ضع يدي عليها











ضع يدي عليها



وإذا کنا قد أکدنا: عدم صحة ما يقال: من عدم طاعة علي لرسول الله، فإننا نقول: ربما هؤلاء الناس!! قد استعاروا قضية حصلت لآخرين، ليمنحوها لأمير المؤمنين عليه السلام علي هذا النحو، بهدف إثارة التساؤلات حول مدي انقياده (ع) لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، فقد روي أن تميم بن جراشة قدم علي النبي (ص) في وفد ثقيف فاسلموا، وسألوه أن يکتب کتاباً فيه شروط.

فقال: اکتبوا ما بدا لکم، ثم ايتوني به. فأتوا علياً عليه السلام ليکتب لهم.

قال تميم: فسألناه في کتابه: أن يحل لنا الربا والزني. فأبي علي رضي الله عنه أن يکتب لنا. فسألناه خالد بن سعيد بن العاص. فقال له علي: تدري ما تکتب.

قال: اکتب ما قالوا: ورسول الله(ص) أولي بأمره.

فذهبنا بالکتاب إلي لسول الله (ص).

فقال للقارئ: إقرء.

فلما انتهي إلي الربا قال: ضع يدي عليها في الکتاب.

فوضع يده فقال: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا}[1] . الآية، ثم محاها. وألقيت علينا السکينة فما راجعناه. فلما بلغ الزنا وضع يده عليها، وقال: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ کَانَ فَاحِشَةً}[2] . الآية. ثم محاه.

وأمر بکتابنا أن ينسخ لنا، أخرجه أبو موسي[3] .









  1. سورة البقرة الآية 278.
  2. سورة الإسراء الآية 32.
  3. أسد الغابة ج1 ص216.