سوره صف











سوره صف



(وفيها أربع آيات)

1 ـ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ / 4.

2 ـ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ / 8.

3 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَي تِجَارَةٍ / 10.

4 ـ يَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَيُدْخِلْکُمْ جَنَّاتٍ / 12.

«إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا کَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ»

الصف/ 4

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا الشريف أبو عثمان سعيد بن العباس القرشي (بإسناده المذکور) عن ابن عباس في قوله تعالي:

«إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا کَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ» (إنه قيل: له) من هؤلاء؟

قال: حمزة أسد الله وأسد رسوله، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحرث، والمقداد بن الأسود[1] .

وروي هو أيضاً قال: أخبرنا محمد بن عبد الله (بإسناده المذکور) عن ابن عباس قال: کان علي إذا صف في القتال کأنّه بنيان مرصوص، فأنزل الله تعالي هذه الآية[2] .

«يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ»

الصف/ 8

روي الحافظ القندوزي (سليمان الحنفي) بإسناده عن علي بن الحسين في تفسيره قوله تعالي:

«يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ».

أنّه قال: إنّ الله مُتمٌّ الإمامة وهي النور.

وذلک قوله تعالي:

«فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا» الآية.

ثم قال: النور هو الإمام[3] .

(أقول): لدينا في ذلک تفسير النور بالقرآن أيضاً في بعض الآيات، وفي هنا أيضاً، لکون القرآن نوراً، کما أنّ الإمام نور، والقرآن حمّال ذو وجوه، وله بواطن عديدة ـ کما في مستفيض الروايات ـ.

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلي تِجارَةٍ تُنْجِيکُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ»

الصف/ 10

أخرج عالم الشوافع السيد الشبلنجي في نور الأبصار، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:

ليس آية من کتاب الله تعالي (فيها): «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلاّ وعليّ أولها، أميرها وشريفها[4] .

(أقول): هذه الآية فضيلة لعلي (عليه السلام)، لکونه أمير المؤمنين والآية موجهة إلي المؤمنين، ولکن في نفس الوقت ليس علي (عليه السلام) محتملاً لذيل الآية، حتي يتنبه بذلک، فقد عصمه الله تعالي من ذلک.

«يَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَيُدْخِلْکُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ وَمَساکِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»

الصف/ 12

روي العلاّمة البحراني عن (مسند أحمد بن حنبل) قال: روي عبد الله بن أحمد بن حنبل (بإسناده المذکور) عن الفضل بن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

من أحبّ أن يستمسک بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عزّ وجلّ في جنة عدن بيمينه، فليتمسک بحبّ علي بن أبي طالب[5] .

(أقول): المستفاد من هذا الحديث النبوي الشريف، ومن غيره من متواتر الأحاديث هو أنّ أصحاب جنة عدن هم فقط وفقط المتمسکون بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فالآية لهم، وبحقهم.

وقوله (صلي الله عليه وآله وسلّم) (يستمسک بالقضيب الأحمر)، کناية عن دخول جنة عدن، حتي يتمکن من الاستمساک بذاک القضيب، لأنّه في جنّة عدن.









  1. شواهد التنزيل / ج2/ ص251ـ 252.
  2. شواهد التنزيل/ ج2/ ص251 ـ 252.
  3. شواهد التنزيل/ ج2/ ص251 ـ 252.
  4. ينابيع المودّة/ ص117.
  5. نور الأبصار/ ص78.