها.

فأمر رسول الله أن يکفوا، وأمر علياً فکتب: باسمک اللهم، من محمد بن عبد الله. وقال: اسمي واسم أبي لايذهبان بنبوتي)[3] .

د ـ وفي رواية مروان بن الحکم والمِسور بن مخرمة: أن المسلمين هم الذين رفضوا کتابة باسمک اللهم[4] .

هـ ـ وعن عمر بن الخطاب: إن رسول الله (ص) کان يکتب بينه وبين أهل مکة فقال: اکتب بسم الله الرحمان الرحيم.

فقالوا: لو نري ذلک صدقنا.ولکن اکتب کما کنت تکتب: باسمک اللهم.

قال: فرضي رسول الله (ص)، وأبيت، حتي قال:يا عمر، تراني قد رضيت، وتأبي؟!

قال: فرضيت.

قال الهيثمي: قلت: حديث عمر في الصحيح بغير هذا السياق رواه البزار ورجاله رجال الصحيح[5] .









  1. المغازي للواقدي ج2 ص610 و611 وراجع: سبل الهدي والرشاد ج5 ص54 وإمتاع الإسماع ج1 ص296 وغاية البيان في تفسير القرآن ج6 ص58 و59 وراجع: السيرة النبوية والآثار المحمدية، لزيني دحلان ج2 ص43.
  2. روح المعاني ج9 ص 50 والکشاف للزمخشري ج3 ص 542.
  3. تاريخ اليعقوبي ج2 ص54.
  4. ستأتي مصادر هذه الرواية إن شاء الله تعالي.
  5. مجمع الزوائد ج6 ص146 عن البزار.