سوره ممتحنه











سوره ممتحنه



(وفيها آيتان)

1 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّکُمْ أَوْلِيَاءَ / 1.

2 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَکُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ / 10.

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّکُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمودّة وَقَدْ کَفَرُوا بِما جاءَکُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاکُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّکُمْ إِنْ کُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالمودّة وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْکُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ»

الممتحنة/ 1

عليٌّ ينقذُ من المشکلة المتوقعة

روي (السّيوطي) الفقيه الشافعي في تفسيره (الدرُّ المنثور) قال:

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنهما)، في قوله تعالي:

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّکُمْ» الآية.

قال: نزلت في رجل کان مع النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) بالمدينة من قريش، کتب إلي أهله وعشيرته بمکة، يخبرهم وينذرهم أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) سائر إليهم، فأخبر (جبرئيل) رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) بصحيفته، فبعث علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فأتاه بها[1] .

(أقول): کانت هذه قصة حاطب بن أبي بلتعة، وکان قد بعث بالکتاب مع امرأة قد شدّته في عقيصة رأسها، ووافاها علي بن أبي طالب (بروضة خاخ)، فأنکرت أنْ يکون معها کتاب، حتي هددها علي (عليه السلام) بالتفتيش عنه، أو بالقتل، فأخرجت الکتاب، وأخذه علي إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم).

وکان ذلک في مسير النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي فتح مکة، (فکم يا تُري) کانت المشکلة عظيمة وخيمة لو کان الکتاب يصل إلي مکة؟! وکم کان حق علي بن أبي طالب (عليه السلام) علي الإسلام والمسلمين عظيماً في ذلک؟!.

(وهذه) الآية وإنْ لم تنزل في علي ـ وحاشا علياً من مثل ذلک ـ إلاّ أنّ فضل درء المشکلة عن النبي الإسلام والمسلمين فيما ذکرته هذه الآية يرجع إلي علي (عليه السلام).

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَکُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ...»

الممتحنة/ 10

أخرج العلاّمة البحراني، في کتاب صغير له أسماه (نبذة من مناقب أمير المؤمنين) أخرج جميعها من کتب العامة، قال فيه: (صلي الله عليه وآله وسلّم): ما في القرآن آية فيها: (يا أيّها الذين آمنوا» إلاّ وعليٌّ رأسها وقائدها[2] .









  1. الدر المنثور/ ج6/ ص203.
  2. الکتاب المذکور/ ص79.