مفارقة، ولا أعجب منها











مفارقة، ولا أعجب منها



والمفارقة التي تثير المزيد من التعجُّب والاستغراب هي: إننا في حين نجد البعض يحاول انطلاقاً من دواعي الهوي والعصبية أن يسجل علي أمير المؤمنين عليه السلام، تهمة المخالفة لأمر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في کتابته لوثيقة الصلح.

نجد البعض الآخر: يحاول ليس فقط تجاهل وجوده، ويستبعد ذکر اسمه، کما عن مروان والمسور بن مخرمة وغيرهما ـ کما يظهر بالمراجعة لعدد من المصادر ـ بل هو يزيد علي ذلک حتي يصل به الأمر إلي درجة إنکار أن يکون علي هو کاتب الوثيقة أصلاً.

فقد روي عبد الرازق، عن ابن عباس، قال: کاتب الکتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب، ثم قال:

أخبرنا معمر، قال: سألت عنه الزهري، فضحک، وقال: هو علي بن أبي طالب. ولو سألت عنه هؤلاء قالوا: عثمان. يعني بني أمية[1] .

(وأخرج عمر بن شبة،من طريق عمرو بن سهيل بن عمرو، عن أبيه: الکتاب عندنا کاتبه محمد بن مسلمة. انتهي.

ويجمع بأن أصل کتاب الصلح بخط علي کما هو في الصحيح.ونسخ مثله محمد بن مسلمة لسهيل بن عمرو)[2] وأخرج ابن شبة من طريق: أن اسم الکتاب: محمد بن مسلمة[3] .

ولعل اسم علي لو لم يرد في الصحيح لکان لهؤلاء موقف آخر، وتحمس لجهة أخري!!









  1. المصنف للصنعاني ج5 ص343.
  2. فتح الباري ج5 ص252 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص43 لکن فيه: أن النسخة الأصلية أعطيت لسهيل.
  3. المصدران السابقان.