سوره معارج











سوره معارج



(وفيها ثلاث آيات)

1 ـ بسم الله الرحمن الرحيم. سَأَلَ سَائِلٌ (إلي) ذِي الْمَعَارِجِ / 1 ـ 3.

«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم * سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْکافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ * مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ»

المعارج/ 1 ـ 3.

روي الفقيه (الحنفي) مفتي بغداد (محمود الألوسي) في تفسيره عند تفسير قوله تعالي:

«سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْکافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ * مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ».

قال: وقيل: هو الحرث بن النعمان الفهري، وذلک أنّه لمّا بلغه قول رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في علي (رضي الله عنه):

(من کنتُ مولاه، فعلي مولاه).

قال: اللّهم إنّ کان ما يقول محمد حقاً، فأمطر علينا حجارة من السماء.

فما لبث حتي رماه الله بحجر، فوقع علي دماغه، فهلک من ساعته[1] .

وأخرجه بتفصيل وافٍ العلاّمة (الشافعي)، السيد المؤمن الشبلنجي في نور الأبصار، عن سفيان بن عيينة[2] .

وأخرج الشيخ الإمام محمد بن علي النسوي في تفسيره للقرآن الکريم المسمّي بـ (البيان في نزول القرآن) قال:

(روي روحي بن حماد عن سفيان بن عيينة عن قول الله تعالي: «سأل سائل» فيمن نزل؟ قال:

لقد سألتني عن مسألة ما سألها أحد قبلک، حدّثني أبي قال:

لمّا کان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بغدير خُمّ فإذا الناس قد اجتمعوا فقال: يا أيّها الناس، ألم أبلغکم الرسالة؟

قالوا: اللّهم، بلي.

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): ألم أنصح لکم؟

قالوا: اللّهم، بلي.

قال: فأخذ بيد علي، فرفعها حتي رؤي بياض إبطيهما فقال:

(من کنتُ مولاه، فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه).

فشاع ذلک الخبر في البلاد، فبلغ الحارث بن نعمان الفهري فأتي علي ناقة له حتي أتي الأبطح، فنزل عن ناقته، فأناخها، وأخذ عقالها، ثم أتي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم). .. الخ[3] .

وذکر ما نقلناه آنفاً باختلاف في الألفاظ، واتفاق في المعني.

وأخرج العلاّمة أبو إسحاق، أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي في تفسيره المخطوط المسمّي بالکشف والبيان، بسنده المذکور، عن جعفر بن محمد، عن آبائه قال:

لمّا کان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بغدير خُمّ، نادي الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي (رضي الله عنه).

وذکر بتفصيل أکثر نحواً ممّا نقلناه آنفاً.

إلي أنْ قال: فسقط حجر علي رأس الحارث بن نعمان الفهري، فخرج من دبره، فقتله، وأنزل الله سبحانه:

«سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ»[4] .

وذکر نحواً منه (أبو السعود) قاضي القضاة محمد بن محمد العمادي، في تفسيره المُسمّي بـ (إرشاد العقل السليم إلي مزايا القرآن الکريم) قال:

(هو الحرث بن النعمان الفهري، وذلک أنّه لمّا بلغه قول رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ـ في علي ـ (رضي الله عنه) (من کنتُ مولاه، فعلي مولاه). .. الخ[5] .

وقال أبو القباء الرازي في تفسيره التبيان: هو النضر بن الحرث قال:

(اللّهم إن کان هذا هو الحق الآية)[6] .

يعني تمام الآية وهو: «فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ» سورة الأنفال/ آية32.

وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره الکبير:

(قال الجمهور: نزلت في النضر بن الحرث حين قال: اللّهم إنْ کان هذا هو الحق من عندک الآية)[7] .

ونقل أبو حيّان نفس هذا النصّ في تفسيره الآخر المُختصّ المُسمّي بـ (النهر الماد من البحر)[8] .

وقال العلاّمة المهايمي (الحنفي) في تفسيره (تبصير الرحمن وتيسير المنان).

(هو النضر بن الحرث قال... الخ)[9] .

وقال علامة مصر (المعاصر) محمد عبد اللطيف (صاحب الذقان) في تفسيره أوضح التفاسير في تفسير هذه الآيات:

(هو النضرُ بن الحارث، حيث قال استهزاءً: اللّهم إن کان هذا هو الحقّ من عندک، فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم)[10] .

ونحو ذلک أيضاً جاء في تفسير (جزء تبارک) للشيخ عبد القادر المغربي[11] .









  1. روح المعاني/ عند تفسير سورة (المعارج).
  2. نور الأبصار/ ص78.
  3. البيان في نزول القرآن مخطوط/ صفحة الثانية/ من الورقة المرقمة (124.)
  4. الکشف والبيان في القرآن مخطوط/ الصفحة الأولي من الورقة 203.
  5. المجلد الرابع/ ص192.
  6. التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء/ عند تفسير سورة المعارج.
  7. تفسير البحر المحيط/ ج8/ ص332.
  8. تفسير النهر الماد من البحر ـ هامش البحر المحيط ـ / ص331.
  9. تفسير تبصير الرحمن/ ج2/ ص362.
  10. أوضح التفاسير/ ص484.
  11. تفسير جزء تبارک للمغربي/ ص99.