سوره واقعه











سوره واقعه



(وفيها عشرون آية)

1 ـ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ / 8.

2 ـ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ / 10 ـ 11.

3 ـ وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ / 14.

4 ـ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (إلي) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ / 27 ـ 34.

5 ـ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (إلي) لأَصْحَابِ الْيَمِينِ / 35 ـ 38.

6 ـ فَأَمَّا إِنْ کَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (إلي) وَجَنَّةُ نَعِيمٍ / 88 ـ 89.

7 ـ وَأَمَّا إِنْ کَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ / 90 ـ 91.

«فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ»

الواقعة/ 8

أخرج العلاّمة الکنجي (الشافعي) في کفايته قال: أخبرنا يوسف (بإسناده المذکور) عن عباية بن الربعي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً، فذلک قوله (تعالي): «وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ» فأنا من أصحاب اليمين، ومن خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين بيوتاً فجعلني في خيرهما بيتاً، فذلک قوله سبحانه: «فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ... إلي أنْ قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب)[1] .

ورواه المفسّر الشافعي عبد الرحمن بن أبي بکر السّيوطي في تفسيره أيضاً[2] .

وکذلک المفسّر الکبير أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بـ (الثعلبي) في تفسيره (الکشف والبيان) روي ذلک عن ابن عباس[3] .

(أقول): حيث إنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) جعل في ضمن القسم الذي عبّر الله تعالي عنه بـ (أصحاب الميمنة)، فإنّ ذلک القسم هو أهل بيته الطاهرون، أو ما يکون أهل البيت في طليعتهم، ويدل علي ذلک آخر الحديث أيضاً، ولا شک أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو سيّد أهل البيت وکبيرهم.

وقد مرّ مراراً الروايات الدالة علي أنّ (علياً) (عليه السلام) هو من أهل البيت، وستأتي أيضاً، ومما مرّ آنفاً من ذلک، في تفسير سورة الطور الآية (21 ـ 28) قول ابن عمر: (ويحک، علي من أهل البيت، لا يقاس بهم).

«وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ»

الواقعة/ 10 ـ 11

أخرج العلاّمة الکشفي المير محمد صالح الترمذي (الحنفي) في مناقبه عن ابن عباس أنّه قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عن هذه الآية من هم؟

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): هم علي وشيعته فإنّهم السابقون المقربون إلي الله، وهم في جنّات النعيم[4] .

وروي العلاّمة البحراني عن العالم الشافعي، (الحمويني)، بإسناده المذکور إلي سليم بن قيس الهلالي: أنّ علياً (رضي الله عنه) قال ـ بمحضر أکثر من مائتين من المهاجرين والأنصار ـ فيما قال:

فأنشدکم الله أتعلمون حيث نزلت:

«وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالأَنْصارِ».

«وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ».

سئل عنها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فقال:

أنزلها الله ـ تعالي ذکره ـ في الأنبياء وأوصيائهم ـ وأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي، أفضل الأوصياء؟

قالوا: اللّهم نعم[5] .

وروي (الطبري) ابن جرير في تاريخه، بإسناده عن محمد بن المنکدر، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبي حازم المدني والکلبي، قالوا:

(علي أوّل من أسلم)[6] .

وفي (مسند الإمام أبي حنيفة)، بإسناده المذکور عن حبة، قال: سمعت علياً (رضي الله عنه) يقول:

(أنا أوّل من أسلم وصلّي مع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)[7] .

وأخرج الخطيب البغدادي في مناقبه عن ابن عباس قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عن قوله تعالي:

«وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ» الآية.

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال لي جبرئيل: ذلک علي وشيعته السابقون إلي الجنّة، المقرّبون من الله بکرامته لهم[8] .

وقال أخطب خطباء خوارزم الموفّق (الحنفي): قوله تعالي:

«وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ» قيل: هم الذين صلوا إلي القبلتين (وقبل) السابقون إلي الطاعة (وقيل) إلي الهجرة (وقيل) إلي الإسلام وإجابة الرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) وکل ذلک موجود في أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب)[9] .

وأخرج نحواً من ذلک بأسانيد مختلفة وعبارات شتي مجتمعة في بيان معني واحد... کثيرٌ من المحدّثين والحفّاظ والمفسّرين والمؤرخين.

(منهم): العلاّمة ابن کثير (الشافعي) الدمشقي في بدايته[10] .

وهو أيضاً في تفسير المطبوع بهامش (فتح البيان)[11] .

(ومنهم): العلاّمة الذهبي (الشافعي) في ميزان الاعتدال[12] .

(ومنهم): العلاّمة الهيثمي (الشافعي) في مجمع الزوائد[13] .

وآخرون عديدون.

وأخرج علاّمة الهند، عبيد الله بسمل، عن ابن مردويه بسند عن ابن عباس ـ (رضي الله عنه) ـ قال: سألت رسول الله ـ (صلي الله عليه وآله وسلّم) ـ عن قوله تعالي: «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ»؟

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): قال لي جبرائيل: ذلک علي[14] .

وأخرج العلاّمة الذهبي في تاريخ الإسلام، عن ابن عباس قال:

(وثبت عن ابن عباس أنّه قال: أوّل من أسلمَ علي)[15] .

وأخرج نحواً منه أيضاً الطيالسي في مسنده[16] .

والترمذي في سننه[17] .

