النصوص الساكتة











النصوص الساکتة



هناک نصوص ذکرت هذه القضية، ولم تشر إلي رفض علي عليه السلام إطاعة أمر النبي بمحو شئ. وقد روي بعضها أعداء علي عليه السلام وشانئوه. وذلک يقرّب أن يکون علي قد رفض طلب سهيل بن عمرو بعد مشادة کلامية حصلت بينهما.

بل إن مروان والمسور بن مخرمة لم يدعهما حقدهما علي علي (ع) أن يذکرا اسمه في روايتهما، فلو کان ثمة ما يأخذانه عليه لم يترکا التصريح باسمه، والتشنيع عليه به.

ونذکر من هذه النصوص:

1 ـ أن ابن حبان وغيره يذکرون اعتراض سهيل بن عمرو علي کتابة البسملة،ثم علي کتابة کلمة (رسول الله) ثم يقولون:

(فقال رسول الله (ص): اکتب محمد بن عبد الله، وسهيل بن عمرو.

فکتب: محمد بن عبد الله: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو)[1] .

وقريب من ذلک روي عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً.

وحسب نص اليعقوبي عن علي: (فقال سهيل: لو علمنا: إنک رسول الله ما قاتلناک. فمحا رسول الله اسمه بيده، وأمرني فکتبت: من محمد بن عبد الله. وقال: إن اسمي واسم أبي لا يذهبان بنبوتي)[2] .

2 ـ وفي نص الزهري: أنه لما اعترض سهيل علي کتابة الاسم قال (ص): اکتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو الخ[3] .

3 ـ وهناک ما قاله ابن عباس للحرورية، حيث (قالوا: لو نعلم إنک رسول الله ما قاتلناک، ولکن اکتب اسمک واسم أبيک. فقال: اللهم انک تعلم إني رسولک. ثم أخذ الصحيفة فمحاها بيده، ثم قال: يا علي اکتب: هذا ما صالح عليه الخ)[4] .

4 ـ وکذا ما روي عن أنس بن مالک في حکايته لهذه القضية، فإنه أيضاً لم يشر إلي أي تمنع من علي عليه السلام.

5 ـ وهناک أيضاً رواية مروان بن الحکم والمسور بن مخرمة ـ وهما من أعداء علي عليه السلام، ولذا لم يصرحا باسم علي کاتب الصحيفة ـ فانهما أيضاً لم ينسبا إلي علي ما يشير إلي امتناعه عن تلبية طلب النبي (ص) بالمحو. بل لقد أشار إلي أن المسلمين هم الذين عارضوا، فقد قالا: (فقال المسلمون: والله لا نکتبها إلا: بسم الله الرحمان الرحيم)[5] .

6 ـ ويروي المعتزلي عن علي عليه السلام، أنه (ص) قال له: (يا علي، إني لرسول الله، وأنا محمد بن عبد الله، ولن يمحو عني الرسالة کتابي لهم: من محمد بن عبد الله، فاکتبها، وامح ما أراد محوه. أما إن لک مثلها ستعطيها وأنت مضطهد)[6] .

7 ـ ويذکر نص آخر: أن سهيل بن عمرو أمسک بيد رسول الله (ص)، وقال: لقد ظلمناک إن کنت رسوله، اکتب في قضيتنا ما نعرف.

فقال: اکتب: هذا ما صالح محمد بن عبدالله.

فبينما نحن کذلک، إذ خرج علينا ثلاثون شاباً.. الخ..[7] .









  1. الثقات ج1 ص300 و301 وراجع: الکافي ج8 ص269 عن الإمام الصادق مع بعض إضافات وتغييرات لا تضر. وراجع: البحار ج20 ص368 وتفسير نور الثقلين ج5 ص68 وتفسير البرهان ج4 ص194 وراجع: الاکتفاء للکلاعي ج2 ص240 وتاريخ ابن الوردي ج1 ص166 وحياة محمد لهيکل ص374.
  2. تاريخ اليعقوبي ج2 ص189 وراجع:البداية والنهاية ج7 ص277 و281.
  3. راجع: تاريخ الأمم والملوک ج5 ص634 والبداية والنهاية ج4 ص168 وأنساب الأشراف ج1 ص349 و350 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص331 و332 والسيرة النبوية لابن کثير ج3 ص320 و321 ومستدرک الحاکم ج3 ص153 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامشه). ومسند أحمد ج1 ص86.
  4. الرياض النضرة المجلد الثاني ص227، وإحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص522 وراجع: مسند أحمد ج1 ص342 وخصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للنسائي ص148 / 149 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص200 عن أحمد وأبي داود ومستدرک الحاکم ج3 ص151 وتلخيص المستدرک للذهبي (مطبوع بهامشه) وصححاه علي شرط مسلم، وتاريخ اليعقؤبي ج2 ص192.
  5. روايتا أنس ومروان والمسور توجدان معاً أو إحداهما، أو بدون تسمية في المصادر التالية: صحيح البخاري ج2 ص 79 و78 والمصنف للصنعاني ج5 ص337 ومسند أحمد ج3 ص268 وج4 ص330 و325 وجامع البيان ج25 ص63 والدار المنثور ج6 ص77 عنهم وعن عبد بن حميد، والنسائي وأبي داود،وابن المنذر، وصحيح مسلم ج5 ص175 والمواهب اللدنية ج1 ص128 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص370 و371 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص198 و200 والبداية والنهاية ج4 ص175 ومختصر تفسير ابن کثير ص351 و352 والسيرة النبوية لابن کثير ج3 ص333 والسنن الکبري ج9 ص220 و227 وتاريخ الخميس ج1 ص21 عن المدارک، وتفسير الخازن ج4 ص156 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص105 و146 / 147 والإحسان بتقريب صحيح ابن حبان ج11 ص222 و223 والجامع لأحکام القرآن ج16 ص277 وبهجة المحافل ج1 ص316. وراجع: زاد المعاد ج2 ص125 ومسند أبي عوانة ص241.
  6. شرح نهج البلاغة ج2 ص232 وقريب منه ما في ينابيع المودة ص159.
  7. مسند احمد بن حنبل ج4 ص 86 و 87 ومجمع الزوائد ج6 ص 145 وقال: رواه أحمد ورجاله الصحيح. ومختصر تفسير ابن کثير ص 347 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص 192 وتفسير المراغي ج 9 ص 107 والدر المنثور ج 6 ص 78 عن احمد، والنسائي، والحاکم وصححه، وابن جرير، وأبي نعيم في الدلائل، وابن مردويه.