سوره ق











سوره ق



(وفيها ثلاث آيات)

1 ـ وَجَاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ / 21.

2 ـ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّارٍ عَنِيدٍ / 24.

3 ـ إِنَّ فِي ذَلِکَ لَذِکْرَي لِمَنْ کَانَ لَهُ قَلْبٌ / 37.

«وَجاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ»

ق/ 21

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (قال) حدثونا عن أبي بکر السبيعي (بإسناده المذکور) عن جعفر بن حکيم، عن أمّ سلمة (زوجة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم» في قول الله عزّ وجلّ:

«وَجاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ».

أنّ رسول الله السائق، وعلي الشهيد[1] .

«أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّارٍ عَنِيدٍ»

ق/ 24

أخرج أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الکلابي في کتابه (المسند) المعروف بـ (ابن أخي تبوک ـ المتوفي عام 396 هجرية) (بإسناده المذکور) عن شريک بن عبد الله، قال: کنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة، وابن شبرمة، وابن أبي ليلي، فقالوا له: يا أبا محمد، إنک في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد کنت تحدّث في (فضائل) علي بن أبي طالب بأحاديث، فتُب إلي الله منها.

فقال (الأعمش): أسندوني، أسندوني، فأُسند، فقال:

حدثنا أبو المتوکل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

إنْ کان يوم القيامة، قال الله تعالي لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضکما وأدخلا في الجنة من أحبکما فذلک قوله تعالي:

«أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ کُلَّ کَفَّارٍ عَنِيدٍ».

قال: فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا لا يجيء بشيء أشدّ من هذا[2] .

وأخرج نحواً منه بسند آخر، محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طرق العامة[3] .

«إِنَّ فِي ذلِکَ لَذِکْري لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَي السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ»

ق/ 37

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: حدثنا أبو الحسن بن ماهان الخورني بخور (بإسناده المذکور) عن عطاء، عن ابن عباس قال: أُهدي إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ناقتان عظيمتان، فنظر أصحابه وقال: هل فيکم أحدٌ يصلي رکعتين لا يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء، ولا يحدّث قلبه بفکر الدنيا؟ أعطيت إحدي الناقتين له.

فقام عليٌّ ودخل في الصلاة، فلمّا سلّم هبط جبرئيل فقال: أعطه إحداهما (فقال) رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): إنّه جلس في التشهد فتفکر أيّهما يأخذ (فقال) جبرئيل: تفکّر يأخذ أسمنهما، فينحرها ويتصدق بها لوجه الله، فکان تفکّره لله، لا لنفسه ولا للدينا.

فأعطاه (النبي) کلتيهما، وأنزل الله (هذه الآية).

«إنّ في ذلک» أي في صلاة علي «لذکري» لعظة «لمن کان له قلب» عقل «أو ألقي السمع» يعني: استمع بأذنيه إلي ما تلاه بلسانه «وهو شهيد» يعني: حاضر القلب لله عزّ وجلّ.

(ثم) قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم): ما من عبد صلي لله رکعتين لا يتفکر فيهما من أمور الدنيا بشيء، إلاّ رضي الله عنه وغفر له ذنوبه[4] .









  1. شواهد التنزيل/ ج2/ ص188.
  2. اثنان وثلاثون حديثاً من کتاب (المسند) المطبوع في آخر کتاب (المناقب) لابن المغازلي ص427.
  3. المناقب المائة/ المنقبة الثالثة والعشرون/ ص16.
  4. شواهد التنزيل/ ج2/ ص193.