سوره عاديات











سوره عاديات



(وفيها ست آيات)

1 ـ بسم الله الرحمن الرحيم (إلي) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً / 1 ـ 6.

«بسم الله الرحمن الرحيم * وَالْعادِياتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِياتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً»

/ 1 ـ 6

في حواشي (إحقاق الحق) للسيد المرعشي، عن العلاّمة الحلي أنّه روي قال: والظاهر رواية العلاّمة عن أعلام الجمهور، في تفسير قوله تعالي:

«وَالْعادِياتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِياتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً».

قال: إنّ جماعة من العرب اجتمعوا علي وادي الرملة، ليبيتوا النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) بالمدينة فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) لأصحابه: من لهؤلاء؟ فقام جماعة من أهل الصفة وقالوا: نحن، فولِّ علينا من شئت، فأقرع بينهم، فخرجت القرعة علي ثمانين رجلاً، منهم ومن غيرهم.

فأمر أبا بکر بأخذ اللواء والمضي إلي بني سليم، وهم ببطن الوادي، فهزموهم، (أي: فهزم الکفّار المسلمين) وقتلوا جمعاً من المسلمين، فانهزم أبو بکر.

فعقد لعمر بن الخطاب وبعثه فهزموه، فساء النبي (ص).

فقال عمرو بن العاص: ابعثني يا رسول الله، فأنفذه فهزموه، وقتلوا جماعة من أصحابه.

وبقي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) أياماً يدعو عليهم (أي: يدعو لمنازلتهم) ثم طلب علياً وبعثه إليهم، ودعا له، وشيّعه إلي مسجد الأحزاب، وأنفد معه جماعة منهم: أبو بکر، وعمر، وعمرو بن العاص، فساد الليل وکمن النهار، حتي استقبل الوادي من فمه، فلم يشکْ عمرو بن العاص أنْ يأخذهم، فقال لأبي بکر: هذه أرض سباع وذئاب، وهي أشدّ علينا من بني سليم، والمصلحة أن نعلوا الوادي، ـ وأراد إفساد الحال ـ وقال: قلْ ذلک لأمير المؤمنين.

فقال له أبو بکر، فلم يلتفت إليه، ثم قال لعمر فقال له، فلم يجبه أمير المؤمنين، وکبس علي القوم الفجر فأخذهم، فأنزل الله تعالي:

«وَالْعادِياتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِياتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً».

واستقبله النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) فنزل أمير المؤمنين علي، وقال له النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): لولا أنْ أشفق أنْ يقول فيک طوائف من أمتي ما قالت النصاري في المسيح لقلت اليوم فيک مقالاً لا تمرُّ بملأٍ منهم، إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميک، ارکب فإنّ الله ورسوله عنک راضيان[1] .

(أقول): ترقيمنا للآيات ستاً، لأنّ الأحاديث الصريحة الصحيحة صرحت بأنّ البسملة آية مستقلة.









  1. إحقاق الحق/ ج3/ ص344. (الحاشية).