سوره قلم











سوره قلم



(وفيها ست آيات)

1 ـ بسم الله الرحمن الرحيم * ن. (إلي) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ بِمَجْنُونٍ / 1 ـ 2.

2 ـ وَإِنَّ لَکَ لاَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ / 3.

3 ـ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيکُمُ الْمَفْتُونُ / 5 ـ 6.

4 ـ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ / 7.

«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم * ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ * ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ بِمَجْنُونٍ»

القلم/ 1 ـ 2

روي العلاّمة البحراني، عن الطبرسي، بإسناده عن بعض علماء الحنفية، عن الضّحاک بن مزاحم[1] قال:

لمّا رأت قريش تقديم النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) علياً وإعظامه له، نالوا من علي، قالوا: قد افتتن به محمد، فأنزل الله تعالي: «ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ» قسم أقسم الله به.

«ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ بِمَجْنُونٍ»[2] .

(أقول): بما أنّ الافتتان نوع من الجنون، وکانت قريش نسبت الافتتان إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) في حبّ علي (عليه السلام)، نفي الله الجنون عن نبيه.

وأخرج نجم الدين عبد الله بن محمد الأسدي المعروف بـ (داية) في تفسيره المخطوط قال: قال علي بن أبي طالب:

(إنّ لک کتاب صفوة، وصفوة هذا الکتاب حروف التهجي)[3] .

«وَإِنَّ لَکَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ»

القلم/ 3

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو النصر في تفسيره (بإسناده المذکور) عن جعفر بن محمد الخزاعي، عن أبيه: قال: سمعت أبا عبد الله يقول:

نزل: «وَإِنَّ لَکَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ» في تبليغک في علي ما بلغت[4] .

«فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيکُمُ الْمَفْتُونُ»

القلم/ 5 ـ 6

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: قرأتُ في التفسير العتيق (بإسناده المذکور) عن کعب بن عجرة[5] وعبد الله بن مسعود قالا:

قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم): وسُئل عن علي ـ فقال:

(علي أقدمکم إسلاماً، وأوفرکم إيماناً، وأکثرکم علماً، وأرجحکم حلماً، وأشدُّکم في الله غضباً، علّمته علمي، واستودعته سرّي، ووکلته بشأني، فهو خليفتي في أهلي، وأميني في أمتي).

فقال بعض قريش: لقد فتن عليٌّ رسولَ الله حتي ما يري به شيئاً، فأنزل الله تعالي:

«فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيکُمُ الْمَفْتُونُ»[6] .

«إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»

القلم/ 7

روي الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي (بإسناده المذکور) عن الضّحاک بن مزاحم قال:

لمّا رأت قريش تقديم النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) علياً وإعظامه له، نالوا من علي، فأنزل الله تعالي:

«إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ»، وهم النفر الذين قالوا ما قالوا:

«وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» علي بن أبي طالب[7] .









  1. هو أبو القاسم الضحاک بن مزاحم الهلالي البلخي الخراساني المفسر المعروف من کبار التابعين، روي عن عدد من الصحابة، وروي حديثه الکثير من التابعين وتابعيهم، أخرج أحاديثه الکثيرون من أصحاب الصحاح والمسانيد خلا (البخاري ومسلم) فإنهما لم يخرجا أحاديثه، نقل بعض الفضائل لعلي أمير المؤمنين وأهل البيت (عليه وعليهم السلام) عدّ في أصحاب علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، مات عام (105) للهجرة.

    ذکره وترجم له العديد من المؤلفين في الرجال، والتاريخ، والسيرة، نذکر عدداً منهم ـ من العامة ـ للمراجعة: ـ

    شمس الدين الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج1/ ص422. وفي (دول الإسلام) ج1/ ص49. وفي (تذکرة الحفاظ) ج1/ ص98.

    وأحمد بن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) ج4/ ص453 وفي (تقريب التهذيب) ص179.

