سوره دخان











سوره دخان



(وفيها ثمان آيات)

1 ـ کَذَلِکَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ / 28.

2 ـ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ. (إلي) ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ / 51 ـ 57.

(کَذلِکَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ»

الدّخان/ 28

روي أبو الحسن الفقيه ابن شاذان ـ في المناقب المائة من طريق العامة، بحذف الإسناد ـ عن قنبر مولي أمير المؤمنين قال:

لمّا کان أمير المؤمنين علي شاطئ الفرات، نزع قميصه ودخل (الماء)، فجاءت موجة أخذت القميص، فخرج أمير المؤمنين فلم يجد القميص، فاغتم لذلک غماً شديداً، فإذا بهاتف يهتف:

يا أبا الحسن، اُنظر عن يمينک وخذ ما تري.

فإذا بمنديل عن يمينه وفيه قميص مطوي، فأخذه ليلبسه فسقطت من جيبه رقعة فيها مکتوب:

(بسم الله الرحمن الرحيم، هدية من الله العزيز الحکيم إلي علي بن أبي طالب، هذا قميص هارون بن عمران کذلک وأورثناها قوماً آخرين)[1] :

(أقول):: قوله: (فاغتمّ لذلک غماً شديداً)، هذا اجتهاد من قنبر، استفاده من کيفية وجه أمير المؤمنين، ولعلّه لا يطابق الواقع، إنّ فقد القميص لا يوجب الغمّ الشديد لمثل أمير المؤمنين (عليه السلام) والمعروف بين العلماء الفقه والحديث، أنّ رواية الراوي حجة، لا درايته، أو يحمل علي کون ذلک القميص له أهمية خاصة، ولو بمناسبة الموضع، والمکان ونحوهما.

قوله: «کَذلِکَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ» وإن کانت نازلة في وراثة بني إسرائيل لأموال القبطيين، لکن يظهر من هذا الحديث کون تأويل الآية في أمير المؤمنين (عليه السلام) أو منطبقة عليه.

«إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ * کَذلِکَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيها بِکُلِّ فاکِهَةٍ آمِنِينَ * لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولي وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * فَضْلاً مِنْ رَبِّکَ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»

الدخان/ 51 ـ 57

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذکور) عن ابن عباس قال (في آية أخري في وصف المتقين):

هو علي بن أبي طالب، هو والله، سيد من اتقي الله وخافه، اتقاه عن ارتکاب الفواحش، وخافه عن اقتراف الکبائر[2] .

وروي هو أيضاً، قال: أخبرنا منصور بن الحسين (بإسناده المذکور) عن أبي هارون، عن أنس بن مالک، عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال:

(آل محمد کل تقي)[3] .

(أقول): يحتمل قراءة (کل تقي) بنحو المبتدأ والخبر بتنوين (کل) والمعني: کل واحد منهم تقي، ويحتمل قراءته بنحو الإضافة، برفع (کل) بلا تنوين، والمعني حينئذ أنّ کلّ من يتقي الله هو آل محمد، وهذا لا يکون إلاّ مجازاً، بمعني الفرد الأتمّ، إذ لا شکّ أنّ کلّ تقي مطلقاً ليس من آل محمد، إلاّ علي سبيل (سلمانٌ منّا أهل البيت)، (يا أبا ذر، أنت منّا أهل البيت) وغيرهما.

(وذکرنا) الآيات السبع کلّها لأنّها بمنزلة مبتدأ وخبر، وموصوف وصفة، لا ينفکان.









  1. المناقب المائة/ المنقبة الأربعون/ ص27 ـ 28.
  2. شواهد التنزيل/ ج2/ ص320.
  3. شواهد التنزيل/ ج1/ ص216 ـ 217.