سوره طور











سوره طور



(وفيها اثنتا عشرة آية)

1 ـ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ (إلي) وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ / 17 ـ 20.

2 ـ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ (إلي) إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ / 21 ـ 28.

«إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فاکِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * کُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّکِئِينَ عَلي سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ»

الطور/ 17 ـ 20

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: حدثنا المنتصر بن نصر بواسط (بإسناده المذکور) عن عبد الله بن عباس (في قول الله تعالي):

«إن المتقين».

قال: نزلت خاصة في علي وحمزة وجعفر وفاطمة.

يقول (الله): «إنّ المتقين» في الدنيا من الشرک والفواحش والکبائر، «في جنات» يعني: البساتين.

«ونعيم» في أبواب في الجنان.

قال ابن عباس: لکلّ واحد منهم بستان في الجنة العليا، في وسط خيمة من لؤلؤة، في کل خيمة سرير من الذهب واللؤلؤ علي کل سرير سبعون فراشاً[1] .

(أقول): إنّما ذکر بقية الآيات أيضاً، لکونها تتمات للآية الأولي، فإذا کانت الآية الأولي نازلة في هؤلاء کانت تلک أيضاً فيهم.

«وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ کُلُّ امْرِئٍ بِما کَسَبَ رَهِينٌ * وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاکِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنازَعُونَ فِياکَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ کَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَکْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلي بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ * قالُوا إِنَّا کُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ * إِنَّا کُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ»

الطور/ 21 ـ 28

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله (بإسناده المذکور) عن ابن عباس في قوله تعالي:

«وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ» الآية.

قال: نزلت في النبي، وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)[2] .

وروي هو أيضاً عن أبي النصر محمد بن مسعود بن محمد العياشي (بإسناده المذکور) عن ابن عمر (أنّه قال): إنّا إذا عددنا قلنا: أبو بکر، وعمر، وعثمان.

فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن فعليّ؟

قال ابن عمر: ويحک، عليّ من أهل البيت لا يقاس بهم، علي مع رسول الله في درجته، إنّ الله يقول:

«وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ».

ففاطمة مع رسول الله في درجته، وعلي معهما[3] .

(أقول): الأحاديث وإنْ ذکرت الآية الأولي في علي وفاطمة والحسنين، ولکنّ بقية الآيات التي ذکرناها هي صفات لهم، وإخبارات عنهم، ونعم من الله إليهم، فتکون الآيات الثمان کلها بحقّهم، لکن لا انحصاراً بل من باب أفضل المصاديق ـ کما ذکرنا مراراً ـ.









  1. شواهد التنزيل/ ج2/ ص196.
  2. شواهد التنزيل/ ج2/ ص197.
  3. شواهد التنزيل/ ج2/ ص197 ـ 198.