سوره جمعه











سوره جمعه



(وفيها ثلاث آيات)

1 ـ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ / 2.

2 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ / 9.

3 ـ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا / 11.

«هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَکِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ»

الجمعة/ 2

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) عن فرات بن إبراهيم الکوفي (بإسناده المذکور) عن ابن عباس في قوله تعالي:

«هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَکِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَالْحِکْمَةَ» الآية.

قال: الکتاب: القرآن، والحکمة ولاية علي بن أبي طالب[1] .

(أقول): ويدل علي ذلک مستفيض الرويات القائلة: بأن (علياً باب دار الحکمة)؛ لأنّ آتي الدار يدخلها من الباب، وقاصد الحکمة لابدّ أنّ يأتي من قبل بابها ـ علي بن ابي طالب ـ.

فتعليم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) للمسلمين الحکمة إنّما يکون من طريق علي، ولا يتمُّ ذلک إلاّ بمعرفة علي.

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلي ذِکْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ»

الجمعة/ 9

أخرج موفّق بن أحمد الخوارزمي (الحنفي) في مناقبه عن ابن عباس قال:

ما ذکر في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلاّ وعليٌّ شريفها وأميرها[2] .

«وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَکُوکَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ»

الجمعة/ 11

علي وأهل بيته لم ينفضوا

روي العلاّمة البحراني عن تفسير مجاهد، وأبي يوسف يعقوب بن سفيان قال: قال: ابن عباس في قوله تعالي:

«وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَکُوکَ قائِماً».

إنّ دحية الکلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة، فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول؛ ليؤذن الناس بقدومه فنفر الناس إليه إلاّ علياً والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبا ذر والمقداد وصهيباً، وترکوا النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قائماً يخطب علي المنبر فقال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم):

لقد نظر الله إلي مسجدي يوم الجمعة، فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي، لأضرمت المدينة علي أهلها ناراً، وحصبوا بالحجارة کقوم لوط، ونزل فيهم: «رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ»[3] .

(أقول): الآية مفهومها في علي وأهل بيته، لا منطوقها ـ کما هو واضح ـ.

(ومن ذلک) يظهر أنّ في هذه المناسبة نزلت آيتان (أحداهما) هذه الآية: (والثانية)، ما في سورة النور «رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللهِ» وقد مضي ذکرنا لها عند تفسير النور ص (65) من هذا الجزء الثاني فلاحظ.









  1. غاية المرام/ ص578.
  2. شواهد التنزيل/ ج2/ ص253.
  3. المناقب للخوارزمي/ ص189.