سوره شعراء











سوره شعراء



(وفيها ست آيات)

1 ـ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ / 84.

2 ـ فَکُبْکِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ / 94.

3 ـ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ / 100 ـ 101.

4 ـ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الأقْرَبِينَ / 214.

5 ـ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَکَرُوا اللهَ کَثِيراً / 227.

«وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ»

الشعراء/ 84

روي علاّمة الهند، عبيد الله بسمل في کتابه أرجح المطالب، عن الحافظ أبي بکر بن مردويه، في کتاب (المناقب): أنّه روي عن أبي عبد الله جعفر الصادق، بن محمد الباقر، في قوله تعالي:

«وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ».

قال: هو علي بن أبي طالب، عرضت ولايته علي إبراهيم (عليه السلام).

فقال: اللّهم اجعله من ذريتي.

ففعل الله ذلک[1] .

وأخرج نحواً منه علاّمة الأحناف، المير محمد صالح الترمذي الکشفي في مناقبه[2] .

«فَکُبْکِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ»

الشعراء/ 94

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عثمان، سعيد بن محمد الحيري، (بإسناده المذکور)، عن جابر، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(يا علي، لو أنّ أمتي صاموا حتي صاروا کالأوتاد، وصلوا حتي صاروا کالحنايا، ثم أبغضوک، لأکبَّهم الله علي مناخرهم في النار)[3] .

وروي هو أيضاً قال: أخبرونا عن القاضي أبي الحسين النصيبي (بإسناده المذکور) عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت علي علي بن أبي طالب فقال:

يا أبا عبد الله ألا أُنبئک بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة، وبالسيئة التي من جاء بها أکبّه الله في النار ولم يقبل له معها عملاً؟

قلت: بلي يا أمير المؤمنين.

قال: الحسنة حبُّنا، والسيئة بغضنا[4] .

«فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ».

الشعراء/ 100 ـ 101

غير الشيعة يقول ذلک.

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: أبو علي الخالدي کتابةً من هرات (بإسناده المذکور) عن علي قال: نزلت هذه الآية في شيعتنا (أي: تعريضاً من غير شيعتنا بشيعتنا):

«فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ».

وذلک أن الله تعالي يفضلنا حتي أنا نشفع، ويتشفع بنا، فلمّا رأي ذلک من ليس منهم قالوا:

«فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ»[5] .

وروي هو أيضاً قال: أخبرنا أبو الحسن الأهوازي (بإسناده المذکور) عن جعفر، عن أبيه قال:

نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا: «فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ» وذلک: أنّ الله يفضلنا ويفضل شيعتنا بأنْ نشفع.

فإذا رأي ذلک من ليس منهم قال: فما لنا من شافعين[6] .

«وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الأَقْرَبِينَ»

الشعراء/ 214

أخرج علاّمة العامة، محمد بن محمد الحسني في تفسيره المخطوط المسمّي (التبيان في معاني القرآن) ما يلي: عن علي بن أبي طالب ـ کرّم الله وجهه ـ قال: لما نزلت هذه الآية علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الأَقْرَبِينَ» دعاني رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم). ..

إلي أنْ قال علي: (فأخذ برقبتي ثم قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): هذا أخي ووصيي وخليفتي فيکم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم، وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنک فقد أمرّه عليک[7] .

وروي أبو داود السجستاني، في (صحيحه) بسنده عن حنش، قال: رأيت علياً يضحي بالکبشين، فقلت ما هذا؟

فقال: إنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أوصاني أن أُضحي عنه، فأنا أُضحي عنه[8] .

(أقول): کان علي (عليه السلام) وصي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في کل شيء حتي في الأضحية عنه.

وقال الشيخ المفسّر الواحدي النيسابوري، أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد في تفسيره المخطوط:

(قوله: وانذر عشيرتک الأقربين (أي): رهطک الأدنين وهم: بنو هاشم، وبنو المطلب خاصةً)[9] .

وأخرج نحواً من ذلک بتفاوت في الألفاظ، واتفاق في المعني تقريباً، أبو جرير الطبري في تاريخه الکبير، تحت عنوان (أول من آمن برسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)[10] .

وهکذا في تفسيره الکبير[11] .

وهکذا ابن عساکر في کتابه الکبير (تاريخ دمشق) عند ذکره لترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)[12] .

وآخرون.. وآخرون...

«إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَکَرُوا اللهَ کَثِيراً»

الشعراء/ 227

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسي بن إسحاق (بإسناه المذکور) عن عکرمة، عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية: «إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل، إلاّ وقد عاتبه الله، وما ذکر علياً إلاّ بخير[13] .









  1. أرجح المطالب/ ص71.
  2. المناقب للکشفي/ الباب الأول.
  3. شواهد التنزيل/ ج1/ ص426 ـ 427.
  4. شواهد التنزيل/ ج1/ ص426 ـ 427.
  5. شواهد التنزيل/ ج1/ ص 418 ـ 419.
  6. شواهد التنزيل/ ج1/ ص418 ـ 419.
  7. التبيان في علوم القرآن/ ج2/ الصفحتان الأولي والثانية من الورقة المرقمة (78).
  8. سنن أبي داود/ ج2/ ص.
  9. تفسير (الوسيط بين المقبوض والبسيط) المخطوط/ عند تفسير سورة الشعراء.
  10. تاريخ الأمم والملوک/ ج2/ ص321.
  11. جامع البيان في تفسير القرآن/ ج19/ ص121.
  12. تاريخ دمشق/ ترجمة علي (عليه السلام) / الحديث 132 وما بعدها.
  13. شواهد التنزيل/ ج1/ ص21.