سوره مومنون











سوره مومنون



(وفيها ثمان آيات)

1 ـ أُولَئِکَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ / 61.

2 ـ وَإِنَّکَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ / 73.

3 ـ وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاکِبُونَ / 74.

4 ـ قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (إلي) لقادرون/ 93 ـ 95.

5 ـ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ / 101.

6 ـ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ / 111.

«أُولئِکَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ»

المؤمنون/ 61

روي العلاّمة البحراني في غاية المرام، عن (الفقيه الشافعي)، إبراهيم بن محمد الحمويني، بإسناده (المذکور) إلي سليم بن قيس الهلالي ـ في حديث المناشدة في فضائله، بمشهد جماعة من المهاجرين والأنصار ـ قال علي:

فأنشدکم الله، أتعلمون أن الله عزّ وجلّ فضّل في کتابه السابق علي المسبوق في غير آية، وأني لم يسبقني إلي الله عزّ وجلّ، وإلي رسوله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أحد من الأُمة؟

قالوا: اللّهم، نعم[1] .

روي ابن حجر (الفقيه الشافعي) في الإصابة، بإسناده عن عمرو بن مُرّة الجهني، وعبد الله بن فضالة المزني ـ وکانت لهما صحبة ـ عن جابر:

أنّهم کانوا يقولون: (علي بن أبي طالب أول من أسلم)[2] .

وروي (ابن الأثير) في (أسد الغابة) بإسناده عن علي، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) لفاطمة: (لقد أنکحتکِ أکثرهم علماً، وأفضلهم حلماً، وأوّلهم سلماً)[3] .

وروي (المحبُّ الطبري الشافعي) في (الرياض النضرة) بإسناده عن أنس، أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال لفاطمة:

(زوّجتک أقدمهم سلماً، وأحسنهم خلقاً)[4] .

وروي ابن عبد البرّ في (الاستيعاب) بإسناده عن قتادة، عن الحسن قال:

(أسلم علي وهو أول من أسلم)[5] .

والأحاديث في هذا الباب تعد بالمئات، والمئات.

«وَإِنَّکَ لَتَدْعُوهُمْ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».

المؤمنون/ 73.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: ومن المناقب.

وفي تفسير (قوله تعالي):

«وَإِنَّکَ لَتَدْعُوهُمْ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».

قال جعفر الصادق (رضي الله عنه):

الصراط المستقيم ولاية أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب)[6] .

«وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناکِبُونَ»

المؤمنون/ 74

الصراط ولاية آل محمد.

أخرج العلاّمة الکشفي، المير محمد صالح الترمذي (الحنفي) في مناقبه عن المحدّث الحنبلي أنّه قال: المراد بالصراط في هذه الآية الکريمة: «صراط محمد وآل محمد».

وأخرج أيضاً عن ابن مردويه عن علي أنّه قال:

(عن ولايتنا أهل البيت)[7] .

«قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلي أَنْ نُرِيَکَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ»

المؤمنون/ 93 ـ 95

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) عن تفسير فرات بن إبراهيم الکوفي (بإسناده المذکور) عن جابر بن عبد الله قال:

أخبر جبرئيل النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلّم): إنّ أمّتک سيختلفون من بعدک، فأوحي الله إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم):

«قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ».

قال يعني: جبرئيل للنبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): أصحاب الجمل.

فقال ذلک النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) (يعني: لأصحابه).

فأنزل الله:

«وَإِنَّا عَلي أَنْ نُرِيَکَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ». ..

قال جابر: بينما أنا جالس إلي جنب النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) وهو بمِني يخطب الناس، حمد الله وأثني عليه وقال: أيُّها الناس، أليس قد بلغتکم؟

قالوا: بلي.

قال: ألا لا ألفينکم ترجعون بعدي کفاراً، يضرب بعضکم رقاب البعض، أما لئن فعلتم ذلک، لتعرفني في کتيبة أضرب وجوهکم فيها بالسيف (قال جابر): فکأنّه غُمِز من خلفه، فالتفت، ثم أقبل علينا فقال: أو علي بن أبي طالب:[8] .

«فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ»

المؤمنون/ 101.

روي الحافظ (الهيثمي) في (مجمع الزوائد) قال:

وعن ابن عباس قال: توفي ابنٌ لصفية، عمة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فبکت عليه، وصاحت، فأتاها النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، فقال لها: يا عمة، ما يبکيک؟ فقالت: توفي ابني.

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): يا عمة، من توفي له ولد في الإسلام، فصبر، بني الله له بيتاً في الجنة.

فسکتت، ثم خرجت من عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فاستقبلها عمر بن الخطاب، فقال: يا صفية، قد سمعتُث صُراخَکِ، إنّ قرابتک من رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، لن تُغني عنک من الله شيئاً.

فبکت، فسمعها النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) ـ وکان يُکرمها ويُحبها ـ فقال: يا عمة، أتبکين وقد قلت لک ما قلت؟

قالت: ليس ذاک يا رسول الله، استقبلني عمر بن الخطاب فقال: إنّ قرابتک من رسول الله، لن تُغني عنک من الله شيئاً.

قال (ابن عباس): فغضب النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، وقال: يا بلال، هجر بالصلاة[9] .

فهجر بلال بالصلاة، فصعد النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) المنبر، فحمد الله، وأثني عليه ثم قال:

(ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، کلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي، فإنّها موصولة في الدنيا والآخرة)[10] .

وأخرج علاّمة الشوافع، الحافظ الواسطي، أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه، عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن موسي الغندجاني (بسنده المذکور)، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ـ (صلي الله عليه وآله وسلّم) ـ:

(ألا کلُّ سببٍ ونسبٍ منقطع يوم القيامة، ما خلا سببي ونسبي، ألا وإنّ علي بن أبي طالب من نسبي، من أحبّه، فقد أحبني، ومن أبغضه، فقد أبغضني)[11] .

وأخرج نحواً من ذلک بتعبيرات مختلفة في الألفاظ ومتحدة في أصل المعني، جمع من المحدّثين والحفّاظ:

(منهم) الخطيب البغدادي في تاريخه[12] .

(ومنهم) البيهقي في سننه[13] .

(ومنهم) الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في حليته[14] .

(ومنهم) علامة الشافعية الذهبي في تذکرته[15] .

(ومنهم) ابن سعد في الطبقات الکبري[16] .

وآخرون کثيرون...

«إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ»

المؤمنون/ 111.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني، (الحنفي)، قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذکور)، عن عبد الله بن مسعود، في قول الله تعالي:

«إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا» يعني: جزيتهم بالجنة اليوم، بصبر علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا علي الطاعات وعلي الجوع والفقر، وبما صبروا علي المعاصي، وصبروا علي البلاء لله في الدنيا.

«أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ» والناجون من الحساب[17] .









  1. غاية المرام/ ص386.
  2. الإصابة ـ ج4/ القسم1/ ص118.
  3. أسد الغابة/ ج5/ ص540.
  4. الرياض النضرة/ ج2/ ص182.
  5. الاستيعاب/ ج2/ ص 458.
  6. ينابيع المودّة/ ص114.
  7. المناقب للکشفي/الباب الأول.
  8. شواهد التنزيل/ ج1/ ص406.
  9. التهجير هو التکبير والمبادرة.
  10. مجمع الزوائد/ ج9/ ص173 وج8/ ص216 وج4/ ص271 بأسنانيد عديدة وألفاظ متعددة.
  11. المناقب لابن المغازلي/ ص109.
  12. تاريخ بغداد/ ج6/ ص182.
  13. سنن البيهقي/ ج7/ ص63 ـ 64.
  14. حلية الأولياء/ ج7/ ص314.
  15. تذکرة الحفاظ للذهبي/ ج3/ ص117.
  16. الطبقات الکبري/ ج8/ ص463.
  17. شواهد التنزيل/ ج1/ ص408.