سوره فاطر











سوره فاطر



(وفيها عَشْرُ آيات)

1 ـ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ کَبِيرٌ / 7.

2 ـ وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَي وَالْبَصِيرُ (إلي) وَلاَ الأمْوَاتُ / 19 ـ 20.

3 ـ إِنَّمَا يَخْشَي اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ / 28.

4 ـ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا (إلي) وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ / 32 ـ 35.

«وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ کَبِيرٌ»

فاطر/ 7

روي الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: حدّثني علي بن موسي بن إسحاق (بإسناده المذکور) عن عکرمة، عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل إلاّ وقد عاتبه الله وما ذکر علياً إلاّ بخير[1] .

«وَما يَسْتَوِي الأَعْمي وَالْبَصِيرُ * وَلاَ الظُّلُماتُ وَلاَ النُّورُ * وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ * وَما يَسْتَوِي الأَحْياءُ وَلاَ الأَمْواتُ»

فاطر/ 19 ـ 20

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذکور) عن ابن عباس (قال) في قوله الله تعالي:

«وَما يَسْتَوِي الأَعْمي» قال (يعني): أبو جهل بن هشام.

«والبصير» قال: علي بن أبي طالب.

«وَلاَ الظُّلُماتُ» يعني: أبو جهل المظلم قلبه بالشرک.

«ولا النُّورُ» يعني: قلب علي المملوء من النّور (نور الإيمان والمعرفة وغيرهما).

ثم قال (الله تعالي):

«ولا الظل» يعني بذلک: مستقر علي من الجنة.

«ولا الحرور» يعني: مستقر أبي جهل من جهنم.

ثم جمعهم فقال (تعالي):

«وَما يَسْتَوِي الأَحْياءُ وَلاَ الأَمْواتُ» کفّار مکة[2] .

«إِنَّما يَخْشَي اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ...»

فاطر/ 28

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي (بإسناده المذکور) عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاک، عن ابن عباس، في قوله تعالي:

«إِنَّما يَخْشَي اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ».

قال: يعني علياً، کان يخشي الله، ويراقبه[3] .

(أقول): المراد به ـ کما مرّ مراراً ـ هو المصداق الأتم، والفرد الأظهر الذي ينطبق عليه هذا الکلام، لا الانحصار، أو أنّ علياً (عليه السلام) هو من نزل في حقه هذه الآية الشاملة ـ بأدلة شمول القرآن وعموم آياته ـ لغيره ممّن يخشون الله من العلماء علي سبيل التشکيک المنطقي، يعني اختلاف مراتب الصدق علي اختلاف الأفراد.

«ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ * وَقالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَکُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ».

فاطر/ 32 ـ 35

روي الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذکور) عن السدي[4] ، عن عبد خير، عن علي قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) عن تفسير هذه الآية فقال:

(هم ذريتک وولدک[5] إذا کان يوم القيامة، خرجوا من قبورهم علي ثلاثة أصناف:

ظالم لنفسه، يعني الميت بغير ثوبه.

ومنهم مقتصد، استوت حسناته وسيئاته من ذريتک.

ومنهم سابق بالخيرات، من زادت حسناته علي سيئاته من ذريتک[6] .

وروي السّيوطي في تفسيره (الدر المنثور) عن الطيالسي وغيره (بإسناده المذکور) عن عقبة بن صهبان، قال قلت لعائشة: أرأيت قول الله «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ» الآية:

قالت: (أمّا السابق (إلي أنْ قالت)، وأمّا الظالم لنفسه فمثلي ومثلک ومن اتبعنا)[7] .

(أقول): هذه عائشة تعترف بذلک، والحاکم هو الله العدل.

وروي السّيوطي أيضاً (بإسناده المذکور) عن أبي سعيد الخدري: أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) تلا قول الله: «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً» فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): إنّ عليهم التيجان أدني لؤلؤاً منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب[8] .

وروي أيضاً عن ابن عباس أنّه قال: (الحزن) حزن النّار[9] .

