سوره مريم











سوره مريم



(وفيها ثلاث آيات)

1 ـ وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً / 50.

2 ـ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً/96.

3 ـ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِکَ لِتُبَشِّرَ بِهِ / 97.

«وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا»:

مريم/ 50

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي)

قال: أخبرنا عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسي البزاز (بإسناده المذکور) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

وليلةَ عُرج بي إلي السماء، حملني جبرئيل علي جناحه الأيمن، فقيل لي: من استخلفته علي أهل الأرض؟ فقلت: خير أهلها لها أهلاً علي بن أبي طالب، أخي، ووصيي، وصهري (يعني ابن عمي).

فقال لي: يا محمد، أتحبّه؟ فقلت: نعم يا ربّ العالمين، فقال لي: أحبّه، ومُرْ أمتک بحبِّه، فإنّي أنا العلي الأعلي، اشتققت له من أسمائي اسماً فسمّيته علياً، فهبط جبرئيل فقال: إن الله يقرأ عليک السلام ويقول لک: إقرأ، قلت: وما اقرأ؟ قال:

«وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ً»[1] .

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّاً».

مريم/ 96

روي العلاّمة النيسابوري في تفسيره[2] ، وروي الفقيه الشافعي ابن حجر في صواعقه[3] ، في قوله تعالي: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» عن ابن عباس، وعلي بن أبي طالب، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنّها نزلت في علي بن أبي طالب.

وروي محبّ الدين، أحمد بن الطبري، (الشافعي) في (ذخائر العقبي) بسنده عن ابن عباس أنّه قال: نزل قوله تعالي: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّاً» في علي بن أبي طالب، جعل الله له وداً في قلوب المؤمنين[4] .

وأخرج العلاّمة السيد أبو بکر بن شهاب الدين، (الشافعي)، في کتابه (رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي) والمسمّي أيضاً بـ (الشاهد المقبول بفضل أبناء الرسول) نفس ما أخرجه المحبُّ، الطبري مع اختلاف يسير[5] .

وأخرجه الخطيب البغدادي[6] أيضاً.

وقال (الصبّان الشافعي) في إسعاف الراغبين:

وذکر النفاشي في تفسيره: أنّها نزلت في علي[7] .

وأخرج نحواً منه (الشبلنجي الشافعي) في نور الأبصار أيضاً[8] .

وأخرج الإمام أبو عبد الله شمس الدين الذهبي في تذکرته عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال لعلي بن أبي طالب: (لا يحبّک إلاّ مؤمن ولا يبغضک إلاّ منافق)[9] .

وأخرجه أيضاً الزمخشري في تفسيره[10] ، والهيثمي علي بن أبي بکر في مجمعه[11] ، والفقيه الحنفي الخوارزمي في مناقبه[12] ، والفقيه الشافعي ابن المغازلي في مناقبه[13] ، والمحدّث الشافعي جلال الدين السّيوطي في تفسيره[14] وآخرون کثيرون.

(وبهذه) المناسبة نذکر بعض الأحاديث الشريفة أيضاً في فضائل أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه السلام)، التي ذکرها الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله وسلّم):

أخرج الفقير العيني في مناقبه، وعلاّمة الهند بسمل في أرجح المطالب، بأسانيد عديدة عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعلي (عليه السلام) کلِّهم سمعوا النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال:

(عليّ خيرُ البشر من أبي، فقد کفر)[15] ، وفي أرجح المطالب نحوه بلفظه[16] .

وأخرج هو أيضاً، بسند آخر عن جابر (رضي الله عنه) قال قال النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(عليّ خيرُ البشر من شک فيه، فقد کفر)[17] .

(وروي) أيضاً بأسانيد عديدة أخري، تنتهي إلي علي (عليه السلام)، وابن مسعود، وجابر أنّهم سمعوا النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال:

(من لم يقل علي خير الناس، فقد کفر)[18] .

(وأخرج) علاّمة الهند بسمل في أرجح المطالب بسنده عن عقبة بن سعد العوفي قال: دخلنا علي جابر بن عبد الله وقد سقط حاجباه علي عينيه فسألناه عن علي فرفع حاجبيه فقال: " ذاک خير البشر"[19] .

وأخرج الفقير العيني، بأسانيد عديدة تنتهي إلي معاوية بن جيث، والحکيم بن بهز عن أبيه، عن جده، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال لعلي بن أبي طالب:

(من مات من أُمّتي وهو يبغضک، مات يهودياً، أو نصرانياً)[20] .

«فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِکَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا»:

مريم/ 97

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال (أخبرنا) الحسن بن علي الجوهري (بإسناده المذکور) عن ابن عباس (في قوله تعالي):

«لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ».

(قال): نزلت في علي خاصة.

«وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا».

نزلت في بني أمية وبني المغيرة[21] .

(أقول): قوله: (نزلت في عليّ خاصةً) يحتمل معنيين:

(أحدهما): أن يکون سبب النزول هو شخص علي بن أبي طالب (عليه السلام).

(ثانيهما): أن يکون المراد بـ (المتقين) هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) باعتباره الشخص الوحيد الذي يصدق عليه (المتقي) صدقاً کاملاً، من جميع الجهات وبشتي الاعتبارات، فکان غيره مع وجوده ليس متصفاً بهذه الصفة، کما يقال (إنّما الرجلُ زيدٌ).









  1. شواهد التنزيل/ ج1/ ص358.
  2. تفسير النيسابوري/ ج2/ ص520.
  3. الصواعق المحرقة/ ص170.
  4. ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربي/ ج1/ ص89.
  5. رشفة الصادي/ ص25.
  6. المناقب لأحمد بن علي بن أبي بکر البغدادي/ ص188.
  7. إسعاف الراغبين/ ص109.
  8. نور الأبصار/ ص112.
  9. تذکرة الحفاظ/ ج1/ ص10.
  10. الکاشف/تفسير سورة مريم (عليها السلام).
  11. مجمع الزوائد/ ج9/ ص125.
  12. المناقب للخوارزمي/ ص197.
  13. المناقب لابن المغازلي/ ص327.
  14. الدر المنثور/ ج4/ ص287.
  15. المناقب للعيني/ ص38 49/ أرجح المطالب/ ص588 ـ 590.
  16. أرجح المطالب/ ص41.
  17. المناقب للعيني/ ص38 49/ أرجح المطالب/ ص588 ـ 590.
  18. المناقب للعيني/ ص38 49/ أرجح المطالب/ ص588 ـ 590.
  19. أرجح المطالب/ ص41.
  20. المناقب للعيني/ ص49 و62.
  21. شواهد التنزيل/ ج1/ ص365.