سوره فصلت











سوره فصلت



(وفيها أربع آيات)

1 ـ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ / 8.

2 ـ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللهِ إِلَي النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ / 19.

3 ـ وَقَالَ الَّذِينَ کَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَنَا / 29.

4 ـ أَفَمَنْ يُلْقَي فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً / 40.

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ»

فصلت/ 8

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسي بن إسحاق (بإسناده المذکور) عن عکرمة عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل، إلاّ وقد عاتبه الله، وما ذکر علياً إلاّ بخير[1] .

«وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَي النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ»

فصلت/ 19

منهم أعداء علي (عليه السلام):

روي الحافظ الحسکاني قال (أخبرنا) أبو يحيي الحيکاني (بإسناده المذکور) عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) قال: خطبنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) فسمعته يقول:

(من أبغضنا أهل البيت، حشره الله يوم القيامة يهودياً).

قال (جابر)[2] : قلت: يا رسول الله، وإنْ صام وصلي، وزعم أنّه مسلم؟

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (نعم وإنْ صام وصلي وزعم أنّه مسلم، إنّما احتجز بذلک من سفک دمه، وأنْ يؤدي الجزية عن يدٍ وهو صاغر)[3] .

وروي الخطيب البغدادي في تاريخه (بإسناده المذکور) عن عبد الله بن مسعود قال: رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(من أحبني، فليحب علياً، ومن أبغض علياً، فقد أبغضني، ومن أبغضني، فقد أبغض الله عزّ وجلّ، ومن أبغض الله، أدخله النّار)[4] .

(أقول): بالبرهان المنطقي السليم يکون نتيجة لذلک، إنّ ممّن تنطبق عليهم هذه الآية ويدخلون النار هم أعداء علي بن أبي طالب، لأنّهم أعداء الله.

«وَقالَ الَّذِينَ کَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَکُونا مِنَ الأَسْفَلِينَ»

فصلت/ 29

روي العلاّمة البحراني عن عکرمة (قال): وهو من الخوارج عن ابن عباس قال: قال علي:

أول من يدخل النار في مظلمتي فلان وفلان وقرأ (علي) الآية:

«وَقالَ الَّذِينَ کَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا» الآية.

قال: إنّها لمّا نزلت، دعاهما النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) وقال: فيکما نزلت[5] .

(أقول): (فلان وفلان) کناية عن رجلين من المنافقين نزلت فيهما هذه الآية، ممّن کانوا حول النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم)، وأنزل الله تعالي في القرآن سورة کاملة في ذمهم وهي سورة المنافقين، بالإضافة إلي الآيات المتفرقة في سور متعددة من القرآن وردت ضدّهم.

والمقصود بـ «الذين کفروا» ليس النصاري واليهود والمشرکين، وإنّما المسلمون الذين کذّبوا بأوامر الله تعالي في علي بن أبي طالب، نظير قوله تعالي: «من کفر» في آية الحج، ونحوه:

والمراد بـ «من الجن والإنس» الاثنين من مجموع الجن والإنس، الّلذين سبّبا ضلالة الصنفين، ولا يشترط کون أحدهما من الإنس والآخر من الجن، بل يصح مثل هذا التعبير مع کونهما کلاهما من الإنس کما لا يخفي.

وفي بعض الأحاديث أنّ أحدهما من الجن وهو الشيطان لقوله تعالي: «إِلاَّ إِبْلِيسَ کانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ»[6] وثانيهما من الإنس وهو أحد المنافقين من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ومن أعداء علي (عليه السلام).

«أَ فَمَنْ يُلْقي فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»

فصلت/ 40

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذکور) عن ابن عباس في قول الله عزّ وجلّ:

«أَ فَمَنْ يُلْقي فِي النَّارِ خَيْرٌ» يعني: الوليد بن المغيرة.

«أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ» من عذاب الله، ومن غضب الله، وهو علي بن أبي طالب.

«اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ» وعيد لهم[7] (المشرکين).









  1. شواهد التنزيل/ ج1/ ص21.
  2. من هنا نقل في حاشية شواهد التنزيل.
  3. شواهد التنزيل/ ج1/ ص379.
  4. تاريخ بغداد/ ج13، ص32.
  5. غاية المرام/ ص444.
  6. سورة الکهف/ 50.
  7. شواهد التنزيل/ ج2/ ص129.