وروي هو أيضاً (بإسناده المذکور) عن قتادة (رضي الله عنه) في قوله: «إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَکُورٌ» يقول: غفور لذنوبهم، شکور لحسناتهم «الذي أحلنا دار المقامة من فضله» قال (قتادة): أقاموا فلا يتحولون ولا يحولون «لا يمسنا فيها نصب» أي وجع «لغوب» يعني إعياء[10] .









  1. شواهد التنزيل/ ج1/ ص21.
  2. شواهد التنزيل/ ج2/ ص101 ـ 102.
  3. شواهد التنزيل/ ج2/ ص100.
  4. هو أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي کريمة القرشي المعروف بـ (السدي) و (السدي الکبير) صاحب التفسير المعروف بـ (تفسير السدي)، کان من کبار التابعين، روي عن العديد من الصحابة، وروي عنه الکثير من التابعين وتابعيهم، نقل أحاديثه معظم أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد خلا البخاري، فإنه لم ينقل حديثه، أخرج أحاديث في فضائل علي أمير المؤمنين وأهل البيت (عليهم السلام)، عُدّ في أصحاب علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، مات عام (128) للهجرة علي ما هو المعروف.

    ذکره وترجم له الکثير من مؤلفي الرجال والسير والتاريخ، نذکر جملة منهم ـ من العامة ـ للمراجعة وهم: ـ

    محمد بن سعد کاتب الواقدي في (الطبقات الکبري) ج6/ ص225.

    وخير الدين الزرکلي في (الأعلام) ج1/ ص313.

    والحاکم النيسابوري في (معرفة علوم الحديث) ص243 ومحمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح ـ في (التاريخ الکبير) ج1/ ق1/ ص361 وفي (التاريخ الصغير) ص141.

    ومسلم بن الحجاج النيسابوري في (المنفردات) ص21.

    وعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري في (المعارف) ص258.

    وابن أبي حاتم الرازي في (الجرح والتعديل) ج1/ ق1/ ص184.

    وعبد الحي بن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) ج1/ ص174.

    وأحمد بن عبد الله الخزرجي في (خلاصة تهذيب التهذيب) ص35.

    وأبو المحاسن يوسف بن تعزي بردي في (النجوم الزاهرة) ج1/ ص308.

    وأحمد بن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) ج1/ ص313. وفي (تقريب التهذيب) ص36.

    وعبد الله بن أسعد اليافعي في (مرآة الجنان) ج1/ ص269.

    وشمس الدين الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج1/ ص93 وفي (تذکرة الحفاظ) ج1/ ص150 وفي (دول الإسلام) ج1/ ص62.

    وأبو نعيم الأصبهاني في (ذکر أخبار اصبهان) ج1/ ص204.

    ومحمد بن طاهر القيسراني في (الجمع بين الصحيحين) ص28.

    وآخرون أيضاً...

  5. المقصود من (الذرية) و (الولد) ليس أولاده الأئمة الطاهرون (صلوات الله عليهم أجمعين) لما ثبت بالأدلة القطعية، والمتواترة من الکتاب والسنة، وأدلة عقلية أخري عصمتهم عن کل أنواع الظلم، قليلة وکثيرة، صغيرة وکبيرة، وإنما المراد بـ (الذرية) و (الولد) السلالة المنحدرة عن علي (عليه السلام) إلي يوم القيامة، وإنما المعروفين بـ (السادات) فإن فيهم الأصناف الثلاثة، وأما الأئمة الطاهرون فلا سيئة لهم، حتي تکون أقل من الحسنات أو مساوية لها أو أکثر منها.
  6. شواهد التنزيل/ ج2/ ص104 ـ 105.
  7. الدر المنثور/ ج5/ ص251.
  8. الدر المنثور/ ج5/ ص253.
  9. الدر المنثور/ ج5/ ص253.
  10. الدر المنثور/ ج5/ ص253 ـ 254.