    ومحمد بن سعد في (الطبقات الکبري) ج6/ ص210.

    ومحمد بن حبيب البغدادي في کتاب (المحبر) ص475.

    وابن قتيبة الدينوري في (المعارف) ص201.

    وأحمد بن عمر بن رسته في (الأعلاق النفسية) ص216.

    والإمام الرازي في (الجرح والتعديل) ج2/ ق1/ ص48.

    وأبو عبد الله الحاکم النيسابوري في (معرفة علوم الحديث) ص204.

    ومحمد بن جرير الطبري في (الذيل المذيل) ص120.

    ومحمد بن أحمد الدولابي في (الکني والأسماء) ج2/ ص84.

    والإمام البخاري في (التاريخ الکبير) ج2/ ق2/ ص333 وفي (التاريخ الصغير) ص116.

    والخطيب البغدادي في (موضح أوهام الجمع والتفريق) ج1/ ص227.

    وأبو الفرج بن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص233.

    وابن الأثير في (الکامل في التاريخ) ج5/ ص51.

    وأحمد بن عبد الله الخزرجي في (خلاصة تهذيب التهذيب) ص177.

    والزرکلي في (الأعلام) ج3/ ص310.

    وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) ج1/ ص124.

    وحسين بن محمد الديار بکري في کتابه (الخميس في أحوال أنفس نفيس) ج2/ ص318.

    وآخرون....

  2. غاية المرام/ ص441.
  3. الإشارات في تفسير الآيات/ أول سورة آل عمران.
  4. شواهد التنزيل/ ج2/ ص268.
  5. هو أبو محمد کعب بن عجرة السالمي المدني من أصحاب الرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) روي عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) وجماعة من أصحابه، وروي عنه جمع من أصحاب النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) ومن التابعين، رواياته قليلة، نقل بعض فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل البيت (عليه وعليهم السلام)، لم ينقل البخاري ولا مسلم أحاديث عنه، ونقلها غيرهما من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد، مات عام (51) للهجرة. ويُعدّ في أصحاب علي (عليه السلام) أيضاً، ذکره وترجم له العديد من أصحاب التاريخ والسيرة والرجال، نذکر جمعاً منهم ـ من العامة ـ للمراجعة ـ:

    محمد بن إسماعيل البخاري في (التاريخ الکبير) ج4/ ق1/ ص220. وفي (التاريخ الصغير) ص59.

    وابن أبي حاتم الرازي في (الجرح والتعديل) ج3/ ق2/ ص160.

    وابن عبد البر يوسف بن عبد الله القرطبي في (الاستيعاب) ج1/ ص217.

    ومحمد بن طاهر القيسراني في (الجمع بين رجال الصحيحين) ص429 وفي (الأنساب المتفقة في الخط) ص71.

    وأبو الفرج بن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص204.

    وابن الأثير الجزري في (الکامل في التاريخ) ج3/ ص211 وفي (أسد الغابة) ج4/ ص233.

    وأبو زکريا النواوي في (تهذيب الأسماء) ص522.

    وشمس الدين الذهبي في (تجريد أسماء الصحابة) ج2/ ص34. وفي (تذکرة الحفاظ) ج1/ ص44.

    وخير الدين الزرکلي في (الأعلام) ج6/ ص83.

    وابن العماد في (شذرات الذهب) ج1/ ص58.

    وعبد الله بن أسعد اليافعي في (مرآة الحنان) ج1/ ص125.

    وابن کثير الدمشقي في (البداية والنهاية) ج8/ ص60.

    وأحمد بن عبد الله الخزرجي في (خلاصة تهذيب التهذيب) ص321.

    وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج5/ ص304. وفي (تقريب التهذيب) ص309. وفي (تهذيب التهذيب) ج8/ ص435.

    وآخرون....

  6. شواهد التنزيل/ ج2/ ص267.
  7. شواهد التنزيل/ ج2/ ص269.