والإمام الطبري في تاريخه[18] .

وأخرج أيضاً نحواً منه بتعبير آخر وبمعني واحد عن حبّة العرني، عن علي بن أبي طالب کل من:

أبي محمد عبد الله بن مسلم الدينوري المعروف بـ (ابن قتيبة) في کتاب (المعارف)[19] .

وأبي الحجاج المزي (الشافعي) في تهذيب الکمال[20] .

وآخرون.. وأخرون...

«وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ»

الواقعة/ 14

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو يحيي زکريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري بإسناده المذکور عن محمد بن فرات قال: سمعت جعفر بن محمد وسأله رجل عن هذه الآية:

«ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ».

قال: الثُلة من الأولين ابن آدم المقتول، ومؤمن آل فرعون، وصاحب ياسين.

«وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ»: علي بن أبي طالب[21] .

«وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَماءٍ مَسْکُوبٍ * وَفاکِهَةٍ کَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ»

الواقعة/ 27 ـ 34

روي الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاکم الحسکاني الحذاء (الحنفي) النيسابوري، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي، (بإسناده المذکور) عن أبي جعفر محمد بن علي قال: قال علي بن أبي طالب:

أنزلت النبوة علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يوم الإثنين، وأسلمتُ غداةَ يوم الثلاثاء، فکان النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) يصلي، وأنا أصلي عن يمينه، وما معه أحد من الرجال غيري، فأنزل الله:[22] .

«وَأَصْحابُ الْيَمِينِ» إلي آخر الآية.

(أقول): المذکور في الکتاب (إلي آخر الآية) والظاهر کونه إلي آخر الآيات) لأنّ (إلي آخر الآية) تذکر للاختزال والاختصار، وهذا ليس اختصاراً فهو مساوٍ لبقية الآية، وهي (ما أصحاب اليمين)، کلُّ واحد منهما ثلاث کلمات، والمناسب أيضاً أن يکون (إلي آخر الآيات) لأنّ ما تعقبها من الآيات هي خبر للآية الأولي، التي هي مبتدأ، ومحمول للموضوع، فلا تکون الأولي نازلة في شأن، إلاّ والبقية التالية لها نازلة في نفس ذلک الشأن کما لا يخفي.

«إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً * فَجَعَلْناهُنَّ أَبْکاراً * عُرُباً أَتْراباً * لأَصْحابِ الْيَمِينِ»

الواقعة/ 35 ـ 38

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: حدثني القاضي أبو بکر الجبري (بإسناده المذکور) عن أبي جعفر (محمد بن علي الباقر) في قوله تعالي:

«وَأَصْحابُ الْيَمِينِ».

قال: هم شيعتنا أهل البيت[23] .

«فَأَمَّا إِنْ کانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ»

الواقعة/ 88 ـ 89

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: حدثنا الحاکم الوالد (بإسناده المذکور) عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) ـ في حديث قال ـ:

(آل محمد هم المقربون)[24] .

(أقول): لعلّ هذا من باب أکمل المصاديق ـ کما له نظائر أيضاً فيما سبق ويأتي ـ

«وَأَمَّا إِنْ کانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ»

الواقعة/ 90 ـ 91

روي الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الحافظ (بإسناده المذکور) عن عنبسة بن تجار العابدي، عن جابر، عن أبي جعفر (محمد بن علي الباقر) في قوله الله تعالي:

«أَصْحابِ الْيَمِينِ».

قال: نحن وشيعتنا أصحاب اليمين[25] .

(أقول): هذا الحديث غير الحديث الذي سبق قبل ورقتين، لاختلاف النص فيهما، واختلاف الراوي فيهما أيضاً (ولا منافاة) بينهما کما لا يخفي.









  1. کفاية الطالب/ ص377.
  2. الدر المنثور/ ج5/ ص199.
  3. تفسير الثعلبي المخطوط/ ج2/ الورقة 391/ الصفحة الثانية.
  4. للکشفي: الباب الأول.
  5. غاية المرام/ ص386.
  6. تاريخ الطبري/ ج3/ ص312.
  7. مسند الإمام أبي حنيفة/ ج1/ ص111.
  8. مناقب الخطيب البغدادي/ ص187.
  9. المناقب للخوارزمي/ ص195/ وص32 أيضاً.
  10. البداية والنهاية/ ج1/ ص231.
  11. تفسير القرآن العظيم/ ج8/ ص219، وج9/ ص367، وج4/ ص283، من طريقي الطبراني، وابن أبي حاتم.
  12. ميزان الاعتدال/ ج1/ ص536.
  13. مجمع الزوائد/ ج9/ ص102.
  14. أرجح المطالب/ ص81.
  15. تاريخ الإسلام للذهبي/ ج2/ ص193.
  16. مسند الطيالسي/ ص360.
  17. سنن الترمذي/ ج13/ ص176.
  18. تاريخ الأمم والملوک للطبري/ ج2/ ص211.
  19. المعارف لابن قتيبة/ ص169.
  20. تهذيب الکمال/ ج7/ ص336.
  21. شواهد التنزيل/ ج2/ ص218.
  22. شواهد التنزيل/ ج2/ ص220.
  23. شواهد التنزيل/ ج2/ ص294.
  24. شواهد التنزيل/ ج2/ ص326.
  25. شواهد التنزيل/ ج2/ ص293.