سوره يس











سوره يس



(وفيها ثلاث آيات)

1 ـ «وَکُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ» / 12.

2 ـ «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ» / 13.

3 ـ «وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَي» / 20.

«وَکُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ»

يس/ 12

روي الحافظ سليمان (القندوزي) الحنفي (بإسناده المذکور) عن الحسين بن علي قال، لمّا نزلت هذه الآية:

«وَکُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ». قالوا: يا رسول الله هو التوراة، أو الإنجيل أو القرآن؟ قال: (صلي الله عليه وآله وسلّم): لا.

فأقبل إليه أبي، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(هذا هو الإمام الذي أحصي الله فيه علم کلِّ شيء)[1] .

وأخرج الحافظ القندوزي ـ نفسه أيضاً ـ عن عمّار بن ياسر[2] ،

قال: کنت مع أمير المؤمنين سائراً فمررنا بوادٍ مملوءة نملاً، فقلت: يا أمير المؤمنين، تري أحداً من خلق الله يعلم عدد هذا النمل؟ (قال): نعم يا عمار، أنا أعرف رجلاً يعلم عدده، وکم فيه ذکر وکم فيه أنثي (فقلت): مَنْ ذلک الرجل؟ (فقال): يا عمار، أقرأت في سورة (يس).

«وَکُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ». (فقلت): بلي يا مولاي، (فقال): أنا ذلک الإمام المبين[3] .

«وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ»

يس/ 13

روي (السّيوطي) الفقيه الشافعي، في تفسيره الدرّ المنثورعند تفسير هذه الآية مستفيض الروايات في إيمان علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأنه ما أشرک بالله قط، ونحن ـ کعادتنا في الإشارة لا التفصيل ـ نذکر حديثاً واحداً منها:

قال: وأخرج ابن عدي وابن عساکر، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(ثلاثة ما کفروا بالله قط: مؤمن آل ياسين، وعلي بن أبي طالب، وآسية امرأة فرعون)[4] .

(أقول): مؤمن آل ياسين هو الذي قال: (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُکُمْ أَجْراً) (يس 21)، فخنقه قومه[5] .

«وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعي قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ»

يس/ 20

روي العلاّمة الزمخشري، (الفقيه المالکي)، في تفسيره (الکشاف) عند تفسير هذه الآية، قال:

روي عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

سبّاق الأمم ثلاثة، لم يکفروا بالله طرفة عين: (حزقيل) مؤمن آل فرعون، و (حبيب النّجار) مؤمن آل ياسين، و (علي بن أبي طالب) وهو أفضلهم[6] .









  1. ينابيع المودّة/ ص77.
  2. هو أبو اليقظان عمار بن ياسر العنسي المخزومي، من السابقين الأولين من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) والمعذَّبين في سبيل الله، قال: شهد بدراً والمشاهد بعدها، ثبت علي وصايا النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) في حياته وبعد وفاته، في أهل بيته وفي غير ذلک، کان جبلاً في الصمود في غربة الإسلام، وفي عز الإسلام، وفي غربة أهل البيت، صدرت أحاديث في الإطراء عليه ومدحه عن النبي وعن أمير المؤمنين وعن أئمة أهل البيت ـ (عليه وعليهم الصلاة والسلام) ـ نقل الکثير من فضائل علي أمير المؤمنين وفضائل أهل البيت، وغيرهم روي عنه جمع من الصحابة والتابعين، وأخرج أحاديثه أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ـ قتل بصفين عام (37) للهجرة ذکره وترجم له الکثير من المؤرخين والمؤلفين في السيرة والرجال، نذکر جماعة منهم ـ من العامة ـ للمراجعة وهم: ـ

    محمد بن حبيب في کتاب (المحبر) ص289.

    ومحمد ابن إسماعيل البخاري في (التاريخ الصغير) ص15 وفي (التاريخ الکبير) ج4/ ق1/ ص25.

    ابن سعد في (الطبقات الکبري) ج2/ ق1/ ص176.

    وابن قتيبة الدينوري في (المعارف) ص111.

    ومحمد بن أحمد الدولابي في (الکني والأسماء) ج1/ ص62.

    ومحمد بن جرير الطبري في (تاريخ الأمم والمملوک) ج9/ ص21. وفي (الذيل والمذيل) ص11.

    وابن أبي حاتم حافظ المشرق ـ في (الجرح والتعديل) ج3/ ق1/ ص389.

    وخير الدين الزرکلي في (الأعلام) ج5 ص191.

    وابن حجر العسقلاني في الإصابة ج4/ ص273 وفي (تهذيب التهذيب) ج7/ ص407. وفي (تقريب التهذيب) ص276.

    وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) ج1 ص45.

    وأحمد بن عبد الله الخزرجي في (خلاصة تهذيب التهذيب) ص279.

    والمطهر بن طاهر المقدسي في (البدء والتاريخ) ج5 ص100.

    وعبد الغني بن سعيد الأزدي في (مشتبه النسبة) ص54.

    ومحمود بن أحمد بن العيني في (عمدة القارئ) ج1 ص229. والعلامة الذهبي في (تجريد أسماء الصحابة) ج1 ص425. وفي (المشتبه في أسماء الرجال) ص340 وفي (دول الإسلام) ج1 ص15.

    وعبد الله بن أسعد اليافعي في (مرآة الجنان) ج1 ص100 وإسماعيل بن عمر بن کثير في (البداية والنهاية) ج7 ص311.

    ومحمد بن طاهر القيسراني في (الجمع بين رجال الصحيحين) ص399.

    وأبو الفرج بن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص61. وفي (صفة الصفوة) ج1 ص175.

    وابن الأثير الجزري علي بن محمد في (أسد الغابة) ج4 ص34. وفي (الکامل في التاريخ) ج3 ص133.

    وآخرون أيضاً....

  3. ينابيع المودّة/ ص77.
  4. الدر المنثور/ ج5/ ص262.
  5. الدر المنثور/ ج5/ ص262.
  6. تفسير الکشاف/ عند تفسير سورة